بدأت محكمة مغربية التحقيق التفصيلي مع الزعيم المفترض لما باتت تعرف بخلية "الفلسطيني" التي تتهمها السلطات بالتخطيط لتنفيذ أعمال وصفت بالإرهابية، مما سيفسح المجال أمام انطلاق محاكمة أفراد الخلية الذين اعتقلوا قبل أكثر من شهرين.
وكانت السلطات المغربية قد أعلنت في يونيو/حزيران الماضي عن تفكيك خلية إرهابية تضم 11 شخصاً يتزعمها أجنبي يحمل الجنسية الفلسطينية، واتهمتها بالتخطيط للقيام بأعمال تخريبية داخل المغرب، وقالت إن أفرادها يحملون فكراً تكفيرياً جهادياً.
وأشارت مراسلة الجزيرة في الرباط إقبال الهامي إلى أنه بانطلاق هذه الجولة من التحقيق التي يجريها قاضي التحقيق المغربي المكلف بقضايا الإرهاب، يكون ملف القضية قد دخل المراحل النهائية في التحقيقات القضائية، حيث ستحال القضية بعد ذلك إلى المحكمة للبت فيها.
وبحسب المراسلة فإنه يتوقع أن تثير القضية سجالاً كبيراً داخل المغرب بالنظر إلى الاتهامات الموجهة للمعتقلين، ونظراً لأن هذه هي المرة الأولى منذ تفجيرات الدار البيضاء عام 2003 التي يتم فيها الحديث عن زعيم مفترض يحمل الجنسية الفلسطينية.
وكان قاضي التحقيق قد بدأ الاثنين الماضي الاستماع لعناصر الخلية المفترضة التي تشمل -إلى جانب الفلسطيني- ثمانية مواطنين مغاربة، حيث كانت النيابة قد أفرجت عن اثنين من الموقوفين بعد 15 يوماً على اعتقالهم بحسب مصدر قضائي.
"
السلطات المغربية أعلنت تفكيك أكثر من 60 خلية منذ مقتل 45 شخصاً في سلسلة تفجيرات نفذها 14 شخصا في الدار البيضاء يوم 16 مايو/أيار 2003
"
دفع بالبراءة
وقد أكد الفلسطيني يحيى الهندي المتهم "بتشكيل عصابة إجرام من أجل إعداد وتنفيذ أعمال إرهابية في المغرب" براءته، بحسب ما أعلنه أمس محاميه محمد أكديم.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن أكديم –الذي ينتمي إلى نقابة محامي الرباط- قوله إن "يحيى الهندي يرفض الاتهامات ويدفع ببراءته"، مشيراً إلى أن موكله أكد له أنه "ضد القاعدة والفكر التكفيري وأنه لم ينتم قط إلى أي حركة إسلامية".
وأضاف المحامي أن الهندي (25 عاما) -وهو مهندس كمبيوتر- جاء إلى المغرب "ببساطة من أجل استكمال إجراءات الزواج بمغربية تعرف عليها عبر الإنترنت"، مشيراً إلى أنه سجل أقوال موكله في سجن سلا (المتاخم للرباط) حيث التقى به.
يذكر أن السلطات المغربية أعلنت تفكيك أكثر من ستين خلية منذ قتل نحو 45 شخصاً في سلسلة تفجيرات نفذها 14 شخصا في الدار البيضاء يوم 16 مايو/أيار 2003، وكان آخرها الإعلان عن تفكيك خلية مكونة من 18 فرداً قبل نحو أسبوع.
ويوجد العشرات من المعتقلين الإسلاميين في السجون المغربية، ويقول حقوقيون محليون وأجانب إن انخراط المغرب في "الحرب على الإرهاب" فتح المجال أمام تجاوزات ومحاكمات لم تكن في كثير من الأحيان عادلة.
المصدر: الجزيرة + وكالات
المفضلات