عزيزي الأرق
عزيزي الأرق ،
طاب اللقاء ،
كيف أنت !
أحاول دائما أن أكتب شيئا عندما أسكن إليك فتسكنني ، أحاول أن يذهب عني الحذر
والإدراك ورفوف العجز من حقول وحدة تجعل المسافة ما بيننا
نصف بوح وربع فنجان مر السواد
ومقعد !
عزيزي ،
ما الذي ينقصني لأمضي دائما إليك ؟
حلم ؟ .. أمل ؟ ..
جملة من لامبالاة ؟
أم وطن ؟!!
وطن يعطيني عمرا على عمري ، وليس وطن يطالبني بما لدي من العمر
كفّ عنها !
لا ترمقني بنظراتك المثقلة شفقة ، فغدا لا بد وتستيقظ المدينة لتجدني :
جميلة كالربيع ، باردة كالشتاء ، مغرورة الكبرياء كصيف الاستقلال
ووحيدة كالخريف
فلست مستحيلة على طوبياء مدينة من الكسل ،
أما الآن عزيزي ، هي نائمة ، وأنا فيك حرّه
فامنحني حزنك الذي أعرفه
وخذ عني حزني الذي يسلبني مرارة فنجان اتلذذ عليها
تلك التي تعرفها
فربما ان التقت اناملنا يختفي ضجيج الهدوء الذي يأكل منا الوسادة والحنين لما لن يكون
آه يا صديقي؛
كم أتمنى لكلانا الكثير من الأشياء الصباحية
تجعلنا كهذه المدينة المترفة بالروتين الكافر
أشياء تجعلنا ننام نومها
ونستيقظ وحيدين
فأنا وأنت
بحاجة لأعوام من مثل ليلتنا هذه
لننهي قراءة كل هذه الصفحات البيضاء
التي عجز الحِــبْر أن يملأها بوح جلال الصمت
أولم تحمل أوراق اللعب الكثير من القلوب الحمراء ؟
ترامت هنا وهناك على أسطح " الهاند " لكنها ابدا لم تحمل الا " جوكرين " أنت ،
وأنا ..
ملتصقان ظهرا لظهر وجهين لليل واحد يحن إلى الثلج في ليلة كانت
بقينا فيها واحد معجزة الآخر ،
دائما كنت صديقي وستظل
فتعال ،
اترك الشوق يتحول إلى عتب
والحنين إلى غضب
والألم إلى قهر
فتراكمهم علينا سيصبح ذات لقاء جامعنا على الملل
فيسلبنا الاكتراث
ويسرق من المدينة أسراب حقائقها
ويعيدنا من جديد لنحاصر الأسئلة في صدري
فتشهقها أنفاس من اجابات مستعصية
ملت بحثي عنها
مممممممم
في هذه اللحظة المحددة من المساء
لا بد وأن نفترق
ولن يمضي وقتا طويلا حتى أعود إليك
فانتظرني وابق النار مشتعلة تحت فنجاننا
فدائما لديك لا بد وأن أموت
لأحيا على صفحة
من فنجان أرق
عزيزي ،
الشمس تأخذ عن المساء ثوبه الأسود فامضي
إلى لقاء
بقلمي
المفضلات