أمل فتاة لامعة ومثقفه لها طموح عالي وقد تفوقت بدراستها الجامعية ولكن ابيها منعها من العمل بحجة
" العادات والتقاليد " فرضخت للامر واستقر بها الجلوس في منزلها ... وعلى الرغم من تقدم العرسان
لها الا انها كانت ترفض بعضهم بحجة ان لهم دماغ مثل ابيها ...وهي ترغب بزوج واعي ومثقف
وانسان ييفهمها ويقدرها كأمرأه ..ويسمح لها بالعمل والمشاركه في الحياة بكل شيء !!
" ولكن كما يقال تأتي الرياح بما لاتشتهي السفن "
قررت صديقتها مساعدتها بالبحث لها عن عمل وفي نفس الوقت تبقى بالمنزل
او يكون عملاً بسيطاً تقوم به اثناء غياب والدها عن المنزل ...وطبعاً بوركت من
قبل امها وتمت الموافقه على ان تعمل " بائعة لبعض المأكولات الشعبيه " وتقوم صديقتها بتوزيعه
..وتعمل على تزيين بعض العرائس او من يرغب ...من حف ومكياج ....الخ !!
ولكن احياناً تضطر للخروج وتقوم امها بالتغطية ...وكانت تخشى على ابنتها من حدوث مكروه
من قبل ابيها اذا علم بالامر ...ولكن الحمد لله تم الامر على مايرام !!
وقد اصبحت تملك دخلاً تعيل اسرتها ...وساهمت بتعليم شقيقها وحرصت على ان يكمله
ولكن لم يتم قبوله باحدى الجامعات لان معدله كان ضعيفاً ...وكان الدخل المادي محدود
حيث لايمكن تعليمة او دفع الرسوم !!
ذات يوم زارتها امرأة متزوجة كانت بصحبة زوجها ...ورأتها متكدرة وحزينة فسئلتها
عن سبب ذلك ،، فقالت : لاشيء فقط متضايقة لاجل اخي لعدم قبوله ومتضايقه ايضاً
لأن والدي ً متأثرين جداً ..بسبب ذلك ...وهم يحاولون البحث عن طريقة لاكمال تعليمة
او البحث له عن وظيفه تشغله بدل الجلوس هنا كــ عالة لاقيمة له !!
تفهمت المرأة المتزوجة " وضع الفتاة " وقالت لها " انا اعرف شخصاً سيقوم
بأدخال أخيك ِ الجامعه ...بشرط ان تتزوجي منه ..لأنه يبحث عن فتاة جميله ذات شعر
طويل ..فما رأيك ؟؟!!
تعلثمت " أمل " كثيراً ومن ثم صرخت قائله اخرجي من منزلنا ...لعنة الله عليكِ
تريدين استغلالي مع من تعرفين ؟؟!!
قالت : حسناً ..انت الخاسرة ولسنا نحن !!
فكري بالامر ولا تستعجلي بالقرار ...فقد يكون الفرج بيدك ِ !!
بقيت اياماً كئيبة وصدرها يملاءه الغضب من قلة الحيلة ...وما يزيدها سوءاً
حينما ترى ابيها العجوز ليس بيده شيء حيال ابنه ...وكم يتمنى ان يكمل تعليمه !!
وكذلك والدتها التي تدعو ليل نهار ان يفرج عن ابنها ويدرس بالجامعة كـ باقي
الشباب ...ويتخرج وتحتفل بزواجة ورؤية اولاده !!
اخيراً ....
ذهبت الى منزل تلك المرأة مستأذنه والدتها قائلة : انها ذاهبه من اجل تزيينها !!
سمحت لها بالذهاب !!
وسرعان ماوصلت الى دارها ...فاغلقتها في وجهها قائلة : طردتني من منزلكم
والان ترغبين ان اسمح لك بالدخول الى منزلي !!
" حاولت ان تعتذر أمل لها والدموع تذرف من عينيها البريئتين قائله : ارجوكِ
لقد فاجأتني ...لم أكن مستعده لعرضك "
قالت لها : والان توافقين على العرض !!
اجابتها أمل : نعم ،، بشرط ان يتقدم لاهلي رسمي
استغربت المرأه من قرارها قائلة : ليلة واحده ... ها ..ِ !!
اندهشت أمل قائلة : وهل تقبلين على نفسك ان اتزوج ليلة ؟؟
ما اسم هذا الزواج ؟؟
انا لم اسمع في حياتي هكذا زواج !!
فقالت لها المرأة : لاتجادليني كثيراً ...اما ان تقبلي او تنسي ماقلته !!
واخيكِ ابحثي له عن شخص اخر يهتم بأمره !!
هزت أمل برأسها قائلة : نعم لقد قبلت !!
تزوجت نهاراً به وطلقت في المساء ...وحاولت ان تمسك نفسها
حتى لايشعر اي احد من اهلها بشيء ...وقبل اخيها بالجامعه
واكمل تعليمه الجامعي ....
اما هي حاولت ان تمارس حياتها بشكل طبيعي ولكن خشيت على نفسها
بأن تبتزها المرأة من جديد ...ولكن الحمدلله لم يحصل الامر !!
بقيت تعيش على قوتهم الضعيف الى ان توفي ابيها نتيجة " جلطة دماغية " !!
شعرت بالارتياح كثيراً رغم شعورها بالالم على فراقه
ولكن كانت تخشى ان يعلم بالامر ويفضح امرها امامه !!
اما الان لااحد سيعلم !!
فقررت ان تعمل سكرتيره في احدى الشركات الضخمة ...ورأها مدير الشركة
وصاحبها ...فعشق جمالها وسحرت قلبه منذ اول يوم ...وحاول التقرب منها
ولكن حاولت صده اكثر من مرة ...ففسر ذلك بأنها فتاة محترمه لذلك
عاداتها وتقاليدها تمنعها من فعل اي شيء يخدش الحياء !!
فصار يهديها باقات ورد بشكل يومي ...تضايقت من الامر كثيراً
وقررت الاستقالة ...ولكن مدير المصنع رفض ذلك ..وقام بتمزيقها
ووعدها بأنه لن يضايقها من جديد ...بشرط ان تبقى بالعمل !!
فــ بقيت بالعمل ...لحاجتها الماديه وظروفها العائلية ...
ولسوء الحظ تخرج اخيها من الجامعه ...فبقي سنتين يبحث عن عمل
دون جدوى ... فطلبت والدتها منها ان تكلم مديرها بشأن اخيها
رفضت أمل ذلك قائلة : لن اسمح لاخي بالعمل معي !!
فقالت لها : ابنتي ...على الاقل سأطمن اكثر عليكِ ..ارجوكِ
فأنا امرأة طاعنه بالسن والامراض ملئت جسدي ...وانتِ لن تستطيعي
لوحدك تدبر جميع المصاريف ...!!
هزت أمل رأسها قائلة : حسناً ...سأتحدث اليه !!
دخلت الى مكتبه في الصباح الباكر ...واستغرب الامر وظن بأن هناك مكروه
او لاترغب بالعمل ...فقالت له : ارغب بأن يعمل اخي هنا اذا امكنك القبول !!
ابتسم قائلا ً : نعم لقد قبلت ..ولو شئتِ اجلبي من ترغبين هنا ...فقط اعملي جيداً !!
فشكرته على حسن لباقته وقبوله ...ولكن لم تفرح كثيراً بشأن اخيها !!
طبعاً عمل اخيها بنفس الشركة ...فــ صار اخيها يراقبها في كل شيء حتى شعرت
بأنه حارس شخصي لها ،، وصار يتسائل كثيراً عنها ..حتى انها شعرت بالحرج
كثيراً امام الموظفين ...فقررت الانسحاب من الشركة !!
وبقيت بالمنزل بضعة اشهر بحجة المرض ...فاستغربت والدتها ذلك
فقالت امل : اماه انني متعبه ،، ولن اذهب الى الشركة ...يكفي اخي يعمل بها
وسيتدبر امرنا ..... ففرحت والدتها كثيراً ...
ولكن بعد بضعة شهور من عمل اخيها تعرض اخيها لحادث مروري ..نقل على اثرها الى
المشفى بين الحياة والممات واحتاج لعمليه سريعة ...ولكن تكلفتها المادية كانت باهظة جداً !!
مدير المصنع حظر الى المشفى ..للاطمئنان ومعرفة الوضع ،، فرأى امل غارقة بالدموع ووالدتها
تحضنها ...فبادر بالسلام عليهم ،، فردت أمل السلام ومن ثم قالت لامها : انه صاحب المصنع
الذي يعمل به اخي ،، فبكيت الام كثيراً قائله له : ياولدي رغبت بتعليمه كي ازوجه ويعتمد على نفسه
ولكن الان طريح الفراش ويحتاج من يعينه ...ليست بيدنا حيله ... الحمدلله على كل شيء !!
أن فارقه الحياة ساصبر وان بقي على قيد الحياة سأصلي لله كثيراً !!
ابتسم مدير الشركة في وجهها قائلا : اماه اطمأني سأتكفل بكل شيء ...فا أنا ابنك ِ ايضاً
وربما سأكون زوج ابنتك ِ ...
ابتسمت قائله : جزاك الله خيراً ياولدي... ويشرفني ان تكون زوجة ابنتي !!
فــ صرخت امل قائلة : لا نحتاج لمالك ...اذهب من هنا !!
فاستغربت والدتها من سوء تصرفها قائلة : احفظي لسانك ، [ بأي حق تطردين مديرك ] !!
قالت لها امل : انه ليس مديري لاني لم اعد اعمل بشركته او مصنعه !!
والان اخرج من هنا !!
فامسك مدير المصنع يد والدتها قائلاً : هل تزوجيني ابنتك ؟؟
اجابته قائلة : نعم ..وسأعتبر ماستدفعه من تكاليف العمليه كـ مــهراً لها !!
فبكيت امل كثيراً ...وصارت تركض بين اجنحة المشفى محاولة الهرب
فلحق بها مدير المصنع ...كي يفهم الحكاية
فقالت له : لست جسداً للبيع
فابتسم قائلاً : ومن قال بأنكِ للبيع
سأتزوجكِ على سنة الله ورسوله !!
فصرخت قائلة : لااريدك ...الاتفهم !!
حاول الامساك بها ،، ولكنها سرعان ماقفزت من احدى النوافذ وانتحرت !!
فتأزمت نفسية مدير المصنع واعتبر نفسه السبب الرئيسي وراء انتحارها
واخذ عهداً بأن يهتم بوالدتها ويجلبها في منزله كوالدته ...وتزوج وانجب
ابناء وقامت هي بالاشراف عليهم ....وساعدته كثيراً في حياته رغم مرضها
الى ان حانت وفاتها ...وانتقلت الى جوار ربها !!
المفضلات