بترايوس: بن لادن في منطقة "معزولة جداً" بأفغانستان
عتزم مطالبة أوباما بتأجيل الانسحاب الأمريكي
واشنطن - وكالات :
أعلن الجنرال ديفيد بترايوس قائد القوات الأمريكية والدولية في افغانستان أمس ان اسامة بن لادن موجود على الارجح "في منطقة جبلية معزولة جدا" في افغانستان وان القبض عليه لا يزال اولوية. وصرح بترايوس لقناة "ان بي سي" الأمريكية بعد تسع سنوات على اعتداءات 11 سبتمبر 2001 "لا اعتقد ان احدا يعلم اين هو اسامة بن لادن". وتابع "كونه ينتظر اربعة اسابيع لبث رسالة تهنئة او تعزية يثبت الى اي درجة هو متحصن في منطقة جبلية معزولة جدا على الارجح". واضاف ان زعيم تنظيم القاعدة يبقى "رمزا، واعتقد ان القبض عليه او قتله لايزال مهمة في غاية الاهمية لكل الذين يشاركون في حملة مكافحة الارهاب في العالم". وكان بن لادن اعلن مسؤوليته عن محاولة تفجير طائرة أمريكية في عيد الميلاد الماضي، بعد شهر من وقوعها.
من جهة أخرى اعلن بترايوس انه يحتفظ بحقه في ان يقول للرئيس باراك اوباما انه من المبكر البدء بسحب القوات الأمريكية من هذا البلد في يوليو 2011. وخلال مقابلته مع "ان بي سي" الأمريكية وردا على سؤال حول ما اذا كان بامكانه ان يرفع توصية الى الرئيس الأمريكي في يوليو من العام المقبل يقول فيها ان البدء بالانسحاب من افغانستان سابق لاوانه، اجاب بترايوس "بالتأكيد، اجل". واذ اكد الجنرال الأمريكي ان موعد بدء الانسحاب الذي سبق واعلنه اوباما "ليس ملزما"، اوضح ان "الرئيس وانا جلسنا في المكتب البيضاوي وقد اعلن لي بوضوح شديد ان ما يريده مني هو افضل نصيحة عسكرية يمكنني تقديمها". وتابع "لقد اجرينا محادثات جيدة حول هذا الامر واعتقد ان الرئيس كان واضحا للغاية حين قال ان (الانسحاب) عملية وليس حدثا وانها رهن بظروف" ميدانية.
وتعرض اوباما لانتقادات شديدة من قبل المعارضة الجمهورية لتحديده موعد بدء الانسحاب الأمريكي والذي سيصب برأيهم في مصلحة العدو. وقال بترايوس مدافعا عن اوباما ان الرئيس حدد هذا الموعد "لاثبات ضرورة احراز تقدم" في افغانستان. وفي ديسمبر 2009 اعلن اوباما تطبيق استراتيجية عسكرية جديدة في هذا البلد لسحق تمرد طالبان تتضمن ارسال 30 الف جندي أمريكي اضافي ليصل عديد القوات الأمريكية الى 100 الف جندي. وكان اوباما اعلن ان الانسحاب سيبدأ في يوليو 2011. وتأتي تصريحات بترايوس في حين ان دعم الرأي العام الأمريكي للحرب في افغانستان تراجع الى ادنى مستوى في الوقت الذي سجل فيه عدد الجنود الاجانب القتلى رقما قياسيا خلال يوليو مع مقتل 66 عسكريا.
وبحسب استطلاع للرأي اجراه معهد "غالوب" وصحيفة "يو اس آي توداي" نشر مطلع اغسطس، يرى 62% من الأمريكيين ان الوضع في افغانستان "سيئ كفاية" او "سيئ جدا" في مقابل 34% يرون عكس ذلك. ويعتبر 41% من الاشخاص ان خوض الحرب في أفغانستان اثر اعتداءات 11 سبتمبر 2001 كان "خطأ" في حين كانت نسبة هؤلاء 28% نهاية 2008. واقر بترايوس الاحد بان التقدم المحرز في افغانستان بطيء، ووصفه بانه "سلسلة هزائم وانتصارات" للاستيلاء على مناطق تسيطر عليها حركة طالبان ما يشكل "جيوبا صغيرة من التقدم" نأمل في ان تتسع. ووصف المساهمة الأمريكية والدولية بالضرورية للتصدي للقاعدة والمتطرفين ما يتيح الوقت لحكومة الرئيس الافغاني حميد كرزاي ببسط سلطته.
وبترايوس الذي تولى قيادة قوات التحالف في افغانستان في الرابع من يوليو خلفا للجنرال ستانلي ماكريستال، الذي اقيل بعد انتقاداته للادارة الأمريكية، اكد انه يقيم علاقات جيدة مع كرزاي وانه يتحادث معه "مرة في اليوم".
وشدد بترايوس على ان "هناك وحدة كبيرة بين الجهدين المدني والعسكري" مع الرئيس كرزاي من دون ان يتطرق الى مشاكل الفساد التي لا تزال قائمة. وانتقد بترايوس ايضا اعلان موقع ويكيليكس عزمه نشر وثائق عسكرية سرية جديدة وقد اكد مؤسس موقع ويكيليكس المتخصص في الاستخبارات جوليان اسانج السبت انه ينوي مجددا "خلال اسابيع" نشر حوالي 15 ألف وثيقة عسكرية سرية حول افغانستان رغم تحذيرات البنتاغون والمخاطر المترتبة على ذلك. واعتبر بترايوس ان نشر وثائق سرية مجددا سيكون "مزعجا جدا" معتبرا انها "اساءة امانة".
المصدر
جريدة الرايه
المفضلات