*** ثمة حياة على الهامش ...... !!! ***
هل اكتشفت يوماً أنك كنت على هامش حياة أحدهم؟
هل آلمك هذا الشعور، وأوجعك؟
هل تلمست مواطن الخلل داخلك، ونظام الآخر الذي منحك هذه الهبة؟
أحدهم يقول
إن الشخص المهمش هو الجاني على نفسه
وعليه أن يفعل شيئاً ليجتاز هذا التهميش.
و آخر تمنى أن لا نكون في دائرة المهمشين ولا مهمشين،
وأغلق عليّ هذه الزاوية.
آخر طرح سؤال: من يحدد أنك لست مهمشا؟
أجاب أن الإنسان لا يحدد أنه مهمش أو غير مهمش
لأنه قد يخدع
الذي يحدد هو ما حصل عليه من نتائج فقط.
و آخر يرى أن التهميش نوعين
تهميش من داخل الشخص،
وآخر من الخارج،
بمعنى أن يسعى الإنسان إلى تهميش نفسه وتعطيل قدراته،
والآخر أن يهمّشه الآخرون رغم قدراته المميزة
وامتلاكه رؤية غير تقليدية يستطيع من خلالها أن يبدع.
في الحياة العامة يسعى البعض
إلى نشر ثقافة التهميش بتركيز وتعمد وباقتدار.
فالأسباب قد تكون شخصية
مثلاً تكتشف أن (س) من الناس يصر على تهميش من حوله
وتوزيع أدوار هذا التهميش وبمراتب
وقد يفرض نظاما مغلقا عليهم.
المصيبة أن البعض ورغم ذكائهم،
وقدرتهم على فرز المواقف والبشر
إلا أنهم يكتشفون متأخرين تهميشهم
بعد أن عاشوا وهماً طويلاً بأنهم في دائرة الضوء.
أن تعرف أنك مهمش وترضى
فهذا يدخل في نطاق اختيارك لحياتك وتكريسك لنمطها،
وأن تكتشف أنك مهمش وترفض ذلك
فهذا يعني أنك تجاهد من أجل تغيير الأوضاع
إما بتحسين أدائك الإنساني أو العملي،
أو الوصول إلى الآخرين،
من خلال تحملك المسؤولية كاملة بأنك السبب في هذا التهميش.
في الحياة الخاصة تكون الحقيقة أحياناً غالبة
فتغمرنا بقوتها الجبارة.
فمثلاً عندما يختلف البعض مع بعضهم
لا يتركون أي مساحة هامش من الممكن الوقوف عليها ذات يوم
والعودة من خلالها.
لا يتركون أي هامش من الممكن أن يشكّل جزيرة للتلاقي،
ويمكن خلاله محو الوجيعة.
في هذه الحالة يكون التحطيم هو سيد الموقف
والسبب الرئيسي أن العلاقة نفسها بنيت دون هامش يستند إليه،
دون حاجز ينبغي عدم تجاوزه،
دون مسافة فاصلة تصلح لأن تكون هامشاً للتفاوض.
ولذلك عندما تغلق أبواب علاقات إنسانية كاملة
يكون الأساس بها تحطيم كل المرافق،
وتعتيم كل الأمكنة دون ترك فرصة لضوء يخترق المكان.
من كانوا بالأمس ملء السمع والبصر،
أصبحوا فجأة على الهامش من أحباب وأصدقاء،
فقدنا الاتصال بهم رغم وجودهم على قيد الحياة.
ومهما قال أحد الكتاب إن تهميش المشاعر يوجع القلب،
ووجع القلب علة لا يمكن التداوي منها.
ترى كم من البشر همشنا في حياتنا؟
وكم من البشر لم تعد لنا صفحات لديهم
بعد أن مزقوا ما يختص بنا من صفحات الكتاب.
على الهامش آلاف بل ملايين البشر نمر من أمامهم كل يوم،
نراهم،
ومع ذلك لا نكاد نتذكرهم
رغم أن هؤلاء المهمشين هم أكثر من ألهم المبدعين
وسجلت أعظم الروايات والأعمال الفنية والأدبية لهم.
نجحت هذه الأعمال
لأنها تعرضت لفئة ينبغي التوقف أمامها
لخصوبة الحياة التي تعيشها،
والتفاصيل العميقة داخلها
انها حياة غير روتينية
تكسر الزمن
وتشكل عمق الإنسان الحقيقي الباحث عن نافذة على العالم
لا يمكن أن يتضرر منها أحد.
مما قرأتـــ
المفضلات