حزب الله يوافق على تسليم المعطيات حول اغتيال الحريري للقضاء اللبناني
بيروت – وكالات- أكد وزير ينتمي إلى حزب الله أمس الجمعة أن الحزب سيسلم القضاء اللبناني "القرائن" التي يقول إنها تشير إلى تورط إسرائيل في اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري، مجددا موقفه لجهة عدم الثقة بالمحكمة الدولية التي تنظر في القضية. وقال وزير الدولة محمد فنيش "ما يعنينا إن القضاء اللبناني طلب (القرائن)، سنعطيه إياها وما يفعله بها يصبح مسؤوليته هو". وأضاف "موقفنا واضح ومعروف، هذه القرائن بتصرف الدولة اللبنانية فهي تستطيع أن تستفيد منها وتتعامل معها الحزب سيتعاطى مع الدولة". وكان الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله عرض في مؤتمر صحفي الاثنين "معطيات" بينها مشاهد للطريق الساحلي الذي قتل عليه الحريري والتقطتها، بحسب قوله، طائرات استطلاع إسرائيلية وتمكن الحزب من اعتراضها.
وأكد نصر الله أن هذه "المعطيات" تشكل "قرائن" و"ليس أدلة قاطعة" على ضلوع إسرائيل في الجريمة. وطلب مدعي عام المحكمة الخاصة بلبنان القاضي دانيال بلمار الأربعاء من السلطات اللبنانية تزويده بكل ما لدى حزب الله من معلومات تتعلق باغتيال الحريري. وأفاد مصدر قضائي أن "النائب العام التمييزي سعيد ميرزا أبلغ مسؤول لجنة الارتباط والتنسيق المركزية في حزب الله وفيق صفا شفهيا مضمون كتاب بلمار". وأضاف المصدر "ينتظر أن يحضر صفا إلى مكتب ميرزا لتسلم الكتاب الخطي المرسل من بلمار". وشدد فنيش على أن تعاون حزب الله مع السلطات اللبنانية "لا يغير في شيء من عدم ثقتنا بالمحكمة (الدولية) ولا بصدقيتها، وهذا موقف واضح". وتابع "سنتعاطى مع المحكمة بحسب تصرفاتها وعلى قاعدة أن الأساس هو عدم وجود مصداقية".
و اغتيل الحريري في انفجار سيارة مفخخة في الرابع عشر من فبراير 2005 قتل فيه أيضا 22 شخصا آخرين. وأنشئت المحكمة الخاصة بلبنان بقرار من مجلس الأمن الدولي العام 2007، وبدأت عملها في مارس 2009 في لاهاي، وهي مكلفة النظر بجريمة اغتيال الحريري وسائر الجرائم التي تلتها ويحتمل أن تكون مرتبطة بها. ويخشى حزب الله تضمين القرار الظني المنتظر صدوره عن المحكمة اتهاما لبعض عناصر بالتورط في الجريمة. ومن المتوقع أن يناقش مجلس الوزراء اللبناني برئاسة سعد الحريري المعطيات التي عرضها نصر الله الأربعاء المقبل في جلسة تعقد في بيت الدين، المقر الصيفي لرئيس الجمهورية.
و وصف سليم الصايغ وزير الشؤون الاجتماعية اللبناني رد المدعي العام للمحكمة الدولية القاضي دانيال بلمار على الأدلة التي قدمها السيد حسن نصر الله أمين عام حزب الله حول فرضية تورط إسرائيل في اغتيال رفيق الحريري رئيس وزراء لبنان السابق ب"الرد المسؤول" ..كما اعتبر أن "تجاوب "حزب الله" مع بلمار بواسطة السلطات الأمنية المحلية هو أيضا رد مسؤول وبالنتيجة لا نرى إلا تطورا إيجابيا وليس تقاذفا للكرة". ورفض الصايغ في حديث بث هنا الرد "على كل ما يحكى عن المحكمة من خلال السياسة" داعيا إلى "ترك القضاء الدولي يأخذ مساره الطبيعي". وأكد أن "في حال صدر القرار الظني من دون أدلة كافية فنحن سنكون أول من يسعى إلى الحقيقة لأن العدالة تعنينا وبالتالي سنرفضه". إلى ذلك ذكرت تقارير صحفية أن رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي اللبناني النائب وليد جنبلاط عقد لقاء في باريس مع مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأدنى جيفري فيلتمان لبحث إمكانية تأجيل القرار الظني المتوقع صدوره من المحكمة الدولية الخاصة بلبنان.
وذكرت صحيفة "السفير" اللبنانية أن اللقاء عقد بعد اتصال هاتفي جرى بين جنبلاط وفيلتمان هذا الأسبوع اتفقا خلاله على الالتقاء في العاصمة الفرنسية أثناء وجود فيلتمان فيها، في طريقه إلى العراق.وأضافت الصحيفة أن المعلومات متضاربة حول مضمون اللقاء، لكن يرجح أن جنبلاط استطلع فكرة تأجيل القرار الظني المتوقع صدوره عن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان.
وتجدر الإشارة إلى أن جنبلاط قاطع أي لقاء مع السفارة الأمريكية في بيروت منذ أشهر، لا سيما في ظل المرحلة الانتقالية بعد مغادرة السفيرة ميشيل سيسون.إلى ذلك ، ذكرت "السفيرة" أن المستشار القانوني في السفارة الأمريكية في لاهاي التقى هذا الأسبوع مدعي المحكمة الدولية الخاصة بالتحقيق في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري القاضي دانييل بلمار.
المصدر
جريدة الرايه
المفضلات