أشارت دراسة جديدة لباحثين من كلية الصحة العامة بجامعة بوسطن الأميركية إلى وجود ارتباط بين مركبات (PFCs) الكيميائية الصناعية المستخدمة على نطاق واسع في عدد من المنتجات الاستهلاكية, واضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط (ADHD)، الذي هو أحد أنواع الإعاقة العصبية لدى الأطفال.
ونشرت الدراسة إليكترونياً في دورية "آفاق الصحة البيئية" Environmental Health Perspectives.
وبحسب شبكة نيوزمديكل، فقد وجد الباحثون فرصا ومرجحات أكثر نحو الإصابة باضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط لدى الأطفال, الذين وجدت لديهم مستويات عالية من مركبات (PFCs) في مصل الدم.
واستقى الباحثون بياناتهم من المشروع البحثي "الفحص القومي للصحة والتغذية" (NHANES)، وقارنوا بين مستويات مركبات (PFCs) في عينات مصل الدم المأخوذة من 571 طفلا، أعمارهم بين 12 و15 عاما.
"
اختار الباحثون التركيز على اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط، (أحد اضطرابات النمو العصبي)، نظرا لأن الدراسات التي أجريت على الحيوانات أظهرت تأثيرات سمية عصبية للتعرض لمركبات (PFCs)
"
استخدامات واسعة
وأفاد أهالي 48 شخصا من هؤلاء أنه تم تشخيص أطفالهم بنقص الانتباه وفرط النشاط، وهو أحد اضطرابات النمو العصبي الأكثر شيوعا بين الأطفال.
ويذكر أن مشروع "الفحص القومي للصحة والتغذية" عملية مسحية قومية جارية بالفعل لعينة تمثيلية من سكان الولايات المتحدة، بهدف جمع بيانات حول دور عوامل الصحة والتغذية، وتجريها المراكز القومية لكبح الأمراض والوقاية منها (CDC).
ومن المعلوم أن (PFCs) مجموعة مركبات اصطناعية عالية الاستقرار, ومكونة من الكربون والفلورين فقط، وتستخدم في تركيب الطلاء المقاوم للبقع، ومغلفات الأطعمة، والرغوة المكافحة للحريق.
وفي مسح 2003-2004 لمشروع "الفحص القومي للصحة والتغذية"، فحصت عينات دم مأخوذة من ألفي مشارك، وتبين أن 98%من العينات تحتوي مستويات قابلة للاكتشاف من مركبات (PFCs) بمصل الدم.
ولدى امتصاص الجسم لهذه المركبات يمكن أن يستغرق الأمر سنوات للتخلص جزئيا من بعض أنواعها.
علاقة ملتبسة
ورغم اتجاه النتائج لربط مركبات (PFCs) باضطراب نقص الانتباه، فإن كيت هوفْـمَن Kate Hoffman المؤلفة الأولى للدراسة لا تقطع بوجود علاقة سببية بينهما.
وتؤكد هوفـمن -التي نالت بهذا البحث درجة الدكتوراه من كلية الصحة العامة في جامعة بوسطن- ارتباط التعرض لمركبات (PFCs) باضطراب نقص الانتباه، لكن لا يقين حول ما وراء ذلك. ويمكن القول إن الأطفال الذين يعانون من هذا الاضطراب أحرى بارتفاع مستويات هذه المركبات في مصل الدم لديهم.
ولأن جميع قياسات مستويات (PFCs) جمعت في نفس وقت إبلاغ الأهل عن تشخيص إصابة الطفل باضطراب نقص الانتباه، فإن هوفـمن ترى أنه ليس معلوما ما إن كان سلوك الأطفال المشخصة إصابتهم بهذا الاضطراب يؤدي لزيادة تعرضهم لمركبات (PFCs)، أو إن كانت مستويات (PFCs) المرتفعة في مصل الدم تؤدي لهذا الاضطراب.
ونظر الباحثون في وجود أي ارتباط بين أربعة من مركبات (PFCs)، وهي حمض (PFOS) وحمض (PFOA) وحمض (PFNA) وحمض (PFHxS)، وبين عينات دم لأطفال أبلغ أهلهم عن تشخيصهم باضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط.
الوراثة والبيئة
اختار الباحثون التركيز على اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط، (وهو أحد اضطرابات النمو العصبي)، نظرا لأن الدراسات التي أجريت على الحيوانات أظهرت تأثيرات سمية عصبية للتعرض لمركبات (PFCs).
ومع ذلك، فهناك القليل من المعلومات حول تأثير هذه الكيـميائيات على النمو البشري.
وتذكر هوفـمن أن اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط هو أحد أكثر اضطرابات النمو العصبي شيوعا، كما أن مسبباته غير معلومة. لكنها تضيف أن هناك عددا من العوامل الوراثية والبيئية لها ارتباط بهذا الاضطراب.
ويخلص الباحثون إلى أنه نظرا لشيوع مركبات (PFCs) والتعرض لها على نطاق واسع، فقد أصبح من الضروري إجراء مزيد من الأبحاث حول تأثير هذا التعرض على اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط، وغيره من إعاقات النمو العصبي.
المفضلات