أكد مكتب الشكاوى القضائية البريطاني أنه بدأ تحقيقا في سلوك القاضي البريطاني جورج بتراست نورمان الذي حكم ببراءة نشطاء هاجموا مصنعا للسلاح يزود إسرائيل بالأسلحة.
وأوضح المكتب -الذي ينظر في الاعتراضات على سلوك القضاة وقضاة التحقيق- أن تحقيقا في كيفية معالجة وإدارة القاضي لمحاكمة النشطاء لا يزال جاريا.
وتأتي هذه الخطوة في أعقاب سلسلة من الشكاوى المقدمة من منظمات موالية لإسرائيل، بما فيها مجلس النواب اليهود البريطانيين والاتحاد الصهيوني التي وصفت القاضي بأنه معاد للسامية.
وكان القاضي قارن سلوك إسرائيل أثناء عملية الرصاص المصبوب بالنظام النازي، كما استخدم مفردات مثل "جرائم حرب" و"الاحتلال" و"الاستعمار" و"التطهير العرقي" لوصف أفعال السلطات الإسرائيلية.
ووفقا لمتحدث باسم مكتب الشكاوى القضائية تلقى المكتب عددا من الشكاوى في ما يتعلق بتعامل القاضي نورمان في قضية محكمة "هوف" بجنوب بريطانيا التي انعقدت في 28 و29 يونيو/حزيران الماضي.
وأكد أنه سينظر في تلك الشكاوى بموجب لوائح الانضباط القضائية بالطريقة المعتادة، وأن من غير المناسب الإدلاء بمزيد من التفاصيل في هذه المرحلة.
وكان القاضي نورمان قال "إن جهنم لو كانت على الأرض لكانت مقدار ما يعانيه سكان قطاع غزة، وهذه ليست مبالغة".
ناشط أمام محكمة هوف يرفع لافتة تضامن مع فلسطين (الجزيرة نت-أرشيف)
حملة
ويتعرض القاضي نورمان لحملة إعلامية وقانونية ضده بعد التصريحات التي أدلى بها عقب محاكمة نشطاء مجموعة الاقتحام "إيدو 8" .
ونفت مصادر خاصة في مؤسسات حقوقية وقانونية للجزيرة نت ما تناقلته وسائل إعلام بريطانية من أن القاضي من مواليد قطاع غزة، وأكدت تلك المصادر أن القاضي من مواليد مدينة يافا. وقال جوناثان هوفمان، نائب رئيس الاتحاد الصهيوني، إن القاضي تصرف في المحكمة بشكل أشبه بمحامي الدفاع وليس مثل قاض محايد.
وكان السفير الإسرائيلي لدى لندن رون بروسور قد انتقد بشدة القاضي نورمان واتهمه باتخاذ موقف صارخ معاد للسامية، في حين وصفت المنظمات الصهيونية في بريطانيا قرار القاضي بتبرئة مجموعة الاقتحام بالقاسي والمؤلم.
ورغم موقف اللوبي المؤيد لإسرائيل من القاضي، هناك قضايا مشابهة برئ فيها ناشطون مناهضون للحرب بعد مهاجمتهم لآليات ومعدات حربية، مثل ما حدث عام 1996 حين قامت أربع نساء من مجموعة "ترايدنت بلاوشيرز" المناهضة للأسلحة النووية بإعطاب طائرة حربية من طراز "هوك" قبل إرسالها إلى إندونيسيا، وقد تمت تبرئتهن في نهاية المطاف عام 2008.
كما أجمع المحلفون على تبرئة تسعة نشطاء اقتحموا مصنع رايثون العملاق لصناعة السلاح في "ديري" بأيرلندا الشمالية كان يزوّد إسرائيل بالأسلحة خلال حرب لبنان عام 2006.
كوربن: مؤيدو إسرائيل لن ينجحوا بوقف التأييد الشعبي للفلسطينيين (الجزيرة نت)
يأس
وقالت مسؤولة التعبئة والحملات في "حملة التضامن مع الشعب الفلسطيني" سارة كوربن للجزيرة نت، إن مهاجمة قاض لمجرد قول الحقيقة حول الوضع المروع في غزة دليل على يأس مؤيدي إسرائيل".
وأشارت إلى أن جميع النشطاء الذين شاركوا بالاقتحام لم تثبت إدانتهم من قبل هيئة المحلفين، معتبرة ذلك دليلا على قوة الشعور العام في بريطانيا ضد إسرائيل عقب هجومها على أسطول الحرية.
وأكدت كوربن أن "هؤلاء الذين يدافعون عن جرائم إسرائيل في الساحة الدولية يلجؤون إلى تدابير يائسة في محاولة لإسكات أولئك الذين يتحدثون عن السلام والعدالة، ولن ينجحوا في وقف موجة التأييد الشعبي للحقوق الفلسطينية".
يذكر أن نشطاء مجموعة حقوقية تدعى "سحق إيدو" اقتحموا في يناير/كانون الثاني 2009 مصنع إيدو للأسلحة احتجاجا على تزويده إسرائيل بحاملات للقذائف الذكية لطائرات إف16 وأباتشي التي كانت تقصف غزة وحطموا أجهزة ومتعلقات بداخله قدرت قيمتها بأكثر من ربع مليون جنيه إسترليني.
المصدر: الجزيرة
المفضلات