رفضت تركيا اليوم الاتهامات الإسرائيلية بتحميلها مسؤولية الاعتداء على أسطول الحرية بذريعة عدم استجابة أنقرة لتحذيرات من مضي رحلة الأسطول نحو غزة، وقالت إن تل أبيب تتحمل وحدها مسؤولية ما حدث.
ونقلت وكالة أنباء الأناضول عن وزير الخارجية التركي أحمد داود أغلو قوله اليوم إن على اسرائيل أن تتحمل مسؤولية الاعتداء على المدنيين في المياه الدولية، وإن بلاده عازمة على حماية حقوق مواطنيها في هذا الموضوع.
وأكد أوغلو في مؤتمر صحفي مشترك مع نائب رئيس الحكومة البلجيكية ستيفن فاناكير بأنقرة أن بلاده لا تتحمل أي مسؤولية في هذا الحادث، لأنه لا يمكن لأحد إلقاء اللوم في قتل مدنيين بالمياه الدولية على طرف آخر.
وقال "لدينا وضع واضح جدا، إسرائيل قتلت تسعة مدنيين في المياه الدولية. وقبل أي شيء يجب أن يتحملوا المسؤولية عن هذا، تركيا لا تتحمل دون أدنى شك أي مسؤولية عن الحادث".
وأعرب أوغلو عن ثقته بأن لجنة التحقيق الدولية -التي ستبدأ اليوم بحث حادث الاعتداء على سفن أسطول الحرية- قادرة على تحديد الفاعلين بالتوافق مع القوانين الدولية، مشيرا إلى أن تركيا تعتمد على دراسات اللجنة الدولية حول المسألة.
وتأتي تصريحات أوغلو ردا على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي قال أمس أمام لجنة تحقيق إسرائيلية إن تركيا تجاهلت تحذيرات ومناشدات متكررة "على أعلى مستوى" لوقف تقدم القافلة نحو غزة، واتهم أنقرة بالسعي لتحقيق مكاسب من خلال تلك المواجهة.
باراك: قافلة الحرية هوجمت لأنها كانت استفزازا (الجزيرة)
كما تأتي كذلك ردا على تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك الذي قال إن إرسال أسطول الحرية إلى غزة شكل استفزازا مخططا له، وأشار أمام نفس اللجنة اليوم إلى أن إسرائيل استنفدت جميع الخيارات قبل أن تشن الهجوم.
ولا تزال تركيا متمسكة بموقفها وشروطها المطالبة بقبول إسرائيل بتحقيق دولي، إضافة إلى الاعتذار عن الاعتداء على أسطول الحرية وتعويض الضحايا.
وأكد مسؤولون أتراك -حسب مراسل الجزيرة في أنقرة عمر خشرم- أنهم سيواصلون الضغط على إسرائيل وتأليب الرأي العام عليها إلى أن تلبي المطالب التركية، خاصة أن الرأي العام التركي متسمك بتلك المطالب وينتظر من الحكومة اتخاذ إجراءات من أجل تحقيقها.
ويذكر أن لجنة التحقيق الدولية تضم أربعة أعضاء هم رئيس الوزراء النيوزيلندي السابق جيفري بالم -رئيس اللجنة- والرئيس الكولومبي السابق ألفارو أوريبي والإسرائيلي جوزيف سيخانوفر والتركي أوزدم سانبرك.
وتبدأ اللجنة عملها اليوم في نيويورك، وسترفع بعد 35 يوما تقريرا أوليا في الهجوم على سفينة مرمرة في 31 مايو/أيار الماضي، الذي انتهى بمقتل تسعة أتراك وإصابة العشرات بجروح.
انسحاب من اللجنة
وفي هذا الإطار هددت إسرائيل بالانسحاب من اللجنة الدولية إن أصرت على التحقيق مع جنودها، وقال بيان لمكتب نتنياهو "إسرائيل لن تتعاون ولن تشارك في أي لجنة تسعى لاستجواب جنود إسرائيليين".
ويأتي التهديد الإسرائيلي بعد ساعات من نفي الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وجود اتفاق سري يقضي بعدم استجواب العسكريين الإسرائيليين.
وكان مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى رفض كشف هويته قال في وقت سابق إن هناك اتفاقا مسبقا مع بان كي مون بألا يطلب الجنود للاستجواب، كما تحدث وزير الاستخبارات الإسرائيلي دان مريدور قبل أسبوع عن مفاوضات مع الأمم المتحدة استمرت أسابيع توجت باتفاق يناسب إسرائيل يخص تفويض اللجنة وتركيبتها.
المصدر: الجزيرة + وكالات
المفضلات