حوار خجول وغير رسمي بين الحكومة والإخوان لإقناعهم بالمشاركة في الإنتخابات
وساطات في الظل لتقريب وجهات النظر ورغبة من كلا الطرفين لتجاوز المقاطعة
حوار خجول وغير رسمي بين الحكومة والإخوان لإقناعهم بالمشاركة في الإنتخابات
الحقيقة الدولية – عمان - خاص
هل بدأ الحوار بين الإخوان المسلمين والحكومة لعودة الحركة عن قرار مقاطعة الإنتخابات؟ يبدو أنه لم يعد صعبا معرفة أن ثمة أجواء يستفاد منها وأن ثمة حوارا بدأ، وإن لم يأخذ الشكل المؤسسي، بل يستفاد من مناخات السياسة، أن ثمة رغبة مشتركة لدى الحكومة والإخوان في إنضاج حالة حوارية تفضي إلى مشاركة الإخوان في الإنتخابات النيابية المزمع إجراؤها نهايات هذا العام.
وزير التنمية الادارية الاسبق رئيس مركز المرصد السياسي الدكتور بسام العموش وفي معرض تعقيبه على ماجرى خلال الندوة التي نظمها مركز دراسات الرأي قال انه لم يكن لديه معلومات اذا ما كان هناك ترتيب بين الحركة الاسلامية ووزير التنمية السياسية موسى المعايطة.
واكد العموش بان الوزير المعايطة قال انه حضر الى الندوة بعلم رئيس الوزراء الامر الذي يؤشر بان الامر تم ترتيبه مسبقا، لكن ليس كل الحضور لديهم علم بذلك ومنهم أنا، وفي هذه الأثناء، سرت أبناء في الأوساط السياسية تقول أنه تم تكليف نائب رئيس الوزراء رجائي المعشر بالتواصل مع الإخوان المسلمين لبحث إمكانية عودتهم عن قرار المقاطعة مقابل تحقيق بعض المطالب، إلا أن هذا الأمر لم يتأكد من طرف مسؤول.
الدكتورالعموش بين في حديثه لإذاعة الحقيقة الدولية، انه دعا خلال الندوة التي عقدت في مركز دراسات الرأي الحركة الاسلامية والحكومة الى الحوار كون القضية ليست من سيتنازل للاخر، كما انه لايجوز للحركة الاسلامية ان تضع نفسها في مرتبة الحكومة كون الاخيرة هي صاحبة الولاية العامة، وذلك تطبيقا لمنهجها.
ولفت الى ان المهندس ابو السكر والدكتور ارحيل الغرايبة تحدثا باسم الحركة الاسلامية حيث عبرا عن ايمانهم بالبلد و بإستقراره وأمنه وبنظامه وقيادته.
ولفت الى انهم اشاروا الى وجود ملاحظات على الأداء الحكومي والذي لا يمكن ضبط هذا الاداء الا من خلال برلمان منتخب بإرادة صحيحة، مبينا في ذات الوقت بان ابو السكر والغرايبة اكدا خلال الندوة بان الحركة الاسلامية لم تغلق ابواب الحوار ولا يوجد شيء اسمه قرار قطعي لكنهم طالبوا الحكومة بتقديم شيء يساعد الحركة الاسلامية على اقناع قواعدها الشعبية بأن الحكومة تتجاوب مع الحركة وتحترمها وأنها معنية بالحركة وبمنهجها الراشد.
وفيما إذا كان لدى العموش أي علم بإجراء حوار في الكواليس بين الحكومة والإخوان، نفى علمه بذلك، إلا أنه قال إنه التقى شخصيات إسلامية في منزله وتحدث معهم عن ضرورة العودة عن قرار المقاطعة، وقال إنه لمس تفهما ورغبة لدى بعض القيادات في المشاركة، وأضاف أنه نقل وجهة نظر هذه الشخصيات إلى بعض الأشخاص الرسميين، ويستفاد من كلام الدكتور بسام العموش أن هناك قنوات للحوار وأن هناك رغبة مشتركة من الإخوان والحكومة لعودة الإخوان عن قرار المقاطعة، مؤكدا أهمية التقاء الطرفين في منتصف الطريق، وهو ما أكده الأستاذ علي أبو سكر، رئيس مجلس شورى حزب جبهة العمل الاسلامي حيث لم يبد أي اعتراض على فكرة التقاء الحكومة والإخوان في منتصف الطريق، والذي أكد بدوره عدم تشدد الحركة الإسلامية بجميع مطالبها، بل يمكن التوصل إلى حل معقول، يوفر الأسباب المعقولة لعودة الإخوان إلى المشاركة، وأكد عدم وجود ما يسمى بالمفاوضات بين الحركة الاسلامية والحكومة وانما هناك حوار باعتباره التعبير السليم. ولفت ابوالسكر في حديث لإذاعة "الحقيقة الدولية" في سياق برنامج أقلام وأعلام، إلى عدم وجود حوار مباشر بين الطرفين وانما كان خلال لقاء في ندوة حوارية نظمها مركز دراسات الرأي وحضرها وزير التنمية السياسية وشخصيات من الحركة الاسلامية وشخصيات وجهات أخرى من خارج اطار الحكومة والحركة الاسلامية.
وبين ان الحوار الذي جرى خلال الندوة كان حول المشاركة ومقاطعة الانتخابات ومبررات المقاطعة وما يتعلق بالجو العام السائد والمتعلق بالإنتخابات ونحو ذلك موضحا بان بعض الصحف اطلقت عليه غير مباشر لكنه في حقيقة الامر لايمكن تسمية اللقاء بالحوار كون الحوار كما هو معلوم له اسس وأركان وآليات.
واوضح بان الحركة الاسلامية وحزب "الجبهة" عندما قررا مقاطعة الانتخابات كان لديهم ظروف اتجهت فيها وكما اتجهت غالبية من الشارع الاردني نحو المقاطعة.
واكد ان الحركة الاسلامية وحزب جبهة العمل الاسلامي مع الدعوة لفتح باب الحوار بما يخدم الوطن والمواطن وبما يخدم مجلس نواب حقيقي يكون ممثلا حقيقيا للأرديين بعيدا عن الملابسات والتدخلات وعمليات التشويه التي تتم ضد الديمقراطية الاردنية.
ويرى ابو السكر ان قضية المشاركة او المقاطعة للانتخابات تعود لقناعة المواطن بها وليس ما تطلبه الحركة الاسلامية كون الحديث في هذا السياق هو التعبير عن مزاج شعبي عام يعاني حالة احباط من العملية السياسية، معتبرا موقف الحركة الاسلامية جزء من حالة المزاج الشعبي.
وحول موقف الحركة الاسلامية من جدية الحكومة في فتح حوار مع الحركة لمناقشة المطالب الشعبية التي ساقتها في سياق عودتها للمشاركة، عبر ابو السكر عن اعتقاده بان الحكومة صاحبة الولاية العامة وهي معنية باجراء الحوار مع مؤسسات المجتمع المدني لتعيد لحمة الصف كون هذا الامر لا يعيبها.
ولفت ابو السكر الى وجود آراء وشخصيات (رسمية) مع اغلاق باب الحوار حتى لو بلغ الأمر بالشعب الاردني بالكامل مقاطعة الانتخابات، كونه من وجهة نظرهم لا بد من اجراء تلك الانتخابات بغض النظر عن اية ظروف، معتبرا أن هذا التفكير "عقيم وغير سوي" إذ لا يجوز أن يتم صم الآذان عن ما يجري داخل الشارع.
ويرى ان الحكومة معنية بأن تجري الحوارات إذا كانت حريصة على المشاركة الشعبية وان لا تخدش شرعية الانتخابات وان تسير في اتجاه حوار يعيد الأمور الى نصابها السليم.
وحول موقفه من عقد ندوة في مؤسسة شبه رسمية وفي وقت منعت فيه الحكومة كافة اللقاءات التي كانت ستعقد في السلط وسحاب وعمان حول عملية مقاطعة الانتخابات وسمح في المقابل لمركز دراسات صحيفة الرأي أن ينظم مثل هذه الندوة قال ابو السكر : "قد يكون هذا الأمر ضمن أهداف الحكومة الدفع تجاه الندوة والمشاركة فيها ولكن أعتقد انه مطلوب منها أن لا تتردد في الحوار إن كانت فيه مصلحة للوطن".
وشدد ابو السكر على ضرورة ان لا تكون اللقاءات غير مباشرة او من تحت الطاولة أو من فوقها كون الكل معني بالحوار، مكررا ان هناك مزاجا شعبيا متعكرا وهناك حالة من الاحباط من العملية السياسية وعدم ثقة في الانتخابات مبينا أن أول مسؤولية للحوار هي اعادة الصفاء للمزاج الشعبي والثقة للمواطن الاردني.
واكد ان الحركة الاسلامية وحزب جبهة العمل الاسلامي وباقي مؤسسات المجتمع المدني يمدون ايديهم للحكومة لاجراء حوار ضمن توزان وأرضية مقنعة. مشددا في ذات الوقت على ان الحكومة معنية بأن تفتح ابوابها ليس فقط للحركة الاسلامية بل لكافة مكونات المجتمع الارني وان تحاورها وان تتفق معها على حدود معينة لانطلاقة ديمقراطية وان تعيد الثقة في الانتخابات.
وبخصوص المطالب التي ساقتها الحركة للمشاركة في الانتخابات خاصة الجانب الصعب منها وبالأخص تعديل قانون الإنتخاب، اوضح ابو السكر انه تم الاتفاق على أن بعض ما يطرح من مطالب هو اضافة لهذا الوطن لافتا الى ان هناك امورا اساسية يجب ان تراعى بالنسبة للحركة الاسلامية كونها جزءا من الشارع وليست كل الشارع الشعبي.
وبخصوص ما تسرب من معلومات تحدثت عن رفض رئيس الوزراء مقابلة اي من اعضاء الحركة الاسلامية وموافقته في المقابل على مقابلة بعض مسؤولي الاحزاب اكد ابو السكر عدم صدقية الحديث في هذا السياق.
المصدر : الحقيقة الدولية – عمان - خاص
[IMG]http://dc03.***********/i/01751/u674s73prh3c.gif[/IMG]
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد الدراوشه
المفضلات