*** صور بشـــــــرية شُغلت بأهدافها ...... !!! ***
(الاعتراف بأن هناك الكثير مما لا تعرفه، أولى خطوات النضج)
تلك الصورة لشخص غادرته الأحلام منذ زمن
وأصبحت حياته لا تخرج عن معضلة وجع الواقع،
وروح الولاء له
رغم أن بالأفق عناصر متعددة للحلم بإمكانه إعادة صياغتها،
وترميم روحه التي أدمنت البرود.
صورة ذلك الشخص الذي لا ينسجم مع الزمن
إلا إذا اصطاد في المياه المتعكرة،
ولا يجد نفسه إلا داخل أجواء متقلبة يشرف على صناعتها..
ويسعد بالتواجد داخل مفرداتها،
يبهر بانتصاره عندما يتعذب من حوله بسببه،
وعندما تتزعزع أركان هدوء الآخرين..
يشعر بقوته،
وقدرته على الهدم،
والتفريق،
وصناعة المرار.
صورة ذلك الشخص الذي غابت أهدافه في الحياة،
وذابت مساراته،
يتحرك من منطلق أنه لاهدف مهم،
ولا مسار ملزم أن تتحرك نحوه..
فما تحت أقدامنا كاف للتحاور مع معطيات ما نريد أو ما سيكون..
رغم أنه يجهد كثيراً إن حاول رفع رأسه وركز على ما هناك.
فالنفق لا يزال ممتداً ولا نهاية له
ولكن هاجس اليوم فقط هو ما اعتاد عليه
وما في أول النفق وليس ما في نهايته ما يعنيه.
فأنت لو قلت له سوف أدفع لك الآن خمسين ريالاً مقابل أن تمشي 10م
وسأدفع لك عشرة الآف ريال إن اتجهت إلى الأمام لدقائق،
سيختار الخمسين
لأنها الأقرب
ولأنه يخاف من الدقائق التي لا يعرف ماذا تحمل له.
آخر يكرس الجزء الأكبر من حياته لتصفية الحسابات مع الآخرين،
متدثراً بإدارة قوية
يغلفها بعدم نسيان لأي موقف مهما كان حسن نوايا من ارتكبه،
أو بساطة هذا الموقف
يعيش متواصلاً مع تفاصيل هذه التصفية
يخطط لها،
وينفذها،
ويحكيها،
تصبح هي حياته
وهي هويته الحقيقية
وهي زمنه الذي يسأل عنه،
يتمازج معها،
يفكر لها ويخطط من أجلها
حتى على حساب من هم أهمّ في حياته.
لاتحدثه عن التسامح،
وعن الحياة الجميلة التي يغلفها التسامح
وكيف ينبغي أن نشغل في حبها،
ونتدرب على التعايش داخلها،
لا تقل له (إن التسامح هو زينة الفضائل) كما قال فكتوريان،
ولا تذكره بما قاله جواهر نهرو
(النفوس الكبيرة وحدها تعرف كيف تسامح).
ولا تتوقف معه أمام قول الإمام الشافعي:
وإن عفوت ولم أحقد على أحد
أرحت نفسيَ من هم العداوات
ان حدثته عن كل ذلك هاجمك بعنف
وامتطى فجأة جواد الضحية
وكيف أن الضحية دائماً تصبح في حاجة ماسة للانتقام
ورد الكيل بمكيالين؟
وأنت تغادره تشعر أن لا شيء يستحق حياته المعلقة التي صنعها،
ولا شيء مما يتحدث عنه ويحاول أن يصفيه أولاً بأول
هو تعمد من الآخرين في الإساءة له.
هو شخص يرى أن قوته تنبع من هذه التصفيات المستمرة
سواء الأولية أو المتأخرة حسب الحدث..
تتآكل شخصيته داخل هذه الحياة المربكة وغير المستقرة
ولكنه يشعر أن حياته تصبح أكثر جمالاً ووعياً بما يقوم به،
ولا مجال للتسامح مع الآخرين،
بل على العكس يعتقد أن من يروّجون لذلك
هم يروّجون لثقافة استهلاكية من المؤكد أنها بائده.
هو صورة جميلة هاجسها الوحيد التفاؤل..
وحياتها تقوم على ممارسة هذا التفاؤل
دون سأم أو توتر أو قلق،
مهما كانت الضغوط عنيفة،
أو قوية،
أو قاسية
حياة تنطلق من رغبة جامحة
ترى أن هذا التفاؤل بإمكانه فتح كل المسارات المغلقة،
ومناهضة كل الحكايات المحبطة،
وفتح آفاق أوسع من الخيال،
والخروج من دائرة النمطية الحقيقية التي اعتادت دائماً على تدميرنا،
وتهميش أحلامنا.
تتفاءل لتصبح لغتك دائماً هي التكيف،
مع واقعك،
وتحريك كل النقاط التي أعتقدت أنها ساكنه
ولم تعرف أنه بإمكانك تحريكها.
مما تصفحتـــ
المفضلات