جدل لاستعانة "الهيئة" بشركة بريطانية
يدور في السعودية جدل بشأن استعانة جهاز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (الشرطة الدينية) بشركة بريطانية متخصصة في إدارة الأزمات، ففي حين هاجم كتاب في الصحف الهيئة على قرارها قالت الأخيرة إن استعانتها بالشركة البريطانية كان للاستفادة من تجاربها.
وأوضح مدير مشروع الخطة الإستراتيجية -وهي الجهة المخولة بتطوير الهيئة- الدكتور عمر السويلم في تصريحات للجزيرة نت أنه لم يكن هناك اتصال مباشر بين جهاز الهيئة والشركة البريطانية.
وأضاف "أنه تم الاستعانة بالشركة البريطانية لإبداء خبراتها، عبر إعطاء نماذج من الشُّرط في العالم، القريبة في عملها ولو بشكل تقريبي من جهاز هيئة الأمر للاستفادة من تلك التجارب".
وقال إن مندوب الشركة البريطانية -وهي جهة استشارية تعنى بالتخطيط الإستراتيجي، تعمل في أكثر من 150 دولة- حضر عددا من ورشات عمل الخطة الإستراتيجية، دون أن يجتمع بشكل مباشر مع رئاسة وقيادات الجهاز.
وانتقد مصدر من داخل الهيئة -فضل عدم الكشف عن اسمه– كتاب الصحف الذين هاجموا "الهيئة على استعانتها بشركة برايس ووترهاوس كوبر البريطانية دون أن يستفسروا عن طبيعة تلك الاستفادة".
وأشار المصدر في تعليق للجزيرة نت إلى وجود ازدواجية لدى الكتاب في كونهم هاجموا الهيئة لذاتها مع الاعتبار أنها جهاز حكومي، وهناك جهات حكومية أخرى تستعين بالخبرات الأجنبية كجزء من الإجراءات التقنية لتطوير العمل".
"
بعض الليبراليين رأى في تعامل الهيئة مع شركة بريطانية متخصصة في إدارة أزمات الحكومات "نوعا من الازدواجية"
"
نقد ليبرالي
بيد أن استعانة الهيئة بالشركة البريطانية لاقت نقدا من كتاب صحف وليبراليين فقد وصفت ناشطة ليبرالية –فضلت عدم نشر اسمها- في تعليق للجزيرة نت ما قام به جهاز الهيئة بأنه "نوع من الازدواجية بالتعاون مع جهات أجنبية".
وانتقدت هذا التعامل من الهيئة مع الأجنبي الذي هو بنظر الهيئة المسؤول عن تردي الأخلاق في المجتمعات الإسلامية، معتبرة أن تلك "النظرة الأحادية الجامدة هي التي تدفعنا للوقوف مليا" أمام هذا التعاون مع شركات أجنبية، خاصة وأن الشركة البريطانية متخصصة في إدارة أزمات الحكومات.
وقرأت الناشطة قرار الهيئة بأنه جاء من ضغوط رسمية –لم تسمها– بهدف رغبتها في دعم الجناح المنفتح في الجهاز، بعد أن ضيق عليه من قبل "جناح متطرف ظل مسيطراً لعقود طويلة".
وقالت إنه يمكن استنتاج ذلك منذ التغييرات الكبيرة التي أجراها الملك عبد الله بن عبد العزيز داخل المؤسسات الدينية العام الماضي "والمجيء بشخصية منفتحة تقود الجهاز".
مشروع حسبة
ويقول مدير مشروع الخطة الإستراتيجية عمر السويلم إن جهاز الهيئة تعاقد لإعداد إستراتيجية طويلة الأمد –سيتم تفعيلها في الشهرين القادمين- مع مركز الدراسات والتخطيط الإستراتيجي بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن، أطلق عليه مشروع "حسبة".
ويهدف المشروع لإعداد خطة إستراتيجية للعشرين سنة القادمة تحدد توجهات الرئاسة وأولوياتها، وتطويرالجوانب الإدارية والميدانية والفنية، ويشمل ذلك تحديد الرؤية المستقبلية، والرسالة الواضحة، والقيم المؤثرة، ومؤشرات لتقويم الأداء والإنجاز، وآليات تنفيذ الخطة وفق الأسس العلمية الحديثة.
وينبثق عن الخطة –بحسب الموقع الرسمي للمشروع- إعداد خطة تنفيذية مرحلية للسنوات الخمس الأولى، بالإضافة إلى تبني ونشر ثقافة التخطيط والتفكير الإستراتيجي وبرامج التهيئة وإدارة التغيير في الرئاسة والإدارات التابعة لها.
وبحسب مصدر في الهيئة فإن "محتوى المشروع الإستراتيجي سيعنى بالجوانب الإدارية والتنظيمية والإجرائية والفنية فقط وليس بالجوانب المتعلقة بالموضوعات الفقهية والشرعية، لمواجهة التحديات المستقبلية".
ويأتي مشروع "حسبة" بعد ازدياد النقد الداخلي لبعض ممارسات الهيئة في المجتمع المحلي، وقد أجرى الملك عبد الله في منتصف فبراير/شباط 2009 تغييرات شملت المؤسسات الدينية البارزة ومنها "رئاسة هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر"، بهدف تحسين الصورة الخارجية للسعودية.
المصدر: الجزيرة
المفضلات