كتبهاابنة الكرك ، في 1 أغسطس 2007 الساعة: 01:49 ص
صحيح انني ابنة الكرك لكنني ابنة عمان ايضا. عشت 15 عاما في جبل التاج (عمان الشرقية) و21 عاما في ام السماق (عمان الغربية). وطوال هذه الاعوام لم اشعر ان عمان قد تغيرت سواء الشرقية منها او الغربية ذلك التغيير الذي يستحق ان اذكره. فكل المدن تكبر وتتسع شوارعها او تشق فيها طرق جديدة, وتبنى مدارس ومستشفيات وبيوت او قصور وجسور, ومن لم يقتني سيارة اصبح لديه واحدة او اثنتين.ومن لم يمتلك لاقطا, امتلك واحد او اكثر! وغيرها. كل هذه افرازات المدينة الحديثة والتوسع وربما ضريبة التقدم والرقي كما يقولون.
لكن في عمان اليوم اشياء اخرى لم يلحظها احد. ولم تكن يوما فيها.
في حينا ,كانت هناك خمارة او اثنتان , نادي ليلي او اثنان والآن اصبحت عديدة. انا لم اتشدد في ايماني حتى تلفت انتباهي هذه الاشياء . لا زلت معتدلة في تقديري ولست متطرفة!!
عندما كنا نذهب انا واخواتي للشراء من البقالة او السوبرماركت كنا ننبه بعضنا , انتبهي هذه خمارة! او هذا نادي ليلي. الآن لا ادري كيف تظهر فجأة على احدى المباتي وبكل سهولة عبارة "نادي ليلي وبار"!
قد نربط وجود هذا النوع من المحلات بوجود الاجانب لكن عمان لم تخلو يوما منهم.وفي شارعنا الكثيرين..
امشي في شوارع عمان, وخاصة في المجمعات الكبيرة, , وادقق في النساء اللاتي يرتدن هذه الاماكن!
هناك وجوه ليست وجوهنا, نساء لسن نسائنا! منذ متى ترتدي المرأة او الفتاة لباس يظهر اكتافها وصدرها وساقيها!وتمشي والعطر يرافقها من مسافة امتار , وصبغة شقراء ومكياج فاقع.
منذ متى تمشي بناتنا بالشورت او البلوزة القصيرة!!
لا انكر وجود مراهقات لدينا سواء المراهقة المبكرة او المتأخرة لكن هؤلاء لسن نسائنا ولا فتياتنا.
اقترب اكثر او يمشين بجانبي واذا بهن يتحدثن بالانجليزية مع بعض العربية اذا لزم.
اقف بسيارتي لشراء غرض ما. فيمر بجانبي رجل متأنق , تسبقه رائحة عطر ثقيل! يسأل عن عنوان هنا او هناك بلهجة ليست اردنية! انزل الى الشارع فأرى سيارات فارهة بلوحات ملونة تملا الشارع!
امي تقول دائما: لا يمكن للحرب ان تكون نظيفة, لا بد ان هناك من تقتله او تغيره او تعيد تشكيله من البداية. يقال ان الحرب اجلت مليون ونصف انسان الى عمان ومثلهم في سوريا. لكن الارقام الرسمية تعترف بنصف مليون فقط!
هكذا اصبحت عمان. بارات , نوادي ليلية, . نساء بلا رجال . او رجال بلا نساء.وكلاهما يبحث عن الآخر!
للاسف ! هذا ما فعلته الحرب في الجوار في السنوات الاخيرة.
لم تغلق عمان بواباتها في وجه احد منذ تاريخها, لكنها كانت دائما نظيفة عفيفة. بمآذنها وكنآسها, صغارها وكبارها, بصيفها وشتائها, بفقرها وغناها. يا ليتها تعود كما كانت!
ارفع كفي وادعو الله ان يرفع البلاء عن من ابتلي بالحرب او نتائجها وان يردنا اليه ردا جميلا, انه على كل شيء قدير.
تنبيه
وأحب ان اقول بأن المنكر اذا جاهرنا فيه بدون ان نخاف من عذاب وسخط وعقاب رب العباد فقد قربت النهايه
داعيه الله ان يهدي الاسلام والمسلمين الى ما فيه خير لهذه الامه في الدنيا والاخره
المفضلات