في تلك الليلة
اتذكرها
اني اتقلب يمنى ويسرى
عيوني لا يقابلها النوم
ما بكي لقد انهيت فروضي
جلست بين يدي الله في صلواتي الخمس
لم ادخل غرفتي الا بإرضاء والدي عليي
غسلت الصحون المتسخة ومسحتها من آثار الغسل
اطفأت جميع انوار البيت
اتأكد من اغطية عائلتي هل هي على اجسامهم
بدلت ملابسي
اظات قنديل غرفتي
واتكئ رأسي على وسادتي
ماذا بعد
هل تعاقبيني
لماذا؟؟
ارجوكي لن انظر الى الخلف يكفيني ما حدث لي ولن استرجع ذاك الماضي المؤلم
جلست في فراشي
نظرت الى السماء الصافية المليئة بالنجوم من سريري
انها جميلة لا غيوم ملبدة ولا عاصفة مفاجئة ولن يؤذيها احد
اما انا فإن اثار امطار شتائها في جسدي تجمعت
وغيومها في عروقي تسربت
ونجومها المضيئة توخزني بأطراف اضلعي
وقمرها يحتل الغرف الاربع في قلبي
ولون الليل الاسود الداكن يسكن جفون عيويني
والضوء الساطع يلمع بدموعي
استحالة لا دموع في تلك الليلة
فأني استرجع ذكرياتي بقربه
بجانبه
باحضانه
بأنفاسه
في داخله
يكفي ارجوكي
ماذا دهاكي يا عيوني
اني اتعذب والسماء مبتسمة بما حل بي
كإبتسامة العدو عند نجاح الاستعمار
ونجاح الابن لابيه بتبادل الادوار
وطريق يتعداها المار مليئة بالحجار
اني اختنق لا اتنفس
الهواء سلب مني عند رحيله
اني اتمنى النوم لا انام
النوم الهنيء اخذ مني عند مغيبه
ارجوك اخبريني
هل ينام
هل يشرب
هل يأكل
جسدي النحيل تواريت عن الانظار بتفكري به
احساسي المتحجر لم اشعر بأحد بأنتظاري له
ارجوك اخبريني
عسى ان يسمعكي
يكفي انه التمس اطراف اصابعي
وتركها عند اول مطب يصادفني
فلا تنزلي من عيويني يا دموعي وتذهبي مثلما ذهب
فانت في كل ليلة توشين بي وتنشري ابتسامة السماء المطلة على غرفتي بتكلمك عن همومي وعن حماقاتي المتنائرة
اعتري انتباهك
استحالة ان لا يخوننني احد
حتى انتي
استحالة لا دموع...
تحياتي
المفضلات