السلام عليكم
قال احمد شوقي قصيدته المعروفة بتبجيل المعلم ولا نريد التعليق عليها لكن نشير هنا إن ىالشاعر المرحوم بإذن الله أحمد شوقي لم يكن معلما في المدارس يوما وهو بنفس الوقت الشاعر المناضل المحب لوطنه ولو كان معلما لكانت قصائده الوطنية أكثر وطنية ولو قدر له أن يعيش بأيامنا هذه سيكون الشاعر البدع برثاء التعليم رحمه الله تعالى رحمة واسعة وإليكم قصيدته المعروفة لتقدير المعلم :
قُـــــــــــــمْ لـلمعلّمِ وَفِّـهِ الـتبجيلا ......... كـادَ الـمعلّمُ أن يـكونَ رسولا
لأعلمتَ أشرفَ أو أجلَّ من الذي ......... يـبني ويـنشئُ أنـفساً وعقولا؟
سـبـحانكَ اللهمَّ خـيـــــــــــــرُ مـعلّمٍ......... عـلَّمتَ بـالقلمِ الـقرونَ الأولى
أخـرجتَ هذا الــــــعقلَ من ظلماتهِ ......... وهـديتَهُ الـنورَ الـمبينَ سبيلا
أرسـلتَ بالتوراةِ موسى مرشداً ......... وابـنَ الـبتولِ فـعلّمَ الإنـجيلا
وفـجّرتَ يـنبوعَ البيانِ محمّـــداً ......... فـسقى الـحديثَ وناولَ التنزيلا
إنَّ الـذي خــــــلقَ الـحقيقةَ علقماً......... لـم يُـخلِ من أهلِ الحقيقةِ جيلا
أوَ كلُّ من حامى عن الحقِّ افتنى ......... عـندَ الـسَّوادِ ضغائناً وذحولا؟
لـو كنتُ أعتقدُ الصليبَ وخـــــطبَه ........ لأقـمتُ من صلبِ المسيحِ دليلا
تـجدُ الـذين بنى "المسلّةَ" iiجدُّهم ........ لا يُـحسنونَ لإبـرةٍ تـشكيلا!
الـجهلُ لا تـحيا عـليهِ جماعةٌ ......... كـيفَ الحياةُ على يديّ عزريلا؟
ربُّوا على الإنصافِ فتيانَ الحِمى........ تـجدوهمُ كـهفَ الحقوقِ كهولا
فـهوَ الـذي يبني الطباعَ قويمةً ......... وهـوَ الذي يبني النفوسَ عُدولا
وإذا الـمعلّمُ لم يكنْ عدلاً، مشى ........ روحُ الـعدالةِ في الشبابِ ضئيلا
وإذا أتى الإرشادُ من سببِ الهوى ......... ومـن الـغرورِ، فسَمِّهِ التضليلا
وإذا أصـيبَ الـقومُ في أخلاقِهمْ ......... فـأقمْ عـليهم مـأتماً وعـويلا
وإذا الـنساءُ نـشأنَ فـي أُمّيَّةٍ ......... رضـعَ الـرجالُ جهالةً وخمولا
لـيسَ اليتيمُ من انتهى أبواهُ من ......... هــمِّ الـحياةِ، وخـلّفاهُ ذلـيلا
إنَّ الـيتيمَ هـوَ الـذي تلقى بهِ ....... أمّـاً تـخلّتْ أو أبَـاً مـشغولا
وقد رد الشاعر المعروف إبراهيم طوقان رحمه الله عليه بقصيدة تصف واقع وهموم المعلم يتعامله مع الواقع الحقيقي لعملية التعليم علما بأن المعلم على زمنه له مكانة مرموقة وهذا ما كان يعينه على هموم ومصاعب التعليم وتخيلوا معي لو أنه رحمه الله عاش أيامنا هذه وتعرض لما يتعرض له المعلم من فصل تعسفي ومن سوء معاملة بظل أنظمة لا هم لها إلا التضييق على العلم والمعلم وفي ظل أعمال ما أنزل الله بها من سلطان تضييق على المعلم وقته ورزقه وهي الآن تكتسب معنى جماليا وواقعيا أكثر مما كانت عليه في زمنه رحمه الله تعالى وإليكم القصيدة
يقول شوقي – وما درى بمصيبتــــــــــــــي .................."قم للمعلم وفّه التبجيــــــــــــــــــــــــــــلا"
اقعد, فديتك، هل يكون مبجـــــــــــــــــــــــلاً .................. من كان للنشء الصغار خليــــــــــــــــلاً..!
ويكاد (يقلقني) الأمير بقولــــــــــــــــــــــــه: .................."كاد المعلم ان يكون رســـــــــــــــــولا"..!
لو جرّب التعليم (شوقي) ســـــــــــــــــــــاعة .................. لقضى الحياة شقاوة وخمـــــــــــــــــــولاً
حسب المعلم غمَّة وكآبـــــــــــــــــــــــــــــة .................. مرآى (الدفاتر) بكرة وأصيــــــــــــــــــــلا
مئة على مئة اذا هي صلِّحـــــــــــــــــــــــت .................. وجد العمى نحو العيون سبيـــــــــــــــــلا
ولو أنَّ في "التصليح" نفعاً يرتجــــــــــــــى .................. وأبيك، لم أكُ بالعيون بخيــــــــــــــــــلا
لكنْ أُصلّح غلطة نحويــــــــــــــــــــــــــــــة ................. مثلاً، واتخذ "الكتاب" دليـــــــــــــــــــلا
مستشهداً بالغرّ من آياتــــــــــــــــــــــــــــــه .................. أو "بالحديث" مفصلاً تفصيــــــــــــــلا
وأغوص في الشعر القديم فأنتقـــــــــــــــــــي .................. ما ليس ملتبساً ولا مبـــــــــــــــــــذولاً
وأكاد أبعث (سيبويه) في البلــــــــــــــــــــى .................. وذويه من أهل القرون الأولــــــــــــــــــــى
فأرى (حماراً) بعد ذلك كلّـــــــــــــــــــــــــــــه .................. رفَعَ المضاف اليه والمفعـــــــــــــــــولا!!
لا تعجبوا انْ صحتُ يوماً صحيــــــــــــــــــة .................. ووقعت ما بين " البنوك" قتيـــــــــــــــلاً
يا من يريد الانتحار وجدـــــــــــــــــــــــــته .................. انَّ المعلم لا يعيش طويــــــــــــــــــــــــــلاً
والله يعين المعلمين
المفضلات