كم عدد المسؤولين الأردنيين الذين انتحروا
هند خليفات
كتب هند خليفات :
آسفة لمجاهرتي بأني سأبتهج لو قرأت خبرا اسودا في "خبرني البرتقالية " يفيد بانتحار مسؤول أردني عقب شبهة فساد أو حتى تاريخ مزمن من الفساد .
الخبر بحد ذاته يعيد ثقتي في الدم الحكومي الذي يدير هذه الأرض الطيبة المنكوبة بأشخاص يديرونها كشركة .
أتخيل مثلا أن يرمي معالي "فلان" أبن معالي "فلان" نفسه من فوق عمارة الإنتحار الشهيرة، تاركا سطور مدونة تفيد بأن الموت كان أهون عليه من عذاب الضمير الذي يعانيه .
ذكروني إن حدث في سجل التاريخ الحكومي للأردن حالة انتحار واحدة او حتى محاولة لمسؤول حكومي عقب شبهة فساد، بالرغم من الأرقام الفلكية للدنانير التي تتوالد من شبهات وحالات الفساد التي ترصدها دوائر الرقابة " غير المعدودة "!!.
ألا يشعرون بوخز وأحمرار في ضمائرهم "الهايبرد" ؟؟!! معقول !!؟؟ لم يحدث وأن أصاب جسد أحدهم طفحا وطنيا أو هيجانا شعبيا في قلبه ، وهو قاعد على قلب مواطن يسطر مقته باللحظات والساعات بمقالة أو تعليق أو ثرثرة على عتبات الدور أو دعوات أمهات موجوعات على أحوال أبناء تم استيداعهم في ساعة ما فيها حق!! .
ذلك الوزير السابق " محراك الشر " لا يكترث أبدا لصدى أفعاله التي آلمتنا جميعا، هل معقول انه ينام مثلنا ؟ هل يبدأ بقراءة أذكار الليل ويصغي لقلبه كما نفعل؟؟!! ألم يحدث وأن ضاق عليه أمر وربط هذا الضيق بأحوال أسر أردنية قطع رزقها لمجرد التأديب !!
معقول أن احدهم لا يصيبه " شرقة " أثناء تناوله "المقلوبة" مثلا !!، وأطفالنا الجياع في الشمال وغياهب الجنوب لا يعرفون إلا طعم بسكوت الجيش والشاي ؟! ألا يفعل كما نفعل حين " تنشف اللقمة في الزور " ؟؟!!
قبل شهر أُعلن عن انتحار مسؤول صيني كبير في سلطة الطيران المدني هناك، والصينيون شعب يسجل أرقاما عالية في هذا المضمار ، ولديهم فنون رفيعة في أشكال الانتحار.
الانتحارات الصينية الشهيرة إعلاميا ينفذها دوما مسؤولون حكوميون آثروا الموت، على أن يتم فضحهم او محاسبتهم في تهمة فساد.. الصينيون ببساطة يحسون بوجع الضمير النازف من تهمة الخيانة العظمى لأوطانهم ولوظائفهم.
بالمناسبة لا يرتدي الوزراء الصينيون أشمغة حمراء في المناسبات الوطنية، ولا يتغنون بحب الوطن ولا يكيلون في الوطنية والشفافية والنزاهة، ولا أظن انهم ينظمون المدونات المهنية والسلوكية والوظيفية مثل بيوت الشعر والقصيد كما نفعل.
آه لو كان لدينا من أشقائنا الاسيوين هذه النزعة بالانتحار عند اتهامنا بالفساد أو قطع أرزاق البشر.. كم يا ترى عدد المسؤولين الأردنيين الذين سيختفون من الوجود من " فعايلهم الشينة " ؟!!
ملاحظة : للإجابة على السؤال الأخير استخدام الآلة الحاسبة وبرامج "الإكسل" !!
المفضلات