وصلتني رسالة بالإيميل من أحد الأخوة رعاهم الله ( الأخ سليمان التميمي من اللملكة العربية السعودية ) وهي حول ما يسمى إمساكية رمضان وأورد هنا النص الكامل لمحتوى الرسالة نشرا للفائدة :
من البدع المنتشرة بل والمقررة للأسف الشديد ما يسمى بـ " الإمساكية " وهي تحديد آخر وقت للسحور
بمدة زمنية قبيل الفجر 5 أو 10 دقائق أو ربع ساعة حسب البلدان والرزنامات
وفيما يلي نبذة من أقوال اهل العلم في بيان ذلك
الأخ / م . ص . أ . من الرياض، يقول في سؤاله: توزع بعض الشركات والمؤسسات إمساكيات لشهر رمضان المبارك ، وهذه الإمساكيات خاصة بأوقات الصلوات، ولكن الذي لفت انتباهي وضعهم وقتاً للإمساك يسبق وقت آذان الفجر بربع ساعة ، فهل لعملهم هذا أصل من السنة؟ أفتونا مأجورين. مرفق لسماحتكم صورة لواحدة من هذه الإمساكيات.
الجواب : لا أعلم لهذا التفصيل أصلاً، بل الذي دل عليه الكتاب والسنة أن الإمساك يكون بطلوع الفجر ؛ لقول الله سبحانه: وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ … الآية.
ولقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((الفجر فجران، فجر يحرم الطعام وتحل فيه الصلاة، وفجر تحرم فيه الصلاة (أي صلاة الصبح) ويحل فيه الطعام)) رواه ابن خزيمة والحاكم وصححاه كما في بلوغ المرام ، وقوله صلى الله عليه وسلم: ((إن بلالاً يؤذن بليل، فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم)).
قال الراوي: وكان ابن أم مكتوم رجلاً أعمى لا ينادي حتى يقال له: أصبحت، أصبحت. متفق على صحته. والله الموفق.
مجموع فتاوى ابن باز (15/281) .
وهذه فتوى لفضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله - حول هذا الموضوع ،من كتاب " فتاوى أركان الإسلام " / ص482:
س : نرى بعض التقاويم في شهر رمضان يوضع فيه قسم يسمى " الإمساك " وهو يجعل قبل صلاة الفجر بنحو عشر دقائق أو ربع ساعة ، فهل هذا له أصل من السنة أم هو من البدع؟ أفتونا مأجورين.
الجواب :
هذا من البدع، وليس له أصل من السنة، بل السنة على خلافه؛ لأن الله قال في كتابه العزيز: ( وكُلوا واشرَبوا حتى يتبيَّنَ لكمُ الخيط الأبيضُ مِنَ الخيطِ الأسودِ مِنَ الفجْرِ ) .. ( سورة البقرة، الآية: 178 )، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: " إن بلالا يؤذن بليل، فكلوا واشربوا حتى تسمعوا أذان ابن أم مكتوم، فإنه لا يؤذن حتى يطلع الفجر " وهذا الإمساك الذي يصنعه بعض الناس زيادة على ما فرض الله - عز وجل - فيكون باطلا، وهو من التنطع في دين الله ، وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام: " هلك المتنطعون، هلك المتنطعون، هلك المتنطعون .
وقال أيضا رحمه الله تعالى في جواب آخر:
إنني أنبه إلى مسألة يفعلها بعض المؤذنين وهي أنهم يؤذنون قبل الفجر بخمس دقائق أو أربع دقائق زعما منهم أن هذا من باب الإحتياط للصوم , وهذا احتياط نصفه بأنه تنطع وليس احتياطا شرعيا .. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ( هلك المتنطعون )) وهو احتياط غير صحيح .
وقال أيضا رحمه الله تعالى في جواب آخر:
وما يفعله بعض الناس حيث يجعلون في إمساكية رمضان مدفع الإمساك يقولون أو وقت الإمساك ثم وقت طلوع الفجر لا شك أن هذا خطأ وليس بالصواب .
وقال العلامة محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله
معلقا على حديث النبي صلى الله عليه وسلم : (( إذا سمع أحدكم النداء والإناء في يده فلا يضعه حتى يقضي حاجته منه ))
قال رحمه الله :
من فوائد هذا الحديث إبطال بدعة الإمساك قبل الفجر بنحو ربع ساعة .. ولو علموا هذه الرخصة لما وقعوا في تلك البدعة . فتأمل .
وسئلت اللجنة الدائمة (10/284) :
س: قرأت في بعض التفاسير أن الصائم يمسك قبل أذان الفجر بثلث ساعة ، أي بمقدار عشرين دقيقة ويسمي ذلك إمساكاً احتياطياً ، فما هو المقدار بين الإمساك وأذان الفجر في رمضان ؟ وما حكم من يسمع المؤذن يقول الصلاة خير من النوم ويشرب مادام لم ينته من الأذان فهل يصح ؟
فأجابت :
" الأصل في الإمساك للصائم وإفطاره قوله تعالى : ( وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ ) البقرة/187 .
فالأكل والشرب مباح إلى طلوع الفجر وهو الخيط الأبيض الذي جعله الله غاية لإباحة الأكل والشرب ، فإذا تبين الفجر الثاني حرم الأكل والشرب وغيرها من المفطرات ، ومن شرب وهو يسمع أذان الفجر فإن كان الأذان بعد طلوع الفجر الثاني فعليه القضاء وإن كان قبل الطلوع فلا قضاء عليه" اهـ .
وقال الحافظ ابن حجر العسقلاني - رحمه الله - في فتح الباري 4/249
من البدع المنكرة ما أُحدث في هذا الزمان من إيقاع الأذان الثاني قبل الفجر بنحو ثلث ساعة في رمضان ، وإطفاء المصابيح التي جعلت علامة لتحريم الأكل والشرب على من يريد الصيام، زعمًا ممن أحدثه أنه للاحتياط في العبادة ، ولا يعلم بذلك إلا آحاد الناس، وقد جرهم ذلك إلى أن صاروا لا يؤذنون إلا بعد الغروب بدرجة لتمكين الوقت زعموا ، فأخروا الفطر وعجلوا السحور وخالفوا السنة، فلذلك قل عنهم الخير وكثر فيهم الشر، والله المستعان " اهـ
المفضلات