النسيان: ترك الإنسان ضبط ما استودع؛ وإما لضعف قلبه؛ وإما عن غفلة؛ وإما عن قصد حتى ينحذف عن القلب ذكره، يقال: نسيته نسيانا. قال تعالى: (ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزما( [طه/115]، (فذوقوا بما نسيتم( [السجدة/14]، (فإني نسيت الحوت وما أنسانيه إلا الشيطان( [الكهف/63]، (لا تؤاخذني بما نسيت( [الكهف/73]، (فنسوا حظا مما ذكروا به( [المائدة/14]، (ثم إذا خوله نعمة منه نسي ما كان يدعو إليه من قبل( [الزمر/8]، (سنقرئك فلا تنسى( [الأعلى/6] إخبار وضمان من الله تعالى أنه يجعله بحيث لا ينسى ما يسمعه من الحق، وكل نسيان من الإنسان ذمه الله تعالى به فهو ما كان أصله عن تعمد. وما عذر فيه نحو ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم: (رفع عن أمتي الخطأ والنسيان) (الحديث تقدم في مادة (خطأ) ) فهو ما لم يكن سببه منه. وقوله تعالى: (فذوقوا بما نسيتم لقاء يومكم هذا إنا نسيناكم( [السجدة/14] هو ما كان سببه عن تعمد منهم، وتركه على طريق الإهانة، وإذا نسب ذلك إلى الله فهو تركه إياهم استهانة بهم، ومجازاة لما تركوه. قال تعالى: (فاليوم ننساهم كما نسوا لقاء يومهم هذا( [الأعراف/51]، (نسوا الله فنسيهم( [التوبة/67] وقوله: (ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم( [الحشر/19] فتنبيه أن الإنسان بمعرفته بنفسه يعرف الله، فنسيانه لله هو من نسيانه نفسه. وقوله تعالى: (واذكر ربك إذا نسيت( [الكهف/24]. قال ابن عباس: إذا قلت شيئا ولم تقل إن شاء الله فقله إذا تذكرته (قال القرطبي في تفسيره: حكي عن ابن عباس أنه إن نسي الاستثناء ثم ذكر ولو بعد سنة لم يحنث إن كان حالفا.تفسير القرطبي 9/386)، وبهذا أجاز الاستثناء بعد مدة، قال عكرمة (عكرمة مولى ابن عباس) : معنى (نسيت) : ارتكبت ذنبا، ومعناه، اذكر الله إذا أردت وقصدت ارتكاب ذنب يكن ذلك دافعا لك، فالنسي أصله ما ينسى كالنقض لما ينقض، وصار في التعارف اسما لما يقل الاعتداد به، ومن هذا تقول العرب: احفظوا أنساءكم (قال ابن منظور: تقول العرب إذا ارتحلوا من المنزل: انظروا أنساءكم، تريد الأشياء الحقيرة التي ليست عندهم ببال، مثل العصا والقدح والشظاظ. أي: اعتبروها لئلا تنسوها في المنزل. اللسان (نسا) ). أي: ما من شأنه أن ينسى، قال الشاعر:- 438 - كأن لها في الأرض نسيا تقصه * (الشطر للشنفرى، وعجزه:على أمها، وإن تخاطبك تبلتوهو في المفضليات ص 109، واللسان: نسأ، والعباب: نسأ)وقوله تعالى: (نسيا منسيا( [مريم/23]، أي: جاريا مجرى النسي القليل الاعتداد به وإن لم ينس، ولهذا عقبه بقوله: (منسيا) ؛ لأن النسي قد يقال لما يقل الاعتداد به وإن لم ينس، وقرئ: (نسيا( (وهي قراءة حفص وحمزة. الإتحاف ص 298) وهو مصدر موضوع موضع المفعول. نحو: عصى عصيا وعصيانا. وقوله تعالى: (ما ننسخ من آية أو ننسها( [البقرة/106] فإنساؤها حذف ذكرها عن القلوب بقوة إلهية. والنساء والنسوان والنسوة جمع المرأة من غير لفظها، كالقوم في جمع المرء، قال تعالى: (لا يسخر قوم من قوم( إلى قوله: (ولا نساء من نساء( [الحجرات/11] (الآية: (يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم، ولا نساء من نساء عسى أن يكون خيرا منهن... ( )، (نساؤكم حرث لكم( [البقرة/223]، (يا نساء النبي( [الأحزاب/32]، (وقال نسوة في المدينة( [يوسف/30]، (ما بال النسوة اللآتي قطعن أيديهن( [يوسف/50] والنسا: عرق، وتثنيته: نسيان، وجمعه: أنساء.
تفسير الجلالين :
19 - (ولا تكونوا كالذين نسوا الله) تركوا طاعته (فأنساهم أنفسهم) أن يقدموا لها خيرا (أولئك هم الفاسقون)
تفسير ابن كثير :
أي لا تنسوا ذكر الله تعالى فينسيكم العمل لمصالح أنفسكم التي تنفعكم في معادكم فإن الجزاء من جنس العمل ولهذا قال تعالى " أولئك هم الفاسقون " أي الخارجون عن طاعة الله الهالكون يوم القيامة الخاسرون يوم معادهم كما قال تعالى " يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون " وقال الحافظ أبو القاسم الطبراني حدثنا أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة الحوطي حدثنا المغيرة حدثنا جرير بن عثمان عن نعيم بن نمحة قال كان في خطبة أبي بكر الصديق رضي الله عنه : أما تعلمون أنكم تغدون وتروحون لأجل معلوم ؟ فمن استطاع أن يقضي الأجل وهو في عمل الله عز وجل فليفعل ولن تنالوا ذلك إلا بالله عز وجل إن قوما جعلوا آجالهم لغيرهم فنهاكم الله عز وجل أن تكونوا أمثالهم" ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم" أين من تعرفون من إخوانكم ؟ قدموا على ما قدموا في أيام سلفهم وخلوا بالشقوة والسعادة أين الجبارون الأولون الذين بنوا المدائن وحصنوها بالحوائط ؟ قد صاروا تحت الصخر والآبار هذا كتاب الله لا تفنى عجائبه فاستضيئوا منه ليوم ظلمة واستضيئوا بسنائه وبيانه إن الله تعالى أثنى على زكريا وأهل بيته فقال تعالى " إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين " لا خير في قول لا يراد به وجه الله ولا خير في مال لا ينفق في سبيل الله ولا خير فيمن يغلب جهله حلمه ولا خير فيمن يخاف في الله لومة لائم . هذا إسناد جيد ورجاله كلهم ثقات . وشيخ جرير بن عثمان وهو نعيم بن نمحة لا أعرفه بنفي ولا إثبات غير أن أبا داود السجستاني قد حكم بأن شيوخ جرير كلهم ثقات وقد روى لهذه الخطبة شواهد من وجوه أخر والله أعلم .
=============
اخى الكريم
اخوانى واخواتى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
========
هل الدعوة لذكر الله اصبحت منكرفى ايامنا هذه ؟؟؟؟؟
هل التذكير بالصلاة على رسول اصبح بدعة ؟؟؟؟؟
فكيف لنا ان نقول ان التسبيح و التهليل و التحميد و التكبير و الصلاة على رسول الله بدعة مستحدثه ؟؟؟؟
هل عندما يقول شخصا فى مجلس ما { أذكر الله أو صلى على رسول الله } يكون ذلك بدعة ؟؟؟
هل عندما أكون مشغولا بالتصفح ع النت لاهى منشغلا بما أتصفح ناسيا لذكر الله و الصلاه على رسول الله صلى الله عليه و سلم و أدخل موضوع يذكرنى انا و انت و هى يكون ذلك بدعة مستحدثة ؟؟؟؟؟
أم ان اعداءنا و أعداء الاسلام يريدون منا الانشغال الدائم بما نفعلة و بما نتصفحة ... هذا مشغول بتصفح موضوع ... و ذاك مشغول ع الشات ... و هذه مشغولة بالدردشة !!!!
اخوانى و اخواتى الموضوع أكبر من ذلك
هل نسينا قول الله عز و جل { لا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم ذكر انفسهم }
وقوله { و من أعرض عن ذكرى فإن له معيشتا ضنكا و نحشره يوم القيامة أعمى }
اخوانى اخواتى لا ننجرف خلف اعدائتنا بما يبثوه لنا من سموم وتشكيك فى ديننا و عقيدتنا الغراء على ان نستمر فى اللهو و السهر بدون فائدة حتى ذكر الله و الصلاه على رسول الله صلى الله عليه و سلم
و هذا حديث رسو الله صلى الله عليه وسلم
عن أبي ذر رضي الله عنه أن أناساً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم : يا رسول الله ذهب أهل الدثور بالأجور يُصلون كما نصلي ويصومون كما نصوم ويتصدقون بفضول أموالهم قال -أوليس الله جعل لكم ما تصدقون به إن لكم بكل تسبيحة صدقة , وكل تكبيرة صدقة , وكل تحميدة صدقة وكل تهليله صدقة , وأمر بالمعروف صدقة ونهي عن منكر صدقة ,وفي يُضح أحدكم صدقة - قالوا يا رسول الله أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر ؟ قال -أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه وزر فكذلك إذا وضعها في الحلال كان لهأجر -
{ و لا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم ذكر انفسهم }
هذا رأى لى شخصيا و لكل منا ما يرى
اللهم بلغت اللهم فاشهد
و حسبنا الله و نعم الوكيل
المفضلات