اسباب الزيادة في حالات الطلاق
لن اتحدث عن الاحصائيات في المحاكم الشرعية عن نسب الطلاق في محافظات المملكة سواء كان قبل الدخول أو بعده.. مع ان النسبة الكبيرة هي قبل الدخول حسب ما يفضي به كثير من المسؤولين في المحاكم الشرعية عبر المؤتمرات الصحفية وغيرها.. ولو تكلمنا بصدق عن الاسباب التي جعلت الطلاق هو نهاية سريعة لكثير من علاقاتنا الزوجية, لوجدت أن الناس يعلقون اسبابه على علاقة المهر وتكاليف حفل الزفاف, وأنا والله اقول ان هذه الامور هي آخر الاسباب ولم يعد لها كثير من الاهمية مع انها ايضاً سبب.. ولكن هناك اسباب رئيسية يعرفها الجميع, لكنهم لا يتحدثون بها خوفاً من المشاحنات أو بداعي الكبرياء بناء على مقولة (خل الطابق مستور) بين عباد الله.. اهمها انعدام ثقة الشاب بالفتاة واحياناً العكس.. والشك الذي لا يفارق مثل هذه العلاقات.. ومن يستمع لأي شاب مطلق فإنك تجد ان موضوع الثقة هو الفيصل وسلوك الفتاة قبل الخطبة وبعدها..
نعم يا احبتي ففي أيامنا هذه نجد ان كل من يبحث عن الزواج والارتباط يسير وكأنه ذاهب الى الموت.. وكثير من الناس وأقصد هنا الشباب يتردد اكثر من مرة ويعد للمليون قبل ان يعقد النية على الزواج, واذا ما سألته عن ذلك يقول يا اخي اخشى ان اتزوج وأدفع كل ما في حوزتي وربما ابقى مداناً للبنوك لسنوات عدة وكل ذلك من اجل فتاة سأتفاجأ بها وتكون ممن تعيش على الخلويات والمسجات وانواع البناطيل والتي شيرت والبدي والماكياج.. وتقضي وقتها في متابعة اخبار الفنانين والمطربين وربما لا تعرف شيئاً عن متطلبات الزوج والبيت والاسرة والمطبخ.
لذلك من البديهي ان تنتهي مثل هذه العلاقات بالطلاق السريع.. وهناك سبب مهم جداً هو تخاذل بعض الاهل واقصد هنا اهل الفتاة بحجة الانفتاح تارة والظروف التي تجبر الاب على قبول أي شاب تارة اخرى, فالخطيب الذي يذهب الى بيت خطيبته في اليوم اربع او خمس مرات ويدخل جميع الغرف في بيت خطيبته وهناك من ينام عند اهل خطيبته يوماً ويومين وثلاثة, وهذا والله يحصل في مجتمعاتنا..
فاقول حتماً سيطلع على كل اسرار البيت منذ الشهر الاول, وكذلك الخطيب الذي يأخذ خطيبته الى السوق ويغيب ثلاث أو اربع ساعات معها بحجة انه اصبح بحكم الزوج.. اعتقد انه سيفقد بريق وطعم الخطبة ويصيبه الملل وبالتالي ما نتكلم عنه.. والخطيب الذي يأخذ خطيبته الى المتنزهات والرحلات وهناك من يسمح لابنته ان تذهب مع خطيبها الى العقبة؟ فأقول الله اكبر فزمن الانبياء والصحابة والصالحين الطاهرين انتهى.. فكيف لشاب أن يثق بمن تذهب معه اين ما يريد ولا يجد أي معارضة من الاهل.. وماذا بقي للشاب كي يستعجل الزواج بما انه وصل الى ما يريد في فترة الخطبة..
والمؤسف حقاً أن كثيراً من الاهل عندما تقول له عليك الحرص من مثل هذه الاشياء يقول لك يا سيدي اذا منعناه من كل شيء سيذهب ليبحث عن اخرى.. اضف الى ذلك بعض العلاقات ما قبل الخطبة فكثير من الفتيات يتجرأن في علاقاتهن مع بعض الشباب.. لذلك عندما يتقدم لخطبتها بعد علاقة دامت سنوات وسنوات ويتذكر جراءتها وحريتها المبالغ فيها فإنه حتماً سيبقى شاكاً فيها وبالتالي يحدث وقوع الطلاق قبل الدخول..
وهناك ايضاً الهاتف الخلوي الذي ادخل الشك للازواج وشتت أسراً وعائلات وهذا موجود وعلينا أن نقر ونعترف بذلك فهناك عائلات مكونة من ابناء وبنات كبار تشتت بفعل مسج جاء في منتصف الليل, أو مكالمة عبر الرقم الخاص أو الانترنت..
نعم يا احبتي لم يعد للمهر مانع من الزواج لذلك اقول اننا اذا بقينا على هذا الحال فإنني اجزم بأن نسبة المطلقين ستكون اضعاف نسبة المتزوجين وبالتالي العلاقات المشبوهة والانحلال الخلقي وعدم الثقة بين الطرفين.. لذلك علينا أن نبدأ من الاسرة ونقوم بتربية فتياتنا على الاخلاق والخوف من الله وتحريصهن من الوقوع في المحظور, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (تنكح المرأة لمالها وجمالها وحسبها ودينها فأظفر بذات الدين تربت يداك) صدق الله وصدق رسوله الكريم..
المفضلات