مطعم القدس الشعبي وسط عمان أصبح عنوانا لأكثر الملفات إثارة للجدل
الأردن بعد ضجة فيسك.. دروس وعظية للإعلام الغربي وخصوم "المحاصصة" مستعدون للاتصال بالسفارات الغربية
ما زال الصحافي البريطاني النجم روبرت فيسك وبعد خمسة ايام من ظهور مقالته في "الاندبندنت" البريطانية تحت عنوان "احتلال الفلسطينيين للاردن" محور ملاحظات وعظية من نخب واقلام عمان لا تقف عند حدود جهله بطبيعة الموضوع الذي تناوله من حيث المكان والزمان والبيئة، كما قال المحلل السياسي الاردني الدكتور محمد ابو رمان ولكنها تصل ضمنيا لاتهامه "بتحريف" ما سمعه بخصوص جدلية الاصول والمنابت في الحالة الاردنية من نخبة نشطاء قبل عدة ايام في مطعم القدس الشعبي وسط العاصمة الاردنية عمان.
اول ردود الفعل ضد مقالة فيسك حول معاناة الاردنيين من "الاحتلال الفلسطيني" جاءت من احد اجنحة اللجنة الوطنية للمتقاعدين العسكريين وهو جناح اصدر بيانا تنصل فيه من كل ما جاء في المقالة ورفضها جملة وتفصيلا مركزا على جزئية ان المتقاعدين العسكريين ليسوا اطلاقا معارضين للقصر الملكي ولن يكونوا.
الرد الثاني ظهر في مقالة الكاتب الاردني محمد ابو رمان الذي كانت رسالته في السياق بسيطة وفكرتها ان فيسك المخضرم والعملاق استمع لرأي احادي فقط ولم يكن منهجيا وتحدث في موضوع يجهل تفاصيله مع اشارة موازية الى ان خبرات فيسك في بيروت ودمشق لا تعني بحال من الاحوال معرفته بعمان التي كانت دوما خارج مجال نشاطه الحيوي.
الرد الثالث كان اصحابه بعض من جالسوا فيسك وزودوه بالمعلومات في مؤانسة مطعم القدس المشار اليها قبل ظهور المقالة.. هؤلاء لم يستطيعوا مثلا نشر مقالة فيسك كاملة كما نشرتها اندبندنت ولم يتمكنوا من الاحتفال بالمقالة اياها كعلامة فارقة في معركة سياسية شرسة يخوضونها ضد "الاحتلال الفلسطيني" المزعوم للاردن.
وهنا ظهرت حتى بين من جالسوا فيسك ملاحظات تتعلق بسوء الترجمة، وعدم وضوح بعض النصوص والمعلومات وصعوبة فكرة تقبل كل ما جاء بالمقالة بالمطلق والتعبير عمليا عن الاختلاف عن بعض ما جاء فيها بعنوان معاناة القوى الوطنية الاردنية من احتلال الفلسطينيين للمملكة.. تلك بطبيعة الحال اشارات استهلاكية تقصدها الجناح الاعلامي الذي رتب مجالسة مطعم القدس حتى لا يتحمل اخلاقيا ومهنيا ولاحقا امنيا مسؤولية المناطق الحساسة التي قيلت على الطاولة ولم تنشر او التي نشرت.
وعليه وبمجرد نشر مقالة فيسك برزت حالة مزدوجة في اطارالتعبير الاعلامي عن المجالسة وما بعدها قوامها التنصل من بعض اجزاء ما قاله فيسك وبنفس الوقت اظهار القدرة على انتاج مادة مماثلة للمقالة في صحيفة بريطانية مهمة على امل ان يدرك النظام بكل مؤسساته بأن الاعتراضات جدية وديناميكية اولا، ويمكن تصعيدها ثانيا، عبر الايحاء بأن الاعلام الغربي يمكن الوصول اليه وليس حكرا على الدولة والحكومة او على تلك النخب المتهمة ببيع فلسطين والتخطيط لبيع الاردن لاحقا. في الاثناء لاحظ معلقون على المواقع الالكترونية ان فيسك صحافي اجنبي كبير وان الالتقاء به تأسس اصلا على فكرة التنديد اليومي المتكرر بقصة الاتصال بالاجانب والتحدث معهم بملفات داخلية، ففكرة التصدي لمؤامرة المحاصصة ولدت اصلا بعد لقاء نشطاء مدنيين بمسؤول اجنبي هو نائب الرئيس الامريكي جون بايدن.
الآن مرونة خصوم المحاصصة تتجلى ليس فقط بلقاء فيسك والاستعانة بخبراته كصحافي اجنبي كبير ولكن ايضا في تقديم شكوى من طراز خاص له وبكل وضوح قوامها ان السفارات الغربية في عمان ترفض الاستماع لمطالب الوطنيين الاردنيين سواء اكانوا متقاعدين او مدنيين وتقف فقط ودوما مع النظام الرسمي.
يعني ذلك بلغة ابسط ان من يؤسس حركته السياسية المعارضة تحت عنوان حماية الوطن والهوية على بنية تحريم الاتصال بالاجنبي لايكتفي بالاتصال بالاعلام الغربي الاجنبي فقط لكنه يحاول بالتوازي الاتصال بالسفارات الغربية ويتشكى لاحد اقطاب اعلام الغرب من التجاهل وهذا مباشر ولا غموض فيه في المقالة التي نشرها فيسك والتي استمعت، كما قال الكاتب الدكتور صلاح عودة الله لرأي جهة واحدة فقط في مسألة معقدة.
المصدر : الحقيقة الدولية - القدس العربي26.7.2010
[IMG]http://dc03.***********/i/01751/u674s73prh3c.gif[/IMG]
المفضلات