رندا حبيب تكتب عن صديقها الذي اصبح رئيساً للوزراء ..
حفاظا على الود، أحاول من وقت لآخر البقاء على اتصال مع زملاء الطفولة، منهم أصدقاء الدراسة في البرازيل، حيث قضيت سنواتي الأولى مع والداي. أحد هؤلاء، شاب لامع غادر البرازيل ليتولي منصبا رفيعا في إحدى جزر الكاريبي حيث بلده الأصلي.
اتصل بي منذ أسبوع ليخبرني بأنه عين رئيسا للوزراء. شعرت بالغبطة وافتخرت بزميلي هذا سيما أنه سألني رأيي في بعض الأمور إضافة إلى طلبه النصح في بعضها الآخر. أود مشاركتكم فيما قلت له:
- حافظ على التواصل مع الناس بكل جهد ممكن، ولا تقصر ذلك على مستشاريك فقط. تذكر أن من يواجهون المشاكل هم الوحيدون القادرون أن يخبروك عن حقيقة ما يحدث وبدقة.
- عندما تنجح في معالجة مشكلة مضنية لا تدع أحد وزرائك يغتنم الفرصة لإفساد إنجازك من خلال إصدار قرار أو القيام بتصرف يحبط الشعب، خصوصا عندما لا يكون ذلك مصيريا أو مستعجلا.
- تأكد من أن أعضاء فريقك الوزاري لا يضغطون باتجاه توقيع العقود أو الاستثمار مع القطاع الخاص أو العام أو الشركات والمؤسسات الإقليمية أو الدولية فقط لقضاء مصالحهم الخاصة أو محاباة لغيرهم، خصوصا عندما يتعلق الأمر بالخدمات العامة كالصحة والمياه.
- السلطة القضائية إحدى الركائز الأساسية في أي دولة. لا تتقبل أو تتسامح مع أي محاولة للتدخل بعملها أو التأثير على استقلاليتها.
- كرمز من رموز الدولة لن يكون عملك سهلاً، ولن تكون مهمتك مجرد نزهة. سيحكم الناس عليك من خلال أفعالك لا نواياك. لن يمكنك إخفاء ما تفعله عنهم سواء كان أمرا شخصيا أو ضمن وظيفتك، في الداخل أو في الخارج، في السر أو في العلن.
- المواطنون على قناعة أنهم غير مسؤولين عن المشاكل المالية والاقتصادية في بلدهم. لكن في نفس الوقت يمكن أن يكونوا مستعدين للتضحية وشد الأحزمة وتقبل رفع الضرائب إذا ما رأوا أو شعروا بأن الحكومة جادة ببرامج التقشف، وإذا دفع مسؤولون - في حال ثبوت مسؤوليتهم - عن هذه الأزمات ثمن ما إقترفوه و حسب القانون.
- تأكد من عدم استهانة وزرائك بذكاء المواطنين أو حتى إهانتهم في بعض الأحيان عند الإدلاء بتصريحات أو القيام بأفعال.
وتذكر أخيرا يا صديقي أنه "ما حك جلدك مثل ظفرك" و "ما بيحرث البلاد غير عجولها".
المفضلات