مسيحية اعتنقت الإسلام تروي لبرنامج "من زوايا المجتمع" قصتها المؤلمة

الحقيقة الدولية – عمان – معاذ البطوش
هي مقارنة عقدتها بين ممارسات وسلوك رجل دين مسيحي وكيف عبر عن فهمه للمسيحية، وبين الإسلام وسماحته وكيف يعبر المسلمون عن هذا الدين بأخلاقهم العالية وسلوكهم القويم.
هذه المقارنة هي التي دفعت "فاتن" لترك المسيحية واعتناق الإسلام الذي أمنها من ذكرى ألم وخوف كانت تعيشها وهي تحاول الهرب من كاهن كان يلاحقها أيام طفولتها ليستمر في إغراقها في بحر الرذيلة عبر مواصلة اغتصابها وسلبها شرفها.
ويبدو أن الألم لم يفارق فاتن بعد دخولها الإسلام، بل بقيت رهينة الهرب والخوف من أن تطالها يد أهلها المتعصبة والغاضبة على زواجها من مسلم، فأصبحت حياتها مهددة بخطر الموت في كل مرة يتمكن فيها أهلها من الوصول إليها ومعرفة عنوان إقامتها.
"فاتن" بثت همومها وشجونها لبرنامج "من زوايا المجتمع" الذي يبث على أثير إذاعة "الحقيقة الدولية"، حيث قالت: "عشت يتيمة في مرحلة مبكرة من حياتي، فقد كنت في الثامنة من عمري عندما توفي والدي، وتم نقلي أنا وشقيقاتي وأشقائي ونحن في ذلك العمر إلى احد الكهنة ليقوم على احتضاننا وحمايتنا من الشوارع وعثرات الدنيا".
وأضافت: "ومنذ انتقلنا إلى الكنيسة والمآسي تتوالى علينا، فالكاهن كان يقوم بتعذيبنا أنا وشقيقاتي والفتيات اليتيمات اللواتي كن برفقتي في الكنيسة حيث كان يجبرنا على العمل الشاق والمتعب ونحن لا زلنا أطفالا".
وقالت إن "تصرفات الكاهن لم تكن تتوقف عند هذا الحد فقد كان يدخل علينا ونحن في ساعات النوم ويقوم بممارسة الفاحشة معنا ونحن أطفال دون أن ينتابه أي شعور إنساني أو أخلاقي أو ديني، ومضت الحياة على هذا الواقع المؤلم حتى بلغت سن الرابعة عشرة، حيث دفعنا ظلم هذا الكاهن إلى التفكير بالهرب من الكنيسة، وهو ما حصل فعلا".
وتابعت: "في ليلة مظلمة قمنا بالهرب من الكنيسة، وبدأنا حياتنا بعيدا عن هذا الكاهن وظلمه لنا ولهفته المشبوهة لممارسة الفاحشة رغم كونه رجل دين".
وأشارت إلى أنها وبعد فترة وجيزة من بداية حياتها بعيدا عن الكنيسة، تزوجت بشاب مسيحي، لم يحافظ عليها وكان يعاملها بكثير من السوء، أعاد لها ذكرياتها المؤلمة مع الكاهن.
وتمضي فاتن بالحديث ودموعها الحزينة لا تكاد تتوقف، "لقد أمضيت أسوأ أيام حياتي مع ذلك الزوج الفاقد للمشاعر الإنسانية والأخلاق وأنجبت منه طفلين اثنين، حتى جاء يوم من الأيام وقررت أن انهي حياتي معه لكن أهلي رفضوا أن أعود إليهم مع طفليّ".
وبينت أنها وبعد أن استقرت مع أولادها في بيت بعيدا عن أهلها وزوجها، جاء أهلها على حين غفلة وسرقوا طفليها منها، ولم ترهم منذ 18 عاما.
بداية الدخول للإسلام
وعن الأسباب التي دفعتها لاعتناق الإسلام، قالت "فاتن": "كانت المقارنة بين ما يفعله ذلك الكاهن وسماحة الإسلام حاضرة في عقلي طوال سنوات عمري، وكان قلبي وعقلي يميل يوما بعد يوم باتجاه الإسلام".
وقالت: لم أتمكن من إعلان إسلامي حتى تقدم لي شاب مسلم وطلب يدي للزواج فعندها تزوجت من هذا الشاب ولكن لم أعلن إسلامي، وهربت معه إلى لبنان بعد أن بدأ أهلي يبحثون عني، وعندما عرفوا أنني تزوجت من شاب مسلم أعلنوا هدر دمي وبدأوا بتهديدي بالقتل".
وأضافت "فاتن": "بقيت بعد زواجي من الشاب المسلم أزداد قناعة بسماحة الدين الإسلامي، ولكن ما دفعني أن أتخذ قراري باعتناق الإسلام أني رأيت النبي (صلى الله عليه وسلم) مرتين في المنام، فذهبت وسألت راهبا عن تفسير الرؤيا فقال هذه هواجس وتخيلات شيطانية، وعندها ذهبت إلى عالم دين مسلم قال لي إن الرسول (صلى الله عليه وسلم) يدعوك للدخول في الإسلام فعندها أخذت بتفسير الشيخ ورفضت تفسير الراهب وكان شرفا لي أن منّ الله تعالى عليّ بنعمة الإسلام".
ومضت بالقول "وبعد ذلك انعم الله تعالى علي بمولود ذكر أسميته (محمدا) وعشت مع ولدي وزوجي المسلم بكل أمان نحو أربعة عشر عاما من دون أن يعلم أهلي عن مكاني إلا الله تعالى كوني كنت مهددة بالقتل من قبل عائلتي".
وأشارت إلى أنها ومنذ نحو العامين أصيبت بمرض الفشل الكلوي، لتجد نفسها أمام تحد مع هذا المرض فقررت العودة للأردن برفقة ابنها الذي يبلغ من العمر "16" عاما وزوجها وذلك نظرا للظروف الصحية الصعبة التي تعيشها وكذلك الظروف الاقتصادية التي منعتها من الاستمرار في العيش بلبنان.
وقالت إنها ومنذ أن عادت للأردن وهي لا تستطيع العيش والتنقل بحرية بسبب التهديدات التي تواجهها من قبل أهلها الذين يهددونها بالموت إذا لم تتخل عن زوجها المسلم وابنها وتعود إليهم.
معاناة أخرى
ويبدو أن القدر لم يدع "فاتن" تعيش بهناء وراحة، فإلى جانب المعاناة الاقتصادية والصحية والنفسية والاجتماعية، تعيش "فاتن" اليوم معاناة أخرى، حيث هجرها زوجها المسلم بسبب الضغوط التي تعيشها سواء من أهلها أو من الظروف الاقتصادية التي تمر بها هذه الأسرة.
وتقول فاتن "منذ عام وزوجي بدأ يمل مني ومن معاناتي وأصبح يتغيب عن البيت ويرفض اخذي بشكل مستمر لكي اغسل كليتي، وكثيرا ما كنت لا أتمكن من الذهاب للمستشفى لإجراء غسيل الكلية، كوني وحيدة ولا أتمكن من الذهاب بمفردي فضلا عن الظروف الاقتصادية التي أعيشها بشكل مستمر".
وهذا جعلها تواجه هي وابنها تحديا صعبا للغاية، تجعلها وابنها مقطوعين عن الناس ووحيدين في زمن تخلى الأب عن ابنه والأم عن فلذة كبدها والشقيق عن شقيقة والزوج عن زوجته والجار عن جاره فهل من منقذ لفاتن وابنها؟
المصدر : الحقيقة الدولية – عمان – معاذ البطوش 20-7-2010
المفضلات