إلى أغلى من وهبتهم حياتى أبنائى وبناتى
فى يوم من الايام
سترانى عجوزاً غير منطقى فى تصرفاتى
عندها من فضلك
أعطنى بعض الوقت
وبعض الصبر لتفهمنى
عندما ترتعش يدى
فتسقط طعامى على صدرى
وعندما لا أقوى على لبس ثيابى
تذكر سنوات مرت
وانا أعلمك ما لا أستطيع فعله اليوم
إذ أخرجت كلمات مكررة
وأعدت عليك ذكرياتى
فلا تغضب
فكم كررت من أجلك
حكايات وحركات
فقط لأنها كانت تفرحك
إن لم أعد انيقاً جميل الرائحة
فلا تلمنى
واذكر فى صغرك محاولاتى
لأجعلك انيقاً جميل الرائحة
لا تضحك منى
اذا لم أفهم أمور جيلكم هذا
وكن أنت عينى وعقلى
لألحق بما فاتنى
أنا من أدبتك!
أنا من علمتك كيف تواجه الحياة!
فكيف تعلمنى اليوم
ما يجب وما لا يجب!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
لا تمل من ضعف ذاكرتى
وبطئ كلماتى
فسعادتى الآن
هى فقط أن أكون معك
ساعدنى لقضاء فقط ما أحتاج اليه
فما زلت أعرف ما أريد
ارحم شيخوختى وضعفى
خذ بيدى
فغداً تبحث عن من يأخذ بيدك
أه لو عرف الشباب
أنا أنتظر الموت
فكن معى ولا تكن على
اغفر زلاتى
واستر عوراتى
غفر الله لك وسترك
كنت معك حين ولدت
فكن معى حين أموت
لا زالت ضحكاتك وابتسامتك تفرحنى
فلا تحرمنى صحبتك
حفظكم الله و رعاكم من بعدى
ءامين
المخلص
ابوكم , أمكم
إلى هنا انتهت الرسالة فما رأيكم إخوتي وأخواتي في هذه الكلمات؟
هذه الكلمات يعلم الله تبارك وتعالى أنني كلما قرأتها تدمع عيناى ، وقد كنت في جمع حضره كثير من الناس وعُرِضت هذه الكلمات فلم يبق أحد من الحضور إلا بكى لسماعها.
وقد قال الله تبارك وتعالى في كتابه الكريم:
"وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا {الإسراء/23،24}"
فإذا هممت أن تضيق أو تمل من تصرف يفعله أحد والديك فتذكر قول الله عز وجل ثم تذكر هذه الكلمات المؤثرة ، وحينئذ سوف ترجع عن ذلك وتجري إليهما وتقبل يدهما.
ومن رحمة ربنا تبارك وتعالى بنا أنه أعلم بنا من أنفسنا، فإذا صدر منا أى فعل أو قول فيه ضجر من تصرف أحد الوالدين فإذا سارعنا بالتوبة والرجوع إلى الله تبارك وتعالى واسترضاء الوالدين فإن الله يتوب ويغفر ويعفو.
فقد أعقب الله تبارك وتعالى الآيات السابقة بقوله تعالى: " رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِن تَكُونُواْ صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلأَوَّابِينَ غَفُورًا {الإسراء/25}"، وقد جاء في تفسير هذه الآية في كتاب أيسر التفاسير للشيخ أبي بكر الجزائري:
{إِن تَكُونُواْ صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلأَوَّابِينَ غَفُورًا }: بحكم ضعف الإنسان فإنه قد يضمر مرة السوء لوالديه أو تبدر منه البادرة السيئة من قول أو عمل وهو صالح مؤدٍ لحقوق الله تعالى وحقوق والديه وحقوق الناس فهذا العبد الصالح يخبر تعالى أنه غفور له متى آب إلى الله تعالى مستغفراً مما صدر منه نادماً عليه.
نسأل الله عز وجل أن يرضى عنا ويرزقنا بر الوالدين إنه ولى ذلك والقادر عليه
المفضلات