اعتداءات جسدية وجنسية في دار الايتام
[IMG]http://www.***********/news/llvkgttutozjemaj.jpg[/IMG]
اجبد - لم تشفع سنوات الطفل (هـ ,م ,د) الإثنتا عشر من خوضه رحلة معاناة ما بين المحاكم ودار تربية وتأهيل أحداث عمان بعد تهمة شهادة الزور التي نسبت إليه بعد تحوله من ضحية تبادل إطلاق نار إلى شاهد في القضية ومن ثم إلى متهم .رحلة معاناة الطفل بدأت في شهر رمضان العام المنصرم أثناء تواجده برفقة والده أمام إحدى المحلات التجارية في جبل الأمير فيصل حيث اصيب في قدمه نتيجة إطلاق نار متبادل بين عدة أشخاص نقل على أثرها لمستشفى الأمير فيصل .
و في اليوم التالي لخروجه من المستشفى قدم الطفل شهادته أمام المدعي العام وقام والده بعد ذلك بإسقاط الحق الشخصي كرامة لله عز وجل .
و بتطور لافت على القضية وبعد مرور ما يقرب العام تم استدعاء الطفل في 9/5/2010 للإدلاء بشهادته مرة ثانية حيث كان الطفل قد نسي شهادته الأولى فقدم بيانات مختلفة على اثرها تم توقيفه لمدة أسبوع بتهمة “شهادة زور ” .
و لم تخلو رحلة تسليم الطفل إلى مركز امن الحسين من الانتهاكات -حسب والده - حيث تم نقل الطفل وبعد الانتهاء من الإجراءات الأمنية إلى دار التربية بسيارة الأمن الخاصة بتوزيع الموقوفين برفقة ثلاثة متهمين بالغين من ضمنهم متهم بقضية مخدرات .
ووسط زوبعة الصدمة ادخل الطفل إلى الدار التي شهد فيها خلال أربعة أيام تجاوزات وانتهاكات لحقوق الطفل - حسب قوله - .
ففي اليوم الاول كان باستقبال صاحبنا احد المشرفين الذي أوكل لطفل اكبر منه سنا مهمة تعريفه على مرافق الدار الصحية للاستحمام…..
وحظي الطفل منذ اليوم الأول باستقبال لم يخلوا من الشتيمة والضرب بالعصي حيث قام احد المشرفين بضربه لأنه لم يلتزم السير بسرعة أثناء خروجه من ساحة المركز.
و لا يكتفي المشرفين بشتم الأطفال بألفاظ نابية بل يقومون بإيقاع عقوبات بدينة تتراوح مابين ضربهم بالعصا وإجبارهم على اداء تمارين رياضية قاسية مثل “الضغط ” يتراوح عددها ما بين “200 - 500″ ضغطه إضافة الى لجوء المشرفين الى القيام بإيقاع عقوبة الحجز الانفرادي لساعات مطوله للأطفال .
وتركت قصة ضرب طفل أعيد إلى مركز بعد هروبه منه أثرا كبيرا في نفس صاحبنا الذي شهد واقعة الضرب القاسية حيث تناوب اثنان من المشرفين على ضرب الطفل بعد عودته بسلك كهربائي و عصا تكسرت على جسده الغض.
ولم تقف رحلة عذاب الطفل عند هذا الحد بل تجاوزتها بمشاهدته لبعض التحرشات الجنسية التي يقدم عليها الأطفال بالمركز بحق من هم اصغر سنا منهم دون رقيب أو حسيب .
وفي محاولة لتقصي حقيقة ما ذكره الطفل خاطبت “عمون” وزيرة التنمية الاجتماعية هالة لطوف التي أوعزت بدورها إلى مساعد الأمين العام لشؤون الرعاية عبدالله السميرات بمرافقة مراسلة عمون للالتقاء بالأطفال - بشكل خاص ودون رقابة من المشرفين - .
وبالرغم من تأكيدات الأطفال في البداية بحضور المشرفين أن أوضاعهم بالدار جيدة وأن المشرفين يعاملونهم معاملة حسنة… إلا أن الأمور انقلبت رأسا على عقب بعد أن التقت عمون 12 طفلا منهم بعيدا عن أعين مدير الدار والمشرفين وبحضور السميرات .
ولم يؤكد الأطفال ما تم ذكره آنفا حول التجاوزات والانتهاكات بل استفاضوا بالحديث عن تجارب قاسية ومؤلمة تشكل كل منها قصة بحد ذاتها .
أحد الأطفال توسع بالحديث عن الضرب المبرح الذي يتعرضون له من قبل المشرفين عند ارتكابهم لأدنى خطأ باستخدام العصي وأسلاك الكهرباء .
وبغصة الم تابع الطفل أن التحرشات الجنسية أمر واقع وموجود مشيرا إلى واقعه حدث مؤخرا وان مدير المركز على إطلاع بها .
ويقوم أحد المشرفين بعملية تأديب الأطفال المذنبين بأساليب غريبة حيث لا يتوانى عن نتف شعر أيديهم
ولا يقتصر ضرب و شتم الأطفال داخل الدار بل يرافقهم أثناء تواجدهم داخل “مركز تدريب وتأهيل مهني المعاقين ” الذي يذهب إليه الأطفال للتدريب للضرب لرفضه القيام بسقي المزروعات بحديقة المركز الذي يذهب إليه الأطفال لتلقى التعليم وليس للقيام بخدمات ليست من اختصاصهم .
وفي شهادة مماثله قال طفل أخر إلى أنه تعرض وزميل له للضرب داخل مركز التدريب بعد قيامها بكسر إبرة أثناء حضور حصة خياطة .
ولا تخلو طريقة إيقاظ الأطفال باكرا من العنف البدني واللفظي حسب ما أفاد احد الأطفال .
ويتم إيقاظ الأطفال في تمام السادسة صباحا بطريقة طرق المشرفين على أبواب غرفهم بعصا عدة طرقات يصحو على إثرها الأطفال مفزوعين .
كما ينال الطفل المتقاعس عن الاستيقاظ نصيبا من الضرب الذي تصاحبه شتائم بذيئة - حسب احد الأطفال - .
وكشفت تصريحات الأطفال عن اختفاء زميل لهم تعرضت يده لأذى شديد بعد قيام احد المشرفين على ضربه و عند إصرار مراسله عمون على مقابلته ظهر الطفل على حين غره وكانت يده ملفوفة برباط طبي .
وبإنكار خجول نفى الطفل من ان يكون قد تعرض للضرب مشيرا الى أنه تعرض لحادث سقوط على يده .
وعند سؤالنا له عن مكان تواجده عند حضورنا الى الدار اكتفى بقوله وهو يلتفت يمنة وشمالا :”كنت هناك “.
وفي شهادة مغايرة لكل شهادات الاطفال قال بصوت يرتجف :”الدار ممتازة ,المشرفون رائعون , لا أحد يضربنا و نحن بألف خير “.
وبالرغم من أن الزيارة كانت مفاجئة إلا أن وضع الدار كان يوحي بأن كل من فيها كان على علم بها وهذا ما أكده الأطفال لاحقا لـ عمون مشيرين إلى انه تم الطلب منهم تحت التهديد بعدم البوح بالتجاوزات والانتهاكات التي يتعرضون لها .
وحسب الأطفال فإن بعضهم لم يسلم من التوبيخ الشديد والتهديد من قبل المشرفين بعد ما أدلوه من تصريحات لـ عمون .
وبناءا على تلك التصريحات والمشاهدات أوعزت لطوف بتشكيل لجنة تحقيق يترأسها السميرات للتحقيق في كل ما ورد سابقا من انتهاكات وتجاوزات بحق الأطفال .
وفي إشارة لرفض وزارة التنمية لإسلوب العنف بحق الأطفال داخل الدار قال الأمين العام محمد الخصاونة أن الوزارة لا تسمح للإساءة للأطفال وأن ما وردهم من تجاوزات غير مقبوله شكلا و مضمونا مشيرا إلى أن اللجنة التي شكلت ستتحقق من كافه المعلومات لاتخاذ الإجراءات الرادعة بحق من يتبين تورطه من المشرفين .
“ارجوكم ساعدونا ” صرخة اطلقها اطفال الدار فهل ستجد اذنا صاغية ام ان مصيرها النسيان كما هي حالة الاشياء كلها لدينا …. وهل يحتمل الامر الانتظار ونحن نتحدث عن طفولة تنتهك حقوقها بهذا الشكل الذي يندى له الجبين …
المفضلات