أم ليث الكناني فقدت ابنها منذ أربع سنين وتطمح إلى لقائه في غزة
حمزة حيمور - بلهفة وشوق إلى لقاء بعد غياب دام أربعة أعوام، خرجت أم ليث الكناني
برفقة ولدها معاذ، لعل فرجا في غزة يكون.
أربعة أعوام انقضت على خروج ليث الكناني من بيته في الزرقاء إلى جمهورية مصر لإكمال دراسته العليا، ولكن شيئا في القلب كان ينازعه نحو فلسطين حبا لأرضها، ورغبة بشهادة من عند الله، وليست من عند البشر.
ليث المولود في مدينة الزرقاء في العام 1982 حاصل على درجة البكالوريس تخصص حاسوب، ترعرع وتربى على موائد القرآن.
يتوق طلابه في المسجد إلى شيخهم ومعلمهم كتاب الله، ويقول أحد المصلين: والله إنه أوتي مزمارا من مزامير داود.
ليث عشق الألعاب القتالية فهو يحمل الحزام الأسود في لعبة الكاراتيه.
تقول والدته أم ليث إن آخر مرة سمعت صوته في العام 2007 في اتصال هاتفي بعد سفره إلى مصر، وتضيف أخبرني: "يا أمي، أرجو أن تدعي لي وتسامحيني، فلقد اخترت طريق الجهاد والمقاومة".
أم ليث والدموع تترقرق في عينيها تقول أرنو إلى لقاء ولدي، وأدعو له بالشهادة في كل وقت، ولكن ما يجعل غصة في قلبي أني لا أعرف مصير ليث.
أم ليث ترجو الله أن يجمعها معه في قطاع غزة، وتقول سمعنا عن القافلة وخرجنا مسرعين نحو مجمع النقابات للتسجيل فيها، لعل فرجا في غزة يكون.
وبعد أن سمعت أم ليث بمنع السلطات المصرية بوصول القافلة إلى قطاع غزة، قال لن يمنعوني عن لقاء ولدي، سنبقى هنا في العقبة صامدين.
وبإصرار وتحد تضيف الأم المكلومة: لن يستطيعوا كسر إرادتنا، سندخل غزة، فإني أسمع صوت نجلي هناك يناديني.
وتضيف الأم أن الحرب حرب الإرادات، ولن يكسروا إرادتنا.
جميع من في قافلة أنصار 1 تعاطف مع أم ليث في مصابها، حتى إن إحدى النسوة المرافقات في القافلة، قالت لـ"السبيل": والله إنها لتبث فينا الهمة والأمل، ولن نبرح مكاننا حنى نصل إلى مرادنا. أم ليث الكناني تطالب الحكومة بإيلاء ملف ولدها الرعاية والاهتمام الكافي، معتبرة أن الحكومة لم تقم بالدور المطلوب منها حتى اللحظة.
وعن احتمالية عدم خروج ليث من مصر؛ تقول الأم تواصلنا مع السفارة المصرية في عمان، وأخبرتنا أن ليث غير موجود لديها.
شقيق المفقود معاذ الكناني شاب يافع؛ ترى في عينيه إصرارا كبيرا وشوقا حميما لمعانقة أخيه الكبير. يعمل معاذ في وزارة التربية والتعليم، يقول أخذت إجازة طويلة، ولن أعود إلا برفقة أخي الحبيب ليث. ما بين الأم وابنها، تتعالى الدعوات من كل أعضاء الوفد أن يجمع الله هذه الأم المكلومة بابنها.
المفضلات