مسلحون يهاجمون مكتبين أمنيين في اليمن والقاء اللوم على القاعدة
السوسنة - رويترز
الشرطة اليمنية إن مسلحين يشتبه في انتمائهم لتنظيم القاعدة هاجموا مكتبين أمنيين في جنوب اليمن الاربعاء مما أسفر عن اندلاع اشتباكات عنيفة سقط خلالها أربعة قتلى على الاقل.
وذكر شهود عيان ومصادر أمن أن مهاجمين يركبون دراجات نارية اقتحموا كلا من مقر وكالة الامن العام ومكتبا تابعا لوكالة مخابرات يدير شؤون الامن السياسي في بلدة زنجبار في محافظة ابين وفتحوا النيران لدى تجمع الضباط مع بدء نوبة العمل الصباحية.
وأصبح اليمن المجاور للسعودية أكبر مصدر للنفط في العالم من مصادر القلق الامني في الغرب بعد أن أعلن تنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب ومقره اليمن مسؤوليته عن محاولة فاشلة لتفجير طائرة متجهة للولايات المتحدة في ديسمبر كانون الاول الماضي.
وقال مصدر بالشرطة "عدد كبير من المسلحين هاجموا في وقت واحد مبنى جهاز الامن السياسي ومبنى الامن العام مستخدمين مختلف الاسلحة في بداية يوم العمل" مضيفا أن حراس الامن أطلقوا عليهم النار وأن هناك مصابين وقتلى في مكان الحادث.
واضاف "يعتقد ان المهاجمين اعضاء في القاعدة."
والهجوم هو الثاني الذي يشنه مسلحون يشتبه في انتمائهم لتنظيم القاعدة على مكاتب أمنية في اليمن خلال أقل من شهر. وفي يونيو حزيران أغار مهاجمون من القاعدة على المقر الاقليمي الجنوبي لمكتب الامن السياسي في عدن مما أسفر عن سقوط 11 قتيلا.
وقال مصطفى علاني من مركز الخليج للابحاث في دبي ان هناك تغيرا كبيرا في سياسة القاعدة وأن البلاد تدخل مرحلة مواجهة حقيقية بين قوات الامن والقاعدة.
ويمثل ذلك تحولا في اساليب القاعدة في اليمن التي يبدو الان انها تستهدف الحكومة بحماس أكبر بعد أن كانت تركز من قبل على أهداف غربية.
وتابع علاني أن جهود القاعدة تأتي ردا على تصعيد حملة حكومية على الجماعات المتشددة زادت كثافتها منذ هجوم يونيو في عدن وعلى التنسيق المتزايد بين قوات الامن اليمنية والولايات المتحدة.
مسؤولون أمنيون ان نحو 20 مسلحا وعددا من الدراجات النارية وسيارتين شاركوا في هجوم يوم الاربعاء.
وذكرت صحيفة وزارة الدفاع في طبعتها الالكترونية ان مسلحين شنوا كذلك هجوما بالرصاص من مبنى مدرسة مهجورة.
وذكر شهود عيان لرويترز أنهم شاهدوا خمسة أشخاص يعتقد أنهم قتلى في الشارع. وأضافوا أنه بعد الهجوم والاشتباكات اللاحقة التي استمرت بشكل متقطع لاذ المسلحون بالفرار بدراجاتهم النارية.
وقالت وزارة الدفاع ان الشرطة لاحقت المهاجمين واعتقلت سبعة قالت انهم من أعضاء تنظيم القاعدة. واضافت الوزارة أن قوات الامن عثرت كذلك على عربة استخدمت في الهجوم وكانت ممتلئة بالاسلحة والاحزمة الناسفة.
وأشارت تقديرات قوات الامن الى سقوط أربعة قتلى منهم اثنان من المهاجمين واثنان من رجال الامن. واصيب خمسة اخرون على الاقل بجروح.
وكان هجوم يونيو الذي وصف بانه رد على مهاجمة الدولة لمعقل للمتشددين من بين أكثر الهجمات دموية في اليمن منذ تفجير المدمرة الامريكية كول عام 2000 مما أسفر عن مقتل 17 بحارا. كما أسفر هجوم انتحاري استهدف السفارة الامريكية عام 2008 نفذته جماعة مرتبطة بالقاعدة عن مقتل 16 منهم ستة مهاجمين.
وقال علاني ان هذا الهجوم سيؤدي الى المزيد من الهجمات على القاعدة من جانب قوات الامن وأضاف انهم يريدون هز الروح المعنوية لقوات الامن وشل عملياتهم كما يريدون اظهار قدرتهم على مواجهة التحدي.
ويريد حلفاء اليمن الغربيون والمملكة العربية السعودية من صنعاء أن تحل صراعاتها المحلية وأن تعزز سلطاتها حتى يتسنى لها التركيز على محاربة تنظيم القاعدة وهو وضع قد يستغله المتشددون
المفضلات