الشمس تعرض أصحاب البشرة الفاتحة لمضاعفات جلدية
رانيا ساباتنتج عادة حروق بسبب التعرض لاشعة الشمس لفترات طويلة خاصة عند الاشخاص من ذوي الجلد الفاتح , وتعتبر هذه الحروق ضارة جدا وتعرض اصحابها لمضاعفات مستقبلية بحسب استشاري الامراض الجلدية في مركز الحسين للسرطان الدكتور عبد الجليل المجالي .
واكد الدكتور المجالي ان اهم مضار التعرض للشمس لفترة طويلة هو التغيير في الخلايا الموجودة في الجلد بشكل طبيعي ما يؤدي فيما بعد الى امكانية الاصابة بامراض الجلد السرطانية منوها الى الشابات والشباب الذين يقصدون المسابح والاندية ويعرضون اجسادهم لاشعة الشمس رغبة في التصبغ باللون البني او البرونزي .
وبين ان الجلد ذو اللون الفاتح معرض للاصابة بالامراض الجلدية اكثر من غيره لافتا الى محاضرة لطبيب بريطاني قبل عدة سنوات اكد فيها استقباله لحالات متزايدة من السرطانات الجلدية بعد حوالي ستة اشهر من تعرضها لحمام شمسي في تلك المنطقة التي شهدت موجة حارة استمرت اربعة اسابيع. واوضح ان انواعا من (الشرية الحرارية ) او التحسسات تظهر بعد ساعات من التعرض للشمس منوها الى ان تأثير هذا التعرض لفترات طويلة يبدأ باحمرار ثم (نشفان) وبعد ذلك تقشير او سلخ في الجلد ويعتبر حروقا من الدرجة الاولى او الثانية في بعض الاحيان .
وشدد الدكتور المجالي في ذات السياق على ان اهم المضار هو التغيير الذي يحدث في الخلايا الموجودة في الجلد بشكل طبيعي مشيرا الى انه في حالة التعرض للشمس لفترات طويلة تحاول الخلايا ذاتها احداث توازن فتلجأ الى حذف الخلايا المتضررة وتنتج خلايا جديدة , لكن في حالة التاثير الكبير لاشعة الشمس على الخلايا يحدث خلل وتتكاثر الخلايا بشكل عشوائي . واكد ان ذلك يؤدي الى حالة ما قبل السرطانات الجلدية والتي ترافقها بعض الاعراض تسمى (التثخن الجلدي التقشيري ) لافتا الى الاصابة بالسرطانات الجلدية فيما بعد. وقال ان الشمس تزيد من فاعلية الشامات السوداء التي تكون عادة متناثرة على اجسام بعض الناس , اما بسبب وراثي او غير وراثي الامر الذي يؤدي الى تكاثر الخلايا الجلدية بشكل عشوائي وبالتالي تصبح امكانية الاصابة بالسرطانات كبيرة جدا في المستقبل . واضاف ان هذه الشامات تظهر عادة في الجلد الفاتح اكثر من الداكن وان السرطانات الناتجة عن الشامات السوداء تعتبر من اشد انواع السرطانات الجلدية .
واوضح ان اهم ما يصلنا من الاشعة الشمسية هي الاشعة فوق البنفسجية بشقيها (اي ) و ( بي ) مشيرا الى ان طبقة الاوزون تحجب العديد من الاشعة المنبعثة من الشمس والتي تحمل طاقة عالية جدا . ولفت الى ان للاشعة فوق البنفسجية منافع بجانب ما لها من اضرار مثل المساهمة في تكوين فيتامين ( د ) واستخدامها لعلاج بعض الامراض منها مرض اليرقان للاطفال . ونوه الى ان نسبة الاصابة بالسرطانات الجلدية في المملكة تعتبر من اقل نسب الاصابة بالامراض السرطانية بشكل عام مبينا انها تسجل في القرى بشكل اكبر من المدن عازيا ذلك لطبيعة حياة القرية والتي يتعرض فيها افرادها لفترات طويلة لاشعة الشمس .
وشدد استشاري الامراض الجلدية في مركز الحسين للسرطان على ضرورة المام الفرد بنوعية جلده وبمضار اشعة الشمس وفوائدها وكيفية التعامل معها مشيرا الى ان انواع الجلد تتباين بين الفاتح والداكن والدهني والجاف وغيره , ولكل نوعية جلد طريقة للعناية خاصة به.
واكد اهمية استخدام كريمات واقية للشمس تدهن على بشرة الوجه وعلى اجزاء الجسم المعرضة للشمس لافتا الى فئات تتعرض لها بشكل اكبر من غيرها كعمال البناء وسائقي المركبات العمومية وسيارات الاجرة ورواد المسابح والاندية . وبين توفر مستحضرات واقية للشمس عبارة عن مركب رخيص الثمن وباشراف طبي كبديل للمستحضرات الخاصة بوكالات التجميل التي غالبا ما تكون اثمانها غالية . واوضح انه يمكن لعامل البناء او السائق على سبيل المثال في حالة عدم استخدامه للواقي وضع غطاء على راسه مثل الحطة او الطاقية بالاضافة الى ارتداء قمصان باكمام طويلة ويفضل لباس اللون الابيض الذي يعكس اشعة الشمس . ودعا الدكتور المجالي الى عدم التعرض للشمس لفترة طويلة بين الساعة العاشرة صباحا والرابعة بعد الظهر حيث انها تكون خلال هذه الفترة رأسية على الكرة الارضية وطاقة اشعتها هائلة .
( بترا )
المفضلات