ابواب
الرياديون ابداع وحلول لمشاكل الفقر
سائده السيد- تعتبر الريادية ظاهرة جديرة بالاهتمام والرعاية , نظرا لاهميتها في التنمية التي تسعى اليها مختلف المجتمعات , للخروج بأجيال يمتلكون روح الابداع , ويستثمرون الموارد المتاحة من اجل الوصول الى ابتكار ناجح , يفيدون به انفسهم والمجتمع الذي يعيشون فيه.
ويعرف الدكتور مجد الدين خمش استاذ علم الاجتماع ودراسات المجتمع الاردني في الجامعة الاردنية الريادية بأنها عملية انشاء اعمال جديدة , او تطوير اعمال قائمة , مع خلق فرص جديدة ذات قيمة ربحية , ومنها الريادية الاجتماعية والاقتصادية والشخص الريادي هو الذي لديه القدرة على تحويل الابتكارات والافكار الجديدة الى اعمال ناجحة , ويملك الجرأة الكافية للمخاطرة بتطبيق الفكرة , واعطائها ما يلزم من وقت وجهد ومال.
ويؤكد عبدالله سلامة (يملك احد المشاريع الصغيرة) على ان « المشاريع الريادية تأتي ثمرة مباشرة للتوجه لمحاربة الفقر والبطالة , عن طريق استخدام الاساليب المختلفة المتمثلة بالدعم المباشر لبعض الفئات او لبعض المشاريع التنموية , بحيث تلبي احتياجات المنتفعين من هذه المشاريع , وتحسن مستوى معيشتهم , وتؤهلهم لايجاد فرص عمل مناسبة».
وكما يشير الخبراء بأن الشخص الريادي ينبغي ان يتحلى ببعض الصفات للوصول الى هدفه , والتي منها القدرة على التنظيم , والتركيز على الاهداف , والتعلم من الفشل , بالاضافة الى التحلي بروح الجماعة والفريق , وامتلاك المبادرة وتحمل المسؤولية, وحشد الموارد , والمخاطرة المحسوبة, مع استثمار الفرص.
ويعتبرسامر المومني (25 عاما ) ان « بيل غيتس مؤسس شركة مايكروسفت العملاقة , نموذجا للشخص الريادي, لانه اسس شركة صغيرة للمباشرة بنشاط تصميم انظمة الحواسب الشخصية , والذي كان عملا جديدا ,واستطاع خلال سنوات ان يجعلها عملا عملاقا وناجحا , ومثل هذه النماذج تشجع الشباب على المبادرة وحب الابداع». وقد اظهرت الدراسات التي اجريت على بعض الاقتصاديات القوية , ان اقتصادها يعتمد على المشروعات الصغيرة والمتوسطة , وذلك بسبب دورها البالغ اهمية في الانتاج , والتشغيل , والابتكار , والتقدم التكنولوجي , فاليابان استطاعت ان تحقق معجزة في مختلف المجالات من خلال الاعتماد على المشروعات الصغيرة , وتوفر الروح الريادية , وحب العمل.
ويلفت الدكتور خمش الى وجود العديد من المبادرات الملكية المهمة , والتي حظيت بدعم جلالة الملك عبدالله والملكة رانيا , والتي منها مبادرة اهل الهمة , ومبادرة مدرستي , وبرنامج انجاز للتدريب والتأهيل... , وذلك لتنمية الروح الريادية لدى الشباب , وترسيخ ثقافة الاعتماد على الذات , وتعزيز الابداع والابتكار.
وتروي فرح عبده (طالبة في الجامعة الاردنية) التحقت في برنامج انجاز مشاركتها وتقول « لقد انضممت الى اللجنة الطلابية لشؤون انجاز في الجامعة , فقد جاء برنامج انجاز لاكساب الشباب القيم الريادية , وقد التحقت بعدة دورات تابعة للبرنامج , مما اثر ذلك ايجابيا على شخصيتي في تحمل المسؤولية , وحب المبادرة , والالتزام , بالاضافة الى توجيهي في شق طريقي للانتقال من حياتي الجامعية الى سوق العمل».
اما سامي الدميسي (طالب في كلية الهندسة) فيؤكد على» ان مشاركته في دورات انجاز حول الخطوات الرئيسية لتأسيس وادارة الشركات, ساعدته هو وزملاؤه الطلبة في الجامعة الاردنية على انشاء شركة صغيرة مختصة في ايجاد حلول لمشاكل النظافة الشخصية والمجتمعية والبيئية , وهي مكونة من 14 طالبا تترواح اعمارهم من (19_ 22عاما) , والشركة تحقق ارباحا وتواصل نموها , ويعتبر الدميسي ان الهدف الرئيسي من الشركة ليس ربحيا فقط, بل تثبيت فكرة معينة وايجاد الحلول لمشاكل المجتمع, وان نكون رياديين ومبدعين». ويرى الدكتور خمش بأن بلادنا لا تنقصها الكفاءات , بل ينقصنا المنظومة التي تنظم هؤلاء , حيث ان النظام التعليمي في اغلب المدارس والجامعات غير موجه , ولا يستثمر مفهوم الريادية , ويؤكد على اهمية اعتماد مواد دراسية في مناهجنا مثل ادارة المشاريع الصغيرة والمشاريع الريادية , مع التركيز على قصص النجاح في وسائل الاعلام وتعميمها في المجتمع.
المفضلات