ابواب
بترا التي قُدّت من صخر
هنا كانت تجلسُ «شاكيلا» ملكة بترا، تتأملُ أسرار السيق، قبل أن يأتيها الخبر..!
***
جاءها الحارس وعلامات الارتجاف في يديه وشفتيه وقال: مولاتي، دخل «بترا» جنديان رومانيان وادعيّا أن لديهما كنزاً يريدان ايداعه في خزانة مملكتنا ودارا حول الخزنة، وخطفا الأميرة الصغيرة «بترا».
***
نزلت شاكيلا، ولم يفارقها هدوءها الطاغي وأحسّت أن شيئاً من الوحشة يتسلل إلى المدينة.
***
أرسلت روما موفدها إلى بترا، فمثل بين يدي الملكة شاكيلا وخيّرها بين خضوع المدينة لحكم روما أو حياة ابنتها..!
***
بترا تعج بالحشود الغاضبة، فقدر المدينة أن يحيط بها أعداء أقوياء كروما، والنسائم تهب باردة على السيق، وشاكيلا تستعرض الجند، وتجول عيناها في فضاء مملكتها، فترى السماء مثقلة بالسحب الغامضة .
***
تخاطب الجموع..يا أهالي بترا: لن تساومنا روما على العبودية، هي الحربُ تُحزنُ البيوت وتثكلُ الأمهات، وهذه مدينتنا لن تقتلعها ريحٌ، فقد قُدَّت من صخر.
***
انعقدت الألسنةُ دهشةً، وتسارعت دقات القلوب ونادى المنادي في مملكة الأنباط.. هي الحرب يا روما.
***
يُغادر موكب الجند مجللاً بنقر الدفوف ودقّ الطبول ويصدحُ النشيد في شوارع «بترا»، لنّ نسلَّم المدينة, بينما العربات التي تجرها الأحصنة تجتاز السيق، والنساء يحملن حزماً هائلة من شجر الغار على رؤوسهن لوداع المقاتلين عند البوابة.
جميل حمد
المفضلات