الرواشدة يكتب للرأي ... محمود الكايد:الوعي السياسي والمهنية الرفيعة
[IMG]http://www.***********/news/zbgvewerqdqpcckf.jpg[/IMG]
برحيل المرحوم محمود الكايد ، الذي تمر ذكرى الاربعين يوما على وفاته ،فقد الأردن قامة كبيرة من الذين عملوا بشرف واخلاص لوطنهم وملكهم وشعبهم من خلال مسيرته الحافلة في العمل السياسي والاعلامي والصحفي والثقافي .
بدأ حياته مناضلا من اجل قيم الحرية والديمقراطية وواصل مشواره في العمل العام والسياسي من خلال الاتحاد الوطني ومن بعدها في قيادة صحيفة الرأي ثم الانتقال الى الوزارة . ومن عرف محمود الكايد عن قرب كما عرفته أثناء العمل في جريدة الرأي بمعيته يدرك همه الوطني وسعيه الدؤوب لترسيخ قيم الوحدة الوطنية؛ كان عروبيا يكره الاقليمية ويعتبرها شرا مستطيرا .وقد تتلمذ على يديه جيل من الوطنيين الأردنيين ومنهم إعلاميون أردنيون لهم الان مكانتهم في المشهد الإعلامي الأردني . كان صاحب خلق ومهنة واستطاع ان يمسك بحرفية عالية بين الوعي السياسي الوطني و القومي وبين المهنية الصحفية الرفيعة .وكان بوصلة لا تخيب الظن في القضايا الوطنية له نظرته الثاقبة للأمور يترفع عن الخوض في القضايا التي تثير الانقسام ويبتعد عن الاثارة .كان معلما في الصحافة له طريقته الخاصة التي يحترمها ويقدرها كل الذين عملوا معه.لقد اخذ المرحوم الكايد بيدي في بداية
مشواري الصحفي ودفعني الى تغطية أهم الإحداث وبعثني الى أهم الدورات الصحفية ولي الشرف انه في احد حواراته الصحفية وردا على سؤال عن الصحفيين الذين يحب كتاباتهم ممن عملوا معه ذكرني والزميل حازم مبيضين بالاسم .
وفي عام 1995 قرر المرحوم الكايد اصدار كتاب بمناسبة العيد الخامس والعشرين لانطلاقة الرأي فكلف مجموعة من الصحفيين هم : الأستاذ عبدالله حجازي والأستاذ حازم مبيضين والأستاذ باسل الرفايعة ورمضان الرواشدة بهذه المهمة .وبعد ان انتهينا من المهمة بقي ان نعنون الكتاب فلجأنا الى (ابو عزمي) فكان ان اختار عنوان الكتاب وهو( الرأي : مسيرة عطاء من جيل الى جيل). وبالفعل كان الكتاب أول اصدار يكتب مسيرة الرأي في خمسة وعشرين عاما.
لقد اثرى المرحوم الكايد الساحة الصحافية والاعلامية الأردنية وله افضال على كثيرين(....) ممن تعلموا منه ورعاهم في مسيرتهم الإعلامية حتى وصلوا الى ما وصلوا اليه .
كان محبا للثقافة والمثقفين يرعى كتاباتهم ويهتم بنشرها في الملحق الثقافي في الرأي ، وكثير من المثقفين يحتفظون بقصص خاصة عن علاقتهم به وهم مطالبون بان ينشروها لتخليد سيرة ومسيرة المرحوم محمود الكايد .وعندما تسلم منصب وزير الثقافة عمل بجد من اجل المثقفين الذين يستحقون من الحكومات الالتفات اليهم والى إبداعاتهم ونشرها ليكونوا خير سفراء لوطنهم. فالأدب والثقافة سمة من سمات الشعوب الحية ، والشعوب التي لا تعلي من شان الثقافة والمثقفين لا مكان لها تحت الشمس .رحم الله محمود الكايد ( ابو عزمي) وعزاؤنا ان ارثه باق لدينا نحن تلاميذه الأوفياء لسيرته العطرة التي تمثل جيلا من رواد الصحافة الأردنية الكبار الكبار .
المفضلات