أهمية الصوم بالنسبة لمرضى القلب
ان للصيام اهمية كبيرة في حياة المسلم لما لها من فوائد كثيرة على الصعيدين الجسدي والروحي بالاضافة الى ان صيام شهر رمضان المبارك يعتبر جائزة كبيرة في علاقة العبد بربه من الناحية الدينية وفرصة عظيمة لاكتساب الحسنات والتقرب الى الله عز وجل ... ولا ننسى في هذا المقام ما لصلاة التراويح من فوائد ، هي الاخرى ذات فوائد عظيمة وصحية على الانسان المسلم القائم على التواصل والمتابعة لصلاة التراويح بعد صلاة العشاء وتناول الطعام وأملاء المعدة بما لذ وطاب من الاغذية المختلفة ، على معدة كانت لطوال النهار ساكنة مرتاحة مما يؤدي الى ارهاقها وزيادة طاقتها بالعمل المضني والشاق مما يسب للمسلم الصائم الكثير من الاجهاد والتعب والخمول لا يزول الا بقيامه بالحركة وأحراق الدهون وتجديد خلايا جسده ، وافضل طريقة لاحداث ذاك التغير وعودة النشاط الى الجسم هو بقيامه بأداء فروضه الدينية ومنها صلاة التراويح .
الكولسترول :- لكي نسرد فائدة الصيام على مريض القلب لا بد لنا اولاً بالتعريف عن مسببات حدوث الازمات القلبية والتي يكون احد اهم اسبابها تراكم الكولسترول والدهون الضارة على شرايين القلب .
يتم نقل الكوليسترول في الدم على هيئة مركبات عضوية تدعى البروتينات الدهنية . والسبب في هذه الطريقة للنقل هو أن الكوليسترول مركب دهني والدم وسط مائي ولهذا فهما لا يمتزجان (كالزيت والماء) ، ولكي يُسمح للكوليسترول بالانتقال في تيار الدم فإنه يتم دمج الكوليسترول المصنع في الكبد مع بروتين لينتج من ذلك البروتينات الدهنية. وبهذا تنقل هذه البروتينات الدهنية الكوليسترول عبر تيار الدم .
** البروتينات الدهنية منخفضة الكثافة LDLs : وهي الكوليسترول الرديء أو السيئ أو الضار، الجزء الأكبر من الكوليسترول في الدم يكون محمولا بواسطة البروتينات الدهنية منخفضة الكثافة ، وهذا النوع من الكوليسترول يعتبر المصدر الأساسي لترسب الكوليسترول في الشرايين وضيقها وانسدادها .
وبهذا ، فكلما ارتفع تركيز كوليسترول البروتينات الدهنية منخفضة الكثافة في الدم كلما ارتفعت مخاطر الإصابة بأمراض القلب
** البروتينات الدهنية عالية الكثافة HDLs : الكوليسترول الجيد أو المفيد . البروتينات الدهنية عالية الكثافة تحمل الكولسترول في الدم وتنقله من أجزاء الجسم المختلفة إلى الكبد ليتم التخلص منه إلى خارج الجسم . وبهذا فإن البروتينات الدهنية عالية الكثافة HDLs تساعد الجسم في التخلص من الكوليسترول وتمنع ترسبه في جدران الشرايين ، وإن كان تركيز كوليسترول البروتينات الدهنية عالية الكثافة قليل في الدم ، فإنك تكون معرضا لمخاطر الإصابة بأمراض القلب التاجية . فكلما ارتفع تركيز كوليسترول البروتينات الدهنية عالية الكثافة كلما كان ذلك أفضل .
** الدهنيات الثلاثية Triglycerides: عبارة عن نوع من الدهون المحمولة في تيار الدم. فمعظم الدهون الموجودة في أجسامنا تكون على هيئة دهنيات ثلاثية وتخزن في الأنسجة الدهنية ، وتكون نسبة قليلة منها في تيار الدم. ويجدر الإشارة هنا إلى أن ارتفاع تركيز الدهنيات الثلاثية في الدم لوحدها لا يؤدي إلى تصلب الشرايين . ولكن البروتينات الدهنية الغنية بالدهنيات الثلاثية تحتوي أيضا على الكوليسترول ، والذي يسبب تصلب الشرايين عند بعض الأشخاص المصابين بارتفاع تركيز الدهنيات الثلاثية. إذا ارتفاع تركيز الدهنيات الثلاثية ربما يكون علامة لوجود مشكلة في البروتينات الدهنية من الممكن أن تساهم في أمراض القلب .
وتالياً مختصر لفائدة الصيام على مرضى القلب :-
في البداية لا بد لنا من استشارة طبيب مسلم ثقه حول قدرة مريض القلب على الصيام لان هناك حالات يمنع بها مريض القلب من الصيام وخاصة ممن يعانون من ذبحاتٍ صدرية غير مستقرة ( وقد ممرتُ بمثلها في بداية مرضي بالقلب ) أو من الاشخاص الذين يعانون من الجلطات القلبية ولم يتم أجراء عمليات قسطرة لهم او قلب مفتوح وذلك بهدف توسيع الشرايين او تغير التالف منها .
- يساعد الصوم على حرق الدهنيات المتراكمة في شرايين القلب وبالتالي تحسن جذور الشرايين، وخلال الصوم يبدأ الكوليسترول الضار بالتناقص التدريجي من الشرايين حتى يزول بالكامل.
والمعروف أن هذا الكوليسترول هو حصيلة تراكمية في الشرايين بسبب زيادته في الدم. وعلى ذلك لو قللنا الكوليسترول في الدم، بسبب الحمية الرمضانية أو الحمية العادية فإن ذلك يصبح علاجا فعالا للتخلص من الكوليسترول المتجمع أو المترسب في جذور الشرايين.
كما أن الكوليسترول الآخر وهو الكوليسترول الحميد يستخدمه الجسم للتخلص من الكوليسترول السيئ وبهذه الصورة فإن دوره دفاعي. فهو يقوم بالتخلص من الكوليسترول الضار ويحل محله.
وهنا لا بد من تذكر قول الله تعالى في سورة البقرة الاية 184
أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
وقال سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم ):
(صوموا تصحّوا)
ملاحظة مهمه حول الحديث :-
حديث ( صوموا تصحوا ) ..
رأي الشيخ ابن باز
((نعم، ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- حديث: (صوموا تصحوا). ولا بأس به. ( الموقع الرسمي لسماحة الشيخ ابن باز )
رأي الشيخ الألباني ( صوموا تصحوا ) .. ضعيف .. انظر حديث رقم: 3504 في ضعيف الجامع )
اذاً فالصائم ممن يواجه تضيق بالشرايين نتيجة تراكم الكولسترول والدهنيات يشعر بالراحة وعدم الارهاق نتيجة قيامه بمختلف الاعمال العادية التي كان يتعب قبل شهر البركة اثناء قيامه بها لإن المواد الضارة تقل فينزاح الضرره عن القلب والشرايين. كمل أن قلة الغذاء تجعل دقات القلب تنتظم بصورة أكبر وتقل، وهو ما يؤدي إلى تقليل الجهد عن القلب والشرايين..وبهذه الحالة تتوسع الشرايين أكثر، وعندما يقل التمثيل الغذائي يقل معه انقباض الأوعية الدموية ويحدث تمدد تلقائي للأوعية الدموية، وعند ذلك يكون وصول الدم المحمل بالغذاء لعضلة القلب أفضل مما كان عليه قبل الصيام. وأما الشيء الآخر الذي ينبغي الانتباه إليه فهو ضرورة عدم تناول وجبات كبيرة ودسمة على مائدة الطعام في رمضان وتناول الادوية الخاصة بالقلب حسب نظام معين يتفق عليه مع طبيبه المعالج .
ومن مشاهداتي وملاحظاتي وكوني أحدهم ممن يعانون مشاكل قلبية فأنني أستطيع القول ان صحتي ونشاطي تكون افضل ما يكون خلال شهر رمضان المبارك .
وهنا يطيب لي تذكير الجميع بعدم الإسراف في تناول الطعام الدسم والشراب وتجنب المأكولات الدهنية الضارة كما أدعوا الجميع الاهتمام بمزاولة الرياضة المنتظمة الغير مجهدة لأكتساب لياقة بدنية عاليه ولإنقاص الوزن للحدود الطبيعية وعدم الكسل والنوم خلال النهار فيما يسميه البعض بقتل الوقت . وذلك لأكتساب قلبٍ قوي متين لا تتراكم بشرايينه الكوليسترول والدهنيات القاتلة .
المفضلات