الاجازة الصيفية والضغوط النفسية
د.نايف ارشيداتتأتي الاجازة الصيفية كل عام ،وتحمل معها هموم للاسرة بشكل عام وللوالدين بشكل خاص لما يعانيانه من ضغوط وهموم في كيفية التعامل مع أولادهم بتواجدهم الدائم في المنزل وكيفية قضاء وقت الفراغ لأجازة الصيف المدرسية الطويلة .
يبرز هذا القلق خاصة لعائلات الطبقة المتوسطة والكادحة حيث لا يوجد امكانات السفر للسياحة داخل وخارج الاردن ، فتكثر المعاناة والتوتر داخل المنزل لكثرة مشاغبات الابناء وحاجتهم لتفريغ طاقة اللعب والتسلية مما يسبب بزيادة التوتر والعصبية للأهل .
الى ذلك تبدا المشكلة بالتفاقم ؛ اذا ما خرج الاولاد خارج المنزل لتفريغ طاقاتهم المكبوتة اما باللعب بالشارع وتحويله الى ملعب كرة قدم أو التجمع على شكل جماعات وخاصة في ساعات الليل المتأخرة ليثيروا الشغب او ينغمسوا في ممارسات خاطئة مع رفاق السوء بداعي التسلية ، مما يسبب للاسرة أزمات ومشاكل اجتماعية مستمرة .
ويكمن الحل في التغلب على هذه المشكلة في العمل على اشغال وقت فراغ الابناء بعمل مفيد للأهل وللطالب في نفس الوقت وذلك حسب ترتيب مسبق ومبرمج ، كاشراك الابناء في النوادي الصيفية للترويح عن انفسهم وممارسة نشاطات رياضية ، والتحاقهم بدورات علمية تفيدهم في تحسين قدرة استيعابهم وتحصيلهم العلمي وتثري لغاتهم وخاصة الاجنبية ،كما يجب فتح باب انخراط الشباب في الاعمال التطوعية التي من شأنها ان تصقل مهارات الطالب وثقافته وتنمي حس الانتماء لبلده ومجتمعه ، وايضا بإمكان الدولة ان تساهم في تخفيف هذه المشكلة بإنشاء المعسكرات التدريبية للشباب بإشراف القوات المسلحة خلال فترة الصيف حيث يتعلم فيها الشباب النظام والاعتماد على النفس وفي نفس الوقت تستفيد الدولة بتنفيذ المشاريع المختلفة من خلال عمل هؤلاء الشباب وتدريبهم .
المفضلات