علي العتوم .. وذكريات رحالة اردني في بلاد العالم
وليد سليمان - تعتبر المغامرة رغم مشاقها ومتاعبها لبعض الاشخاص هي المتعة والاكتشاف وحفر الذكريات الجميلة في المكان والحياة.. وقبل 13 عاما اصدر الرحالة الاردني «علي العتوم» كتيبا صغيرا يتحدث فيه عن رحلاته حول العالم حيث زار العديد من الدول العربية والدول الاجنبية وذلك بواسطة دراجته الهوائية واحيانا دراجته النارية في رحلات اخرى, وسيرا على الاقدام في بعض الدول التي بلغت 27 دولة.
ومما جاء في كُتيب الجوال والرحال علي العتوم حول حبه لهذا النشاط السياحي والاجتماعي والرياضي انه كان في بداية الامر يشاهد افواج السياح والرحالة الاجانب وهم يزورون مدينته الاردنية جرش فخطر بباله ان يكون رحالة مثلهم.. وفي العام 1990 يبدأ رحلته تحت شعار (من اجل السلام) لاهمية تعرف الشعوب على بعضها البعض والعيش بمحبة وتعاون وسلام.. وتلك روح رياضية بالدرجة الاولى فعلي العتوم كان لاعبا لكرة القدم ومدربا لبعض الفرق ايضا.
ومن مدينة جرش يقرر السفر الى العراق اولا ثم الكويت.. لكنه وبسبب ازمة الخليج في تلك السنة يعود الى الاردن ويفكر بعد الاستراحة والاستعداد بالذهاب متجولا الى دول اوروبية. فينطلق الى سوريا ثم لبنان ومنها الى اوروبا, حيث استمرت رحلته هناك حوالي اربعة اشهر حيث عاد مضطرا الى الاردن لانه على الحدود الرومانية لم يستطع تأمين شرط الدخول الى رومانيا والذي يقضي وجود الف دولار لضمان مصاريفه.
ثم يتجول العتوم في المغرب العربي الكبير منطلقا من مصر في المرة الثالثة حيث يقول: لقد لمست الترحيب الحار من ابناء المغرب العربي عموما وابناء الجزائر خصوصا حيث كانوا يلتفون حولي في كل مكان.. حتى ان احد باصات مدارس الاطفال توقف حين رأي (العلم الاردني) على دراجتي وقدموا لي التحية والسلام للاردن.. وكانت رحلتي هذه في بلاد المغرب ممتعة ومفيدة جدا رغم طول الرحلة والتجول في المدن والقرى والصحارى والغابات.
وهكذا يستمر الرحالة الاردني في التجوال في دول العالم لاكتشاف الجديد من العادات والناس والاماكن والثقافات.. وكان في رحلاته هذه يحمل معه منشورات سياحية واعلامية عن الاردن ليعرف الناس هناك على جمال وتاريخ بلاده الاردن.. وذلك رغم شح امكانيات العتوم المادية الشخصية.. مع العلم انه تلقى بعض المساعدات المادية في بعض رحلاته من جلالة المرحوم الملك الحسين الذي منحه (3) الاف دينار وكذلك بعض الوزارات والمؤسسات الرسمية الاردنية وبعض الاندية الرياضية والقطاع الخاص.
ومن الدول الاخرى التي زارها الرحالة وعاشق السفر علي العتوم دول الخليج واميركا وكندا وفلسطين.
مواقف ومشاهدات
في رحلته الى اميركا والتي استمرت (3) اشهر قابل العتوم جلالة الملك الحسين هناك والذي كان ايضا يزور واشنطن في ذلك الوقت القديم.. وكانت فرحة العتوم لا توصف بهذا اللقاء المفاجئ.
وفي اميركا قابل بالصدفة احد اصدقائه بعد طول غياب عن بعضهما البعض بلغت (17) عاما وهو من المغتربين هناك.
وذات مرة وهو في ايطاليا تعرض الرحالة العتوم للسرقة من قبل عصابة طاردته من مكان الى اخر وقامت بتخديره وسرقة ما بحوزته من نقود وجواز السفر وبعض الاغراض الشخصية وبعد ذلك اخبر السفارة الاردنية هناك بذلك.. وكانت هذه اول مرة يتعرض فيها للسرقة.
وفي ايطاليا ايضا يلاحظ العتوم رجلا يأكل فضلات القمامة من الحاوية من شدة الجوع.. وكان مندهشا من ذلك!!
والجوال الرحالة العتوم والذي يتقن اللغة الانجليزية يذكر كذلك انه تعرض للتفتيش حوالي (30) مرة من قبل الدوريات الاسرائيلية وتوجيه الاسلحة نحوه عندما كان يزور الارض المحتلة فلسطين.
وفي العديد من الدول التي زارها كان يستقبله المسؤولون هناك ويرحبون به, وكذلك السفارات الاردنية هناك.. وكأنه سفير شعبي متجول يشرح للناس عن بلاده وتاريخها وعاداتها ومواقعها وجمالها وناسها الطيبين.
وخلال زياراته للدول الاوروبية والاميركية كان يلتقي بالعديد من افراد الجالية الاردنية والفلسطينية خصوصا, ومن العرب عموما.. وهنا يوجه العتوم نصيحة هامة للشباب وهي: «ان حلم الهجرة الى خارج الوطن العربي الذي يراود نفوس الشباب فيه وهم كبير, ذلك ان الحياة في الغربة صعبة للغاية.. وليس هناك ما يعادل العيش على تراب الوطن بين الاهل والاحبة.. وان اعتقاد البعض انه سيجد هناك سمنا وعسلا هو خاطئ.
المفضلات