المجالي يفتح النار على برنامج يسعد صباحك
[IMG]http://www.***********/news/tdlclkfmbgidxotm.jpg[/IMG]
د. طارق عبد القادرالمجالي- لقد عرض التلفزيون الأردني صباح الجمعة حلقة من البرنامج الذي يطل علينا كل إسبوع وهذه الحلقة عن مدينة الكرك ، وأتساءل ومعي أبناء هذه المحافظة الأبية :
إلى متى ستبقى البرامج التلفزيونية تقدم دون إعداد وتحضير صحفي يرقى بالذائقة ووعي المشاهد الثقافي والجمالي ، إذ تكاد أن تكون الفقرات متهلهة وباهتة تخلو من الإعداد المسبق . فهل استطاعت الساعات الثلاث من عمر البرنامج أن تقدم ما هو مفيد للمشاهد ؟ أطن أن لا .
جاءت الفقرات مبتسرة لم تقدم لنا أية معلومة عن الكرك ، باستثناء كيفية صنع الجميد الكركي الذي حصل على ( الايزو) وما من حلقة عن هذه المدينة المتجمدة بالجميد الكركي إلا وقد عرض فيها طريقة صنع اللبن والتقشيد والحلب والصرّ !! وما من حلقة إلا ونشاهد أربعة من النساء في غرفة تعاونية يخطن ملابس رخيصة أو يقمن ببيع البيض البلدي ، أويصنعن المربى بالتفاح الذي لايستسيغه أحد أوصنع الأحجار غير الكريمة ،ولا أدري من سيشتري مثل هذه المنتوجات المتخلفة صناعيا !! ما عدا الجميد طبعا ، ويخطن ملابس من التراث الشعبي الذي ـ صدفوني ـ لايلبسه أحد، بدليل من يريني واحدة من بناتنا من جيل الأربعينات فأدنى تلبس ( المدرقة الكركية ) وتسير مزهوة بلباسها التقليدي الذي نجله أيما إجلال ؟؟.وحتى الجميد الكركي ما عدنا قادرين على شرائه بعد أن ضاهى في أسعاره أسعار أرقى مشتقات الألبان الدنماركية والهولندية التي هي أحبها لأنها تذكرني كل حين بالصلاة على النبي الكريم .
أيها الأخ معد برنامج ( يسعد صباحك ) : الكرك أكبر من إحضار مجموعة من الطالبات يقفن ليغنين أغنية تراثبة باهنة لانتهاء مدة الصلاحية ، بعد أن ملتها بنت الكرك ميسون الصناع لكثرة ما ألحوا عليها بغنائها في كل المناسبات إلى أن تخلت عن الغناء !! أو تصوير مجموعة من شباب الغور يدبكون ، ولا أدري ماذا حلّ بهم بعد عرض الدبكة في مثل أجواء الأغوار الملتهبة حرارة وبعوضا !!
اللقاءات أيها الحبيب المعد قصيرة لم تقدم جديدا ومكانها أن يستضيف التلفزيون هذه الشخصيات المحترمة في برامج متخصصة لأنني على يقين من أن عندهم الكثير لطرحه وعرضه ويكفي القول أن إحدى الفضائيات قدمت ساعتي بث لشارع سياحي في مادبا وكذلك الشأن مع جمعية خيرية في الأزرق .
وأخيرا :
لم توفق المحافظة في اختيار ( القعدة ) فهي لا تصلح لتقديم برنامج يشاهده الملايين حيث ظهر تصف الجالسين في الشمس ونصفهم في ( الظلة) تحت قطعة من (البفت الأبيض) هذا المكان لايصلح إلا عريشة لبيع البطيخ والملوخية ،وبخاصة بعد أن عرضت علينا لقطات من عرس كركي ظهر فيه المناسف الكركية وبيت الشعر!!
حزّ في النفس كثيرا إلى درجة الحنق أن تظهر الكرك بهذه الصورة ، كنت أتمنى أن يكون البرنامج أكثر فائدة باستضافة بعض المؤرخين وأساتذة الآثار والسياحة ورؤساء الملتقيات الثقافية ، والمجالس البلدية ومدير الشرطة والسير وأفراد حماية الأسرة لتوعية المواطنين بالعديد من القضايا التي تؤرق الشارع الكركي والأردني بعامة مثل : العنف المجتمعي والفقر والبطالة و( التخميس) على أبواب الجامعة وفي المدن والاستفسار عن شبكات الصرف الصحي و عن المشروع السياحي الذي باعتقادي أننا سنصير ،ونحن في هذا العمر، مشاريع سياحية وشواهد قبور، دون أن تتحقق لنا أمنية العمر بالمشي على أرصفة اسطنبولية مبلطة عند دوار (الحصان الأسود) وسط مدينة الكرك هذا الحصان المعذب المشنوق الذي يأكل الغبار والتراب ودخان( البكمات) صباح مساء .!!!
ثلاث ساعات كان من الممكن أن يقدم فيها كل ما هو بهيّ ومفيد ، لا أن نستجلب مطربا عراقيا ،أو مسئولا من خارج المحافظة ليتحدث عن موضوع لا علاقة له بالحلقة المخصصة عن الكرك .
في الكرك وفي المدن الأردنية ما هو أجمل من كل هذا الغثاء . .
المفضلات