اتمام عملية تبادل الجواسيس بين روسيا والولايات المتحدة

وصل العشرة المتهمون بالتجسس لصالح روسيا الذين ابعدتهم الولايات المتحدة الى موسكو بعد مبادلتهم باربعة روس ممن ادينوا بالتجسس للغرب، وذلك في اكبر عملية تبادل من نوعها منذ نهاية الحرب الباردة.
وقد شوهد العشرة وهم يستقلون موكبا من السيارات في مطار موسكو، وذلك بعد ساعات قليلة من عملية المبادلة التي جرت في العاصمة النمساوية فيينا.
وكان الجواسيس الاربعة الذين اطلقت موسكو سراحهم قد استقلوا طائرة امريكية في فيينا.
وقد هبطت الطائرة الامريكية في قاعدة جوية بريطانية تقع شمالي لندن قبل اقلاعها الى جهة مجهولة.
وقالت واشنطن إن عملية التبادل قد جرت بنجاح كامل.
اما روسيا، فقالت إن الجواسيس العشرة الذين ابعدتهم الولايات المتحدة قد اطلق سراحهم "لاعتبارات انسانية" مؤكدة على "التحسن الذي طرأ مؤخرا على العلاقات بين البلدين."
وكان انكشاف امر حلقة التجسس الروسية في الولايات المتحدة في الشهر الماضي قد اثار تساؤلات حول جدية التزام موسكو بتحسين العلاقات مع البيت الابيض.
وفي تطور لاحق، قالت وزارة الداخلية البريطانية إنها تعيد النظر في ما اذا كان ينبغي تجريد واحدة من "الجواسيس" العشرة - وهي آنا تشابمان - من جنسيتها البريطانية. وكانت تشابمان قد حصلت على الجنسية البريطانية بعد ان اقترنت بمواطن بريطاني اثناء اقامتها في لندن قبل توجهها الى الولايات المتحدة.
وكانت محكمة أمريكية أصدرت أحكاما على جواسيس روس بالمدة التي قضوها رهن الاعتقال منذ إلقاء القبض عليهم الأسبوع الماضي، ومن ثم صدر أمر بترحيلهم عن البلاد.
إقرار
من جانبها أعلنت وزارة العدل الأمريكية في وقت سابق أنها قررت ترحيل الأشخاص المذكورين بعد إقرارهم بالذنب، مضيفة أن الحكومة الروسية وافقت أيضا على إطلاق سراح أربعة أشخاص متهمين بالتجسس لصالح الغرب.
وأقرَّ المتهمون العشرة بالتجسس لصالح دولة أجنبية.
هذا ولم يفصح المتهمون عن كثير من المعلومات المتعلقة بطبيعة المهام التجسسية التي قاموا بها بالفعل لصالح روسيا.
وعندما طلبت منهم المحكمة وصف جرائمهم، اعترف كل من المتهمين بالعمل بشكل سري لصالح روسيا، وأحيانا تحت هوية مفترضة.
وأقر المتهم ريتشارد مورفي أنه عاش في الولايات المتحدة تحت هذا الاسم المفترض منذ أواسط تسعينيات القرن الماضي إلى الوقت الراهن، حيث كان يتلقى توجيهاته طوال تلك الفترة من روسيا.
روبرت باوم محامي تشابمان
وحول ما إذا كان يدرك أن تصرفاته تلك كانت مشروعة أم لا، خاطب مورفي القاضي قائلا: "بلى سعادتكم، كنت أعلم أنها لم تكن أعمالا مشروعة."
وقد أصدر الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف عفوا عن المواطنين الروس الأربعة الذيت تضمنتهم الصفقة بينهم الخبير في المجال النووي إيجور سوتياجين.
ضمت القائمة أيضا عقيد الاستخبارات العسكرية الروسية السابق سيرجي سكريبال، وعميل الاستخبارات الخارجية الروسية ألكسندر زابوروزيسكي، والمحامي الكسندر سيباتشيف، وكلهم حكم عليهم في روسيا بتهمة التجسس لصالح أجهزة الاستخبارات الغربية.
وقال مصدر رفيع المستوى في الكرملين ان هذه العملية تحققت بفضل "مستوى الثقة الكبير" بين رئيسي البلدين، وأوضح أن هذا الأمر تحقق بفضل الروح الجديدة للعلاقات الروسية الأمريكية.
وأضاف أن الرئيس ميدفيديف اخذ بالاعتبار ايضا ان المتهمين قضوا احكاما قاسيا، وأشار إلى ان سوتياجين أمضى 11 عاما في السجن وزابوروزيسكي أمضى حوالى تسعة اعوام وسكريبال خمسة أعوام نصف
"لن ننساكم"
ونقلت وكالة الاسوشييتيدبريس عن بيتر ايرنست، وهو مسؤول سابق في وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية قوله "إن عملية التبادل تبعث برسالة قوية الى العملاء الذين يتعاونون معنا مفادها اننا لن نتخلى عنكم ابدا، حتى لو انكم مكثتم في السجن لسنوات عديدة فلن ننساكم."
ونقلت الوكالة ذاتها عن احد مسؤولي البيت الابيض قوله إن واشنطن قد زودت موسكو باسماء الجواسيس الاربعة الذين ترغب مبادلتهم، وان ادارة اوباما كانت تفكر في مبادلة هؤلاء حتى قبل اعتقال العشرة في السابع والعشرين من الشهر الماضي.
وقال إن مسؤولي البيت الابيض احيطوا علما بوجود الحلقة في شهر فبراير/شباط المنصرم، بينما اطلع الرئيس اوباما على القضية في الحادي عشر من يونيو/حزيران.
ويقول مراسل بي بي سي في موسكو إن الافتراضات تشير الآن الى ان الروس العشرة الذين عادوا الى موسكو سيحقق معهم من قبل السلطات الروسية المختصة، ولن يسمح لهم بالتحدث الى الاعلام في الوقت الراهن.
ويضيف مراسلنا بأن رفض السلطات الروسية الاعتراف بوقوع عملية التبادل اساسا قد تفسر على انها محاولة لاخفاء الاحراج الذي تشعر به جراء اكتشاف حلقة التجسس التي كانت تديرها في الولايات المتحدة.
وتشير التقارير الى ان موسكو وعدت جواسيسها العشرة العائدين بدخول ثابتة وسكن، كما ووعدت بالمساعدة في اعادة اطفالهم الثمانية الى روسيا.
المصدر : الحقيقة الدولية – BBC 10.7.2010
المفضلات