ابواب
رسائل الملوخية.. وطفل العربة
أي حلم مزعج ترك كوابيس النوم تترك عنوانها على رسائل من أغصان الملوخية الخضراء.. تحملها عربة يتصارع «معها» الطفل.. سعيداً لانه ينقلها الى الأحبة، ويجب ان تصل قبل نهاية اليوم.
وحدها كانت تلك الزهرة المجنونة، تبحث عن من يروي عطشها في هذه الأيام الهاربة من لهيب الصيف الجاف.. وحمم الظهيرة المشتعلة مثل كرة قدم في مواسم المسابقات الكبرى.
.. إلا ان صاحبنا طفل العربة.. كان يحرك رسائله الخضراء.. وحيداً.
***
لم تصدق.. تلك الصبية، ان مثل هذه الاشياء ممكن ان تحدث:
كأن نجلس معاً ونقرأ في حكايات الأصدقاء او نشاهد التلفاز، او نسمع الاخبار عبر حدود المستحيل، لكي ننسى اننا على الارض.
.. ولكنها تريد ان تكتب على ذكرياتها مع الحياة والناس، قصة عمرها ودربها.. لعل العديد من الأصدقاء، يطلقون معها.. نبع الأمل في مسير السيل او النهر.. او حتى البحر الغائب.
.. فرأت، تلك الصبية الحالمة، صورة الطفل المحمل بالتعب، والسعادة معاً.
.. الحالم بمرور الوقت.. لعل رسائل الملوخية تصل.. دون تأخير.
**
.. والعربة.. ايها الطفل العجيب..
هي كرة في الحياة
وهي شمعة في عتمة الطريق
.. وهي الحلم – الأمل.. لهذا تصرخ في صورة الآتي، عن الأهل والأحبة.. وعن الحق في الحرية والسلام والامان.
***
.. مع.. وبدون الطفل.. لن تصل رسالة الملوخية.. ولا قصة العربة التي تحملها..
فالطفل والعربة: يقف.. ومعه رسائلها (مثل وصفة سحرية).. بانتظار ساعي البريد الغائب، لعله لا يأتي قريباً
لكن حبها، العاشق للحياة وللجمال وللزمن الجميل، يجعلها تسرد قصتها مع حياكة الدمى.. والأخبار
.. وتحلم، في ليلها الطويل.. بالمكتوب الأخضر، الذي لن يصل الأحبة.. قبل نهاية اليوم.
او قبل نهاية العمل..
او نهاية اللعبة العنيدة، بين الطفل والعربة.. وتلك الأغصان.. المذهلة بصمتها ومذاقها الصعب.
حسين دعسة
المفضلات