عباس ينتظر «مؤشرات» من إسرائيل وحماس تعتبر التفاوض جريمة
ليبرمان: لم نقطع لأوباما وعوداً لتجميد الاستيطان
القدس المحتلة -وكالات: أعلن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أمس انه ينتظر "مؤشرات" اسرائيلية حول مسائل الامن والحدود قبل القبول باستئناف مفاوضات السلام المباشرة مع اسرائيل التي دعا اليها الرئيس الامريكي باراك اوباما.وقال عباس خلال زيارة رسمية الى اثيوبيا "نحن مستعدون للمشاركة في محادثات مباشرة اذا تلقينا مؤشرات من الاسرائيليين حول مسألتين:الحدود والامن".واضاف عباس امام الصحفيين متحدثا بالانكليزية في ختام لقائه في اديس ابابا مع رئيس الوزراء الاثيوبي ميليس زيناوي "لقد عرضنا اقتراحاتنا على الامريكيين والاسرائيليين وننتظر رد الفعل الاسرائيلي".ودعا الرئيس الامريكي باراك اوباما الى استئناف مفاوضات سلام مباشرة بين الفلسطينيين واسرائيل بحلول نهاية سبتمبر وذلك خلال لقائه رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الابيض،فيما قال نتنياهو أمس ان اسرائيل مستعدة لاتخاذ خطوات اضافية لتسهيل حركة الفلسطينيين في الضفة في محاولة لاقناع عباس بالدخول في محادثات سلام مباشرة وتحاشى نتنياهو الرد على سؤال طرح عليه في برنامج "صباح الخير يا أمريكا"الذي تذيعه شبكة ايه.بي.سي عما اذا كان مستعدا لتمديد وقف مدته عشرة أشهر في عمليات بناء جديدة بمستوطنات الضفة الغربية المحتلة.وبعد يوم من اجتماع لاصلاح العلاقات مع أوباما كرر نتنياهو الدعوة لاجراء محادثات مع عباس.وعلقت مفاوضات السلام الفلسطينية الاسرائيلية المباشرة منذ اواخر عام 2008 .وجاء رد فعل الفلسطينيين حذرا لتعهد نتنياهو باتخاذ "خطوات ملموسة" خلال اسابيع لاقناعهم بالعودة الى المحادثات المباشرة.وأبدى رئيس الوزراء الاسرائيلي استعداده لاتخاذ خطوات منها اجراءات "اضافية لتسهيل حركة" الفلسطينيين بالاضافة الى بعض المشروعات الاقتصادية.وقال نتنياهو "الفكرة هي اننا مستعدون للقيام بذلك. لكن ما نريد ان نراه في النهاية هو شيء واحد اريد الرئيس عباس ان يمسك يدي.. ان يصافحني ان يجلس ويتفاوض بشأن تسوية سلام نهائية بين اسرائيل والفلسطينيين." من جانبه قال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات إن نتنياهو هو الذى يضع العراقيل أمام المفاوضات المباشرة بسبب رفضه القبول بالمطالب الفلسطينية بوقف كامل لبناء المستوطنات الاسرائيلية فى الضفة والقدس المحتلة.وأجاب عريقات على سؤال حول ما إذا كان يتوقع ممارسة مزيد من الضغوط الامريكية على الفلسطينيين لبدء المباحثات المباشرة فى أعقاب المفاوضات التى جرت بين أوباما و نتنياهو،فقال إن العالم أجمع و الادارة الامريكية تعلم أن الشخص الوحيد الذى يعوق عملية المفاوضات المباشرة هو نتنياهو.وقال عريقات لإذاعة صوت فلسطين..نحن مهتمون للغاية ببدء المفاوضات المباشرة ولكن نتنياهو دائما ما يغلق الباب أمامنا.يتعين عليه أن يقرر ما إذا كان يريد السلام أم المستوطنات فإنه لا يمكنه الحصول على الاثنين.وأكد عريقات أن الفلسطينيين يريدون أن يحرزوا تقدما فى بادئ الامر فى المباحثات غير المباشرة بشأن قضايا الحدود والامن التى يجرى التفاوض بشأنها وأن تستأنف المفاوضات المباشرة من حيث انتهت فى ديسمبر 2008 عندما جرت الانتخابات التى أسفرت عن عودة نتنياهو لتولى مقاليد السلطة.وقال عريقات إن العالم يعلم أن بدء المباحثات المباشرة فى أيدى نتنياهو فكل ما عليه فعله هو وقف جميع الانشطة الاستيطانية حتى فى القدس. وأضاف أن عملية السلام مستمرة منذ 19عاما ولكن سياسة الاستيطان الاسرائيلى لم تتغير.الى ذلك صرح سامى أبو زهرى المتحدث باسم حركة حماس فى غزة بأن حركته ترفض دعوة أوباما لاجراء مفاوضات مباشرة معتبرا أن ذلك سوف يمثل "غطاء" لاستمرار الاستيطان كما أشار إلى أن بيان كل من أوباما ونتنياهو يظهران مرة أخرى "بأنه ليس هناك أمل فى تغير السياسة الامريكية الخارجية.كما انتقد إشادة أوباما بالخطوات الاسرائيلية لتخفيف الحصار الاقتصادى على غزة قائلا : نحن نريد رفع الحصار بالكامل.كما قال صلاح البردويل القيادي في حماس ان "عودة المفاوضات مع العدو الصهيوني جريمة كبيرة بحق شعبنا الفلسطيني وخاصة في ظل الهجمة الصهيونية الشرسة على الانسان وعلى المقدسات والارض الفلسطينية وفي ظل استمرار الحصار والتهويد والتهجير لاهلنا ولنوابنا في القدس المحتلة".واضاف ان "دخول اي مفاوضات سواء مباشرة او غير مباشرة هو بمثابة اعطاء الغطاء عن هذه الجرائم ومشاركة مباشرة فيها".من جهته وأكد وزير الخارجية الاسرائيلى اليمينى المتطرف أفيجدور ليبرمان أن إسرائيل لم تقدم "اى وعود" لاوباما فيما يتعلق بمدة فترة تجميد الاستيطان كما أن هذه القضية لم تكن القضية الرئيسة فى أجندة المحادثات.وقال ليبرمان الذى يعيش فى مستوطنة بالقرب من القدس لإذاعة إسرائيل "يتعين علينا ضمان استمرار الحياة الطبيعية في المستوطنات بالنسبة للأشخاص الذين أرسلتهم جميع حكومات إسرائيل".في الاطار ذاته توقع وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك ان تنطلق محادثات سلام مباشرة بين اسرائيل والفلسطينيين "في غضون بضعة اسابيع".وقال باراك في بيان "سيكون هناك تقلبات واوقات صعبة خلال هذه العملية،لكني آمل بل اعتقد اننا سننطلق في غضون بضعة اسابيع في محادثات مباشرة ستدفع امكانات السلام قدما وستعزز الامن والمصالح الحيوية لاسرائيل". وقد ادلى باراك بهذه التصريحات عقب لقاء في القدس مع مجموعة من اعضاء مجلس الشيوخ الامريكي بينهم المرشح السابق الى الرئاسة جون ماكين.وكان باراك وصف لقاء اوباما ونتنياهو بـ"الناجح".واضاف "نشعر ان هناك فرصة جيدة ان نكون قريبين جدا من محادثات مباشرة بيننا والفلسطينيين حول جميع المواضيع" موضحا انه تحدث مع نتنياهو بعد محادثاته مع اوباما.
المصدر
الرايه
المفضلات