لا تحزن
لا.. لا تحزن حتى لو ان الحياة مليئة بالاحزان.
فالفجر لن يغطي روعته لحزنك.
ولن يمنع الربيع جماله الباهر عن الازهار.
لا تضعف وان كانت الحياة داكنة.
فالزمن لن يتوقف او يتمهل في طريقه.
هذا اليوم الذي يبدو شديد الطول والمرارة.
سيكون قريبا في عداد ايام الامس المنسي.
لا تبك.. فآمال جديدة واحلام جديدة ووجوه جديدة قادمة في الطريق.
والافراح التي لم تذق بعد, والسنوات التي لم تولد بعد.
سوف تثبت ان قلبك خائن لاحزانه.
وعينيك خائنتين لدموعهما.
تمهل قليلا
تمهل قليلا ايها الموت, لا استطيع الرحيل.
بينما كل آمالي المزهرة لم تُحصد بعد.
وافراحي لم تُجمع.. واغنياتي لم تُغن.
وكل دموعي لم تُسكب بعد.
تمهل قليلا ايها الموت.. حتى اكتفي
من الحب والحزن ومن الارض والسماء.
حتى يشبع جوعي الآدمي.
ايها الموت عفوا لا استطيع الرحيل.
متسع من الوقت
ما جدوى هذه الحياة اذا كانت مليئة بالانشغال.
بحيث لا يجد المرء فسحة من الوقت ليتوقف ويحدق.
لا يجد وقتا ليقف تحت اغصان الاشجار.
ويحدق طويلا مثلما تفعل الابقار والخرفان.
لا يجد وقتا ليراقب عندما تعبر في الغابات.
اين تخبىء السناجب حبات اللوز في الاعشاب.
لا يجد وقتا ليشاهد الجداول في وضح النهار.
وفيها لألاأة كالنجوم وكأنها السماء في الليل.
لا يجد وقتاً لينتبه للفتة الحسناء.
ويراقب مشيتها الراقصة.
لا يجد وقتاً لينتظر ريثما تكمل شفتاها.
تلك الابتسامة التي ابتدأتها عيناها.
انها الحياة مجدبة تلك المليئة بالانشغال.
اذا كنا لا نجد متسعاً من الوقت للتوقف والتحديق.
قوة الغرب
ان سر قوة الغرب ليست في المزهر والقيثار.
وليست في الرقص المختلط لفتيانها.
وليست في سحر وجوه حسناواتها البهية.
وليست في سيقانهن العارية وشعورهن المكورة.
وقوته ليست في اللا دينية.
ولا في حروفه اللاتينية.
قوة الغرب في العلوم والمعرفة.
وصباحه مضاء بتلك النار فقط.
المعرفة لا تعتمد على موضة ملابسك.
والعمامة لا تشكل عائقاً دون اكتساب العلم.
البعوضة
البعوضة تدرك تماما.
بأنها على الرغم من صغر حجمها وحش مفترس.
ولكنها على كل حال.
لا تمتص اكثر من طاقة معدتها.
انها لا تمتص شيئا من دمي لتودعه البنوك.
مثل القرود
فلنكن رجالا بحق السماء.
لا قرودا مبهورة بالآلات.
جالسة واذيالها ملتفة.
ومبتهجة بالآلات:
المذياع او الصور المتحركة او الحالي.
قروداً على وجوهها ابتسامة بلهاء.
أنا أسود
يا عزيزي الرجل الابيض.
هناك شيء يجب ان تعرفه:
عندما ولدت أسود اللون
وحين أنمو سأبقى اسود.
وتحت الشمس اظل اسود.
وعندما يعتريني البرد ابقى أسود.
وحين اكون خائفا اظل اسود.
وفي حالة المرض ابقى اسود.
وعندما اموت ساكون أسود.
اما انتم ايها البيض.
عندما ولدتم كان لونكم ورديا.
عندما تكبرون يكون لونكم ابيض.
وتحت الشمس يكون لونكم احمر.
وعندما يعتريكم البرد يكون لونكم ازرق.
وتصيرون صفر اللون عند الخوف.
وخضر اللون عند المرض.
وعند الموت يكون لونكم مغبرا.
ثم بعد كل ذلك تسمونني (ملوناً)؟!
نقل من جريدة الرأي الاردنية
المفضلات