السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أولا قبل أن أبدأ و أسترسل في موضوعنا المتعلق بشهر شعبان و فضله ، أقول لكم أحبكم في الله
و أسأل الله لي ولكم جنة الفردوس الأعلى و مرافقة الحبيب المصطفى فيها،
كما أطلب منكم الدعاء لنا بظهر الغيب و في السجود،
أما بخصوص موضوعنا فنقول و باختصار أيها الأحباب و بالله نستعين:
أنه يجب علينا أن نستغل الفرص في هذه الدنيا متى أتيحت لنا و لا نغفل عنها، لأن الفرصة إن ضاعت منك
اليوم فلربما لا تعود لك مرة أخرى لأنك يومئذ قد لا تكون في هذه الحياة الدنيا التي تعد مزرعة الآخرة ، و من
هذه الفرص هذا الشهر العظيم الذي إن علم الناس فضله لتسارعوا لفعل الخيرات و زيادة الطاعات ...........
إنه شهر شعبان الذي قال بعضهم أن سبب تسميته بهذا الاسم لأنه شعب أي ظهر بين شهري رجب و رمضان
إنه شهرٌ ترفع فيه الأعمال إلى الله تعالى و ذلك لما جاء عن أسامة بن زيد رضي الله عنه أنه سأل النبي صلى
الله عليه و سلم فقال: يا رسول الله لم أرك تصوم شهر من الشهور ما تصوم في شعبان! فقال عليه الصلاة و
السلام:"ذلك شهر يغفل عنه الناس بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى الله تعالى فأحب أن
يرفع عملي وأنا صائم"
إنه شهرٌ كان النبي عليه الصلاة و السلام يكثر فيه الصيام و ذلك لما جاء عن عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ :
(كَانَ رَسُولُ الله صلى الله عليه و سلم يَصُومُ حَتَّى نَقُولَ لا يُفْطِرُ ، وَيُفْطِرُ حَتَّى نَقُولَ لا يَصُومُ ، فَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ
اللَّهِ صلى الله عليه و سلم اسْتَكْمَلَ صِيَامَ شَهْرٍ إِلا رَمَضَانَ ، وَمَا رَأَيْتُهُ أَكْثَرَ صِيَامًا مِنْهُ فِي شَعْبَان)
إنه شهرٌ من أحب الشهور إلى النبي عليه الصلاة و السلام و يظهر ذلك لفعله صلى الله عليه و سلم حيث كان
يصومه حتى يصله برمضان،
فهل لنا أن نعظم هذا الشهر أيها الأحبة ّ!!!
فهل لنا أن نتبع حبيبنا و قدوتنا عليه الصلاة و السلام في كل وقت و في كل زمان و في هذا الشهر العظيم !!!
و هل نحب أن ترفع أعمالنا إلى الله و نحن في طاعة عظيمة اسمها الصيام!!!
!!!!!!!!!!!
لا إله إلا الله الرحمن الرحيم الحليم اللطيف بعباده ، الذي جعل لنا فرص عدة و محطات متعددة لنتزود منها
لآخرتنا
فهل نقابل هذا العرض الرباني العظيم لهذا الشهر و فضائله بالإعراض، و كأن لسان حالنا يقول
لا نريد منك يا ربنا هذا العرض و لا حول و لا قوة إلا بالله، فكيف إذا نفسر إعراض معظم الناس عن الطاعات
و من ذلك الصيام في هذا الشهر، و قد تبين لنا ما تبين من فضله !!!!
ما عسانا نقول إلا أن القلوب تعلقت بغير الله و الله المستعان .
و لا يفوتنا في هذا المقام أن نذكر ببعض البدع التي ظهرت في هذا الشهر و التي ليست من الدين في شيء
بل هي تدخل في قول النبي عليه الصلاة و السلام:" من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد"
من ذلك تخصيص اليوم الخامس عشر من شعبان بالصيام فهذا لم يفعله لا النبي عليه الصلاة و السلام و لا
الصحابة رضوان الله عليهم
و لا من اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين،
و من ذلك أيضا ما يعرف بصلاة البراءة و هي تخصيص ليلة النصف من شعبان بالقيام بمائة ركعة
و كذلك صلاة ست ركعات بنية دفع البلاء و طول العمر و الاستغناء عن الناس
و كذلك قراءة سورة يس و الدعاء في هذه الليلة بدعاء مخصوص
فكل هذا باطل و ليس له صلة بالسنة بل هو من البدع المحدثة في الدين.
و لذلك علينا أن نتمسك بكتاب ربنا و سنة نبينا محمد عليه الصلاة و السلام ، لأن العبادة لا تقبل و لا تكون
صحيحة إلا بشرطين هامين هما الإخلاص لله جل في علاه
لقوله عز وجلو ما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء...) ،
و كذلك المتابعة لنبيه عليه الصلاة و السلام
لقوله سبحانهقل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله و يغفر لكم ذنوبكم ...)
و في الأخير أقول الحمد لله حمدا كثيرا كما يحب ربنا و يرضى ، و نسأل سبحانه أن يجعل هوانا في إتباع كتابه
و سنة نبيه عليه الصلاة و السلام و أن يرزقنا الإخلاص في القول و العمل و أن يجعل عملنا موافقا لما جاء به
نبينا صلوات الله و سلامه عليه
كما نسأله سبحانه أن يبلغنا رمضان و يغفر لنا ذنوبنا و يرفع درجاتنا و يجعلنا من الفائزين في الدنيا و في
الآخرة،
و جزاكم الله كل خير، و أسأل الله أن يوفق القائمين على هذا المنتدى لما يحبه ربنا و يرضاه.
و بارك الله فيكم.
جزاك الله خيرا
المفضلات