جودة يتوقع حصول تقدم ملموس في عملية السلام
عمون - توقع وزير الخارجية الأردني ناصر جودة حصول تقدم ملموس في مسيرة عملية السلام الإسرائيلية – الفلسطينية، لافتاًَ الى ضرورة التوصل الى إطار حقيقي واضح للسلام في المنطقة بحلول أيلول (سبتمبر) المقبل.
وجدد موقف بلاده الداعي الى رفع الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة فوراً، ووقف إسرائيل كل إجراءاتها الأحادية في كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشرقية ووقف الاستيطان وهدم المنازل وطرد السكان العرب.
وأشار الوزير الأردني الى وجود مناخات دولية لتحقيق مثل هذا التقدم، وأن النافذة للوصول الى السلام ناضجة وواقعية، خصوصاً أن العالم كله يتحدث بصوت واحد في دعمه الحل على أساس الدولتين، وتأييده قيام دولة فلسطينية مستقلة قابلة للحياة وذات سيادة على أساس خطوط 4 حزيران (يونيو) 1967 عاصمتها القدس تعيش جنباً الى جنب بأمن وسلام مع إسرائيل، وذلك في إطار الحل الشامل للقضايا العالقة مثل اللاجئين وعودة الأراضي السورية واللبنانية (المحتلة) على أساس مبادرة السلام السعودية، التي تبنتها كل الدول العربية في بيروت عام 2002.
واعتبر جودة أن المملكة الأردنية لا يخطر ببالها اطلاقاً ما يطرح من جانب بعض الأوساط حول الحل المبني على أساس أن «الأردن هو الوطن البديل»، معتبراً أن هذه الأصوات مشبوهة ومضللة، موضحاً أن الأردن هو الأردن وفلسطين هي فلسطين، وأن الأردن بلد سيادي مستقل ينعم بالاستقرار الأمني والاقتصادي.
وكان الوزير الأردني يرد على أسئلة «الحياة» على هامش لقائه مجموعة من الباحثين والديبلوماسيين والأكاديميين العرب والغربيين في مركز المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن.
وشرح الوزير جودة في كلمته التي حملت عنوان «السلام في الشرق الأوسط – الفرص المستقبلية» جهود الملك الأردني عبدالله الثاني المستمرة والمكثفة لدفع عملية السلام في المنطقة، ووضعها في صدارة الأجندة العالمية، معتبراً أن الصراع العربي – الإسرائيلي ليس صراعاً محلياً أو إقليمياً بل انه عالمي، مشيراً الى أن التوصل الى حل للقضية الفلسطينية وعودة الأراضي السورية واللبنانية (المحتلة) الى أصحابها، سيعني ليس سلاماً واستقراراً وتطوراً للمنطقة فحسب، بل راحة بال للعالم كله. ولفت الى أن وجود أجواء عالمية وتقارب دولي باتجاه التوصل الى هذا الحل لم تكن موجودة في السابق.
ونوه الوزير بمبادرة السلام العربية، مشيراً الى انها ستؤمن السلام لإسرائيل مع 57 دولة، ما زالت مطروحة اليوم، داعياً الحكومة الإسرائيلية الى القبول بها، محذراً من انها لن تبقى مطروحة الى ما لا نهاية. ودعا الى منح كل الفرص لإقامة السلام الذي سيؤدي أيضاً الى حل القضايا العالقة بين دول المنطقة وإسرائيل مثل المياه ومد أنابيب النفط والغاز، إضافة الى تحقيق التطلعات في النمو والتطور.
وأضاف الوزير الأردني أن دول المنطقة تسير في بناء وتطوير مثل هذه المشاريع، وأن إسرائيل تستطيع أن تصبح جزءاً منها وطرفاً فيها إذا اختارت السلام.
وكرر جودة موقف بلاده من ضرورة رفع الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة فوراً، كما أكد أهمية وقف إسرائيل، من دون أي تأخير، كل إجراءاتها الأحادية المرفوضة والمدانة في كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشرقية ووقف الاستيطان وهدم المنازل وطرد السكان العرب، والذي تعتبره جميع دول العالم انتهاكاً لحقوق الشعب الفلسطيني ومخالفاً للقوانين الدولية.
وشدد جودة على أهمية حصول المصالحة الفلسطينية – الفلسطينية، لافتاً الى أن الأردن يدعم الجهود المصرية في هذا الاتجاه. وحذر من أن عدم الوصول الى حل الدولتين، فإنه سيكون من الصعب تجنب حل الدولة الواحدة، وهذا ما سيفرضه الواقع الديموغرافي.
ودعا جودة الى حل النزاعات الإسرائيلية مع كل من لبنان وسورية، من خلال إعادة الأراضي للدولتين، مضيفاً أن العالم يركز جهوده على حل القضية الفلسطينية، مستدركاً أن إيجاد مثل هذا الحل لا يعني إنهاء النزع العربي – الإسرائيلي أو الإسرائيلي – الفلسطيني وهو القضية الأساس.
ولم يرد وزير الخارجية الأردني على سؤال لـ «الحياة» حول ما ستحمله البلدان العربية من أفكار الى الأمم المتحدة في حال سحب المبادرة العربية إذا ما فشلت جهود السلام، مكتفياً بالقول إن اللجوء الى الأمم المتحدة خيار موجود دائماً.
من جهة أخرى نفى جودة وجود أي خلاف بين بلاده والإدارة الأميركية في شأن محادثات التعاون النووي، مشيراً الى «تفاصيل تجرى مناقشتها»، مضيفاً أن الولايات المتحدة تقدر حاجة الأردن الماسة لبرنامج نووي سلمي، لتلبية حاجته من الطاقة. خصوصاً أن الأردن يستورد جميع موارده من الطاقة، مؤكداً أن الولايات المتحدة حليف وثيق وصديق للأردن
الحياة اللندنية
المفضلات