البشير يتعهد بإنهاء أزمة دارفور رغم «أنف المتمردين»
الخرطوم- عادل صديق ووكالات:
تعهد الرئيس السوداني عمر حسن البشير بإنهاء أزمة اقليم دارفور غربي السودان خلال العام الحالي رغم "انف المتمردين". وأكد البشير في كلمة نقلها التلفزيون الحكومي لدى مخاطبته حشدا جماهيريا بمدينة بورسودان شرقي البلاد في الذكرى الحادية والعشرين لتوليه مقاليد السلطة: "إن منبر الدوحة هو آخر منبر خارجي للتفاوض مع الحركات المسلحة".وهدّد البشير كل من يرفض السلام "بالدخول في الحرب مع الحكومة"، قائلا "لن تكون بعد نهاية العام أي مفاوضات سلام خارج السودان ومن يريد السلام عليه أن يأتي للحوار معنا بالداخل أو أن يذهب إلي ميدان الحرب وسنأتي نحن بالسلام رغم انفه". من ناحية أخرى، شن الرئيس السوداني هجوما على الدول الغربية التي وصفها ب "الاستعمارية"، وقال "لن تكون هناك سيادة لهذه الدول علينا، نحن لم نسع لمعاداتها ولكنها تتربص بنا، سنسعى لتحسين علاقاتنا مع الدول الغربية، ولكن بدون تنازل عن عقيدتنا أو استقلالنا أو مواردنا".وتعهد البشير بالعمل خلال الأشهر القليلة القادمة من اجل أن تكون الوحدة هي الخيار الذي يصوت عليه أبناء الجنوب في الاستفتاء علي تقرير المصير في يناير المقبل. وأكد حرصه على علاقات جيدة مع دول الجوار وخاصة مصر بيد انه اكد أن منطقة "حلايب" المتنازع عليها بين البلدين هي ارض سودانية وستظل سودانية ، علي حد قوله .كما اكد البشير حرصه على أن تكون الحدود بين بلاده ودول الجوار لتبادل المنافع وليس لتبادل المتمردين والسلاح .وكان البشير قد بدأ زيارة لمدينة بورسودان في أول زيارة له خارج الخرطوم منذ إعادة انتخابه رئيسا للسودان وفقا للانتخابات العامة التي جرت في إبريل الماضي.إلي ذلك يبدو أن الأيام القادمة سوف تشهد أزمة جديدة بين القاهرة والخرطوم، أشعل فتيلها الرئيس السوداني عمر البشير من خلال تصريحات نارية له أمس الأربعاء، أكد فيها أن " حلايب سودانية وستظل سودانية"، مجددا بذلك الجدل بشأن مصرية هذه المنطقة ، رغم أن مصر حسمت سيطرتها عليها فعليا عام 1992. وأشار البشير في خطاب له باستاد بورتسودان الأربعاء في أول زيارة له بعد انتخابه رئيساً للسودان، إلى أنه بصدد الجلوس مع القيادة المصرية لحل هذه المشكلة ، كما اكد حرصه على أن تكون الحدود بين بلاده ودول الجوار لتبادل المنافع وليس لتبادل المتمردين والسلاح . ويأتي حديث البشير عن حلايب في وقت تخضع فيه هذه المنطقة تماما للسيطرة المصرية، حيث يوجد بها مركز للشرطة وسجل مدني وسكانها يحملون بطاقات هوية مصرية ، كما أن سكان حلايب سوف يشتركون فى الانتخابات البرلمانية المقبلة المقررة في شهر نوفمبر المقبل، وتعتبر مصر هذه المنطقة "خطاً أحمر لا يجوز الاقتراب منه"،
حسبما تقول مصادر مقربة من الخارجية المصرية.في سياق متصل، أكد إبراهيم الغندور القيادي البارز في المؤتمر الوطني الحاكم في السودان ،على أن حلايب سودانية، بل هي جزء لا يتجزأ من السودان ، ورأى أنه كان من المفترض أن تكون ضمن الدوائر الانتخابية والإحصاء السكاني، إلا أن الذي منع ذلك هو أن المنطقة ما زالت منطقة تنازع بين مصر والسودان. واستطرد قائلا في تصريحات سابقة لجريدة "الشروق" المصرية: إن حلايب ستظل منطقة تكامل مع مصر مؤكداً أنه لن يكون هناك نزاع بين مصر والسودان علي المنطقة ، وقال أن الحوار بين البلدين حول هذه القضية لا زال قائما ولن يتوقف حتى يتم حلها موضحا أنه إذا لم يتم حسم النزاع في هذه المشكلة سيكون اللجوء للتحكيم الدولي هو آخر الخيارات التي سيلجأ إليها الطرفان.وياتي إثارة المشكلة في هذا التوقيت، في الوقت الذي يعيش فيه السودان وضعا سياسياً معقدا ، سواء في منطقة دارفور التي تعيش صراعاً بين الحكومة وحركات التمرد أدت لظهور أكثر من مليون لاجئ، أو على صعيد المحكمة الدولية التي يواجهها البشير بتهمة ارتكاب جرائم حرب، أو على الصعيد الداخلي حيث يتم التحضير لاستفتاء الجنوب على الانفصال في يناير القادم في ظل تقارير تتحدث عن ترحيب الجنوبيين بالانفصال عن الشمال.
المصدر
http://www.raya.com/site/topics/arti...2&parent_id=21
المفضلات