ركـّز خلال لقائه عددا من رؤساء تحرير الصحف والكتّاب الأردنيين على "الواقعية" في التعامل مع القضية الفلسطينية
عباس يكشف: القمة العربية ناقشت "شن حرب" على "إسرائيل"

· لا أتوقع عودة جميع اللاجئين إلى ديارهم وزيارة العرب لفلسطين ليست تطبيعا!!
· السلطة الوطنية الفلسطينية "مصيبة" مباركة على من يفوز برئاستها ومجلسها التشريعي
· لم أعلن أنني سأزور غزة ولكن إذا "طقت" في رأسي سأفعلها ولا أخاف!!
· "فلسطين ليست خرابة" ولديها اقتصاد يزداد متانة يوما بعد يوم
الحقيقة الدولية ـ عمان ـ خاص
خرج عدد من رؤساء التحرير والصحافيين وسياسيون وكتّاب أردنيون لبوا دعوة الرئيس الفلسطيني محمود عباس لحضور لقاء مفتوح في بيت السفير الفلسطيني في عمان مساء الأحد الماضي.. خرجوا بتصور شمولي قائم على أن "الإرباك" و "الضبابية" سمتان رئيسيتان للواقع الفلسطيني حينما طالب الرئيس الفلسطيني الحضور بـ "البحث عن حل" له!! فيما فاجأ "أبو مازن" الحضور بكشفه أن القمة العربية الأخيرة درست خيار شن حرب على الكيان الصهيوني إلا أنه إستدرك قائلا: "رفضت أن أكون لوحدي بل على الجميع المشاركة فيها".
"أبو مازن" حاول جاهدا أن يضع في ذهن الجميع انطباعا جديدا يتوافق والمرحلة الحرجة التي تمر بها القضية الفلسطينية، إلا أنه ألقى بالمزيد من الضبابية على ذلك الواقع، رغم تأكيده المستمر خلال اللقاء على ضرورة التعاطي بـ "واقعية" مع ما تمر به القضية الفلسطينية، وتأكيده بأسلوب كوميدي واستنكاري على أنه "حليف للأمريكان".
الصورة الأقرب التي حاول الرئيس الفلسطيني رسمها هي المتعلقة بحقيقة فلسطين عندما أكد أن "فلسطين ليست خرابة"، مشيرا إلى أن لديها "اقتصادا يزداد متانة يوما بعد يوم، وتزداد أعداد المشاريع المنفذة في الضفة الغربية وأنها تمتلك ثروات سياحية وأخرى دينية".
وضمن رؤيته "الواقعية" جدد الرئيس الفلسطيني رفضه للدولة ذات الحدود المؤقتة، ومفهوم "الدولة الواحدة" وقال ردا على تساؤلات "الحقيقة الدولية": "نحن مع حل الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية على حدود الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية التي لن نتنازل عنها تحت اي ظرف من الظروف"، إلا أنه لم يجب على دوافع رفضه لحل الدولة الواحدة إلا بحكم أننا يجب أن نكون "واقعيين"، مع إعترافه بأن الكيان الصهيوني لن يقبل بحل الدولة الواحدة إطلاقا.
وأنغمس أبو مازن في واقعيته "التفاوضية" عندما قال: "لسنا مع المقاومة العسكرية"، وزاد بتوجيه تحذير شديد اللهجة لحركة المقاومة الإسلامية حماس من نقل المقاومة من غزة إلى الضفة الغربية، حيث قال: "لن نسمح بذلك لاننا لا نستطيع مواجهة اسرائيل عسكريا" مؤكدا رفضه أن يدمر البنية التحتية للضفة الغربية كما حصل في غزة.
عباس أكد في اللقاء الذي دعيت إليه "الحقيقة الدولية"، أن المفاوضات غير المباشرة التي تجرى بين الفلسطينيين والصهاينة عبر الوسيط الأمريكي، لا تزال تراوح مكانها، من دون أية نتائج إيجابية، مؤكدا "اننا قدمنا رؤية متكاملة لكل قضايا الوضع النهائي". مضيفا أنه "لم يأتِ جواب من نتنياهو حتى الان ونحن ننتظر حتى شهر ايلول موعد انتهاء فترة الأشهر الاربعة لهذه المفاوضات".
واستعرض الرئيس الفلسطيني نتائج لقائه مع اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة، وقال: "لقد استطعنا اقتحام هذا السد المنيع الذي كان مغلقا في وجهنا منذ عقود طويلة، واوضحنا قضيتنا وموقفنا من السلام والمفاوضات، وكان اللقاء ناجحا وتفهم قادة اللوبي ما كانوا يجهلونه سابقا واقروا بوجود شريك فلسطيني للسلام وتساءلوا عن الشريك الصهيوني، وطلبوا عقد لقاءات مماثلة في نيويورك ورام الله".
واضاف أبو مازن: "لقد عملت ثورة في المجتمع الأمريكي بلقائي باللوبي الصهيوني" مبينا أنه أجاب عن 27 سؤالا "من دون أية خسائر" مشيرا إلى أن اللقاء حضره 53 شخصا منهم 35 شخصا من منظمة "إيباك" الصهيونية في الولايات المتحدة الأمريكية.
واعرب الرئيس الفلسطيني عن تقديره للدور الهاشمي التاريخي في خدمة المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس لبنائها والحفاظ عليها وتقديم كل ما يلزم لها.
وأشار إلى أن جلالة الملك عبد الله الثاني يحرص على مساعدة ومساندة الشعب الفلسطيني في مختلف المحافل الدولية وعلى الصعد كافة لنيل حقوقه المشروعة.
وقال أبو مازن: إن الاردن للاردنيين وفلسطين للفلسطينيين ولن نقبل بما يسمى الوطن البديل. مضيفا ان ما يسمى الوطن البديل هو كلام يثار في كيان العدو الصهيوني كل فترة وهذا كلام لن نقبل به ونحن سنبقى في وطننا.
وأكد الرئيس الفلسطيني ان الاردن لأهله ونسأل الله ان يديم على الاردن نعمة الامن والاستقرار. وقال ان العلاقة الاردنية الفلسطينية هي علاقة متميزة ولا تشوبها شائبة، مشيدا بالجهود التي يبذلها جلالة الملك في دعم الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، "وأنه لم يطلب من جلالة الملك في حياته طلبا إلا وكان الملك سباقا لتلبيته قبل طلبه".
وحول موضوع اللاجئين الفلسطينيين قال أبو مازن: ان جميع الدول العربية المضيفة للاجئين سيكون لها رأي وموقف ومصلحة عندما تطرح هذه القضية للبحث بشكل جدي وفعلي، وان مبادرة السلام العربية نصت على حل عادل لهذه القضية وفقا للقرار 194.
واضاف "هناك ستة ملايين لاجئ فلسطيني في عدد من الدول ولا اتوقع عودتهم جميعا الا انه لا بد من الاتفاق على حلول تضمن عودة عدد منهم" إلا أنه لم يحدده، متجنبا الخوض في نسب بعينها، مشيرا إلى أن هذا الموضوع يجب ان يكون للدول المستضيفة للاجئين الفلسطينيين رأي وموقف منها كونها لها مصلحة مباشرة في ذلك، ولا يمكن له أن يتخذ موقفا فرديا.
وتحدث عباس عن المصالحة الفلسطينية وقال اننا لم ولن ندخر جهدا من اجل تحقيق المصالحة.
وفيما يتعلق بزيارته لقطاع غزة قال: "لم اقل أبدا إنني سأزور غزة لكنها أمنية لي ولا احتاج لإذن من احد لزيارتها وسيأتي الوقت المناسب لذلك" وقال: لا احد في فلسطين يستطيع الغاء الآخر.
ودعا ابومازن، العرب للتواصل مع فلسطين وزيارة الاراضي الفلسطينية وان هذا ليس تطبيعا وانما دعم للشعب الفلسطيني، كما دعا الدول العربية والقمة العربية إلى الايفاء بالتزاماتها المالية التي خصصتها للقدس (500 مليون دولار) لتعزيز صمود اهلها ومواجهة مخططات التهويد الصهيونية.
وكشف أن القمة العربية ناقشت محاربة العدو الصهيوني، فقلت لهم "أنا موافق على المضي في هذا الأمر ولكن يجب عليكم جميعا أن تكونوا معي ولن أقبل أن تتأخر أي دولة".
وقال إنه لا يتردد في قول كلمة "لا" لاي دولة في العالم عندما يتعلق الامر بمصالح الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، مشيرا الى ان السياسة الامريكية تقوم حاليا على حل الدولتين الذي يعتبر مصلحة امريكية استراتيجية في المنطقة.
واكد عباس عدم وجود نية لديه لترشيح نفسه لانتخابات الرئاسة الفلسطينية، معتبرا أن التخلي عن موقعه الآن سوف يترك فراغا سياسيا في فلسطين، واصفا السلطة الوطنية الفلسطينية بأنها "مصيبة" مباركة على من يفوز برئاستها ومجلسها التشريعي.
وحول قرار كيان العدو الصهيوني بإبعاد اربعة نواب مقدسيين بصورة نهائية من مدينة القدس، قال عباس: إنها قضية في منتهى الخطورة وهي فعلا بداية للترانسفير من القدس، وهناك قائمة بعدها تشمل 300 شخص، مشيرا الى انه يتابع الموضوع مع كل الجهات وسيتم العمل على حله بالسرعة القصوى خصوصا وان النواب الاربعة هم من حماس وتركوا له حل الامر.
المصدر : الحقيقة الدولية ـ عمان ـ خاص 6-7-2010
المفضلات