الدكتور سمير محمود قديح يكتب عن الأردن وأكذوبة الوطن البديل
المستشفى الاردني في غزه

الحقيقة الدولية – عمان
كتب الباحث في الشؤون الأمنية والإستراتيجية د . سمير محمود قديح مقالا في الزميلة "دنيا الوطن" الفلسطينية بعنوان " الأردن وأكذوبة الوطن البديل" تحدث فيه عن المحاولات الصهيونية لإحداث البلبلة لدى ضعاف النفوس عبر الترويج لما يسمى "الوطن البديل" كما تحدث د. قديح في مقاله عن دور المستشفى الميداني الأردني في قطاع غزة، وفيما يلي نص مقال الدكتور قديح:
بعد الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة وبتوجيهات مباشرة من الملك عبد الله الثاني أرسلت الحكومة الأردنية المستشفى الميداني العسكري الأردني إلى غزة إسهاماً من الأردن في رفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة .
ويعتبر العلاج قضية صعبة ومعاناة حقيقية لأبناء قطاع غزة الذين يضطرون للسفر إلى الخارج بتحويلات طبية حكومية فلسطينية من وزارة الصحة ولكن نفقات السفر والإقامة باهظة ومكلفة وبالتالي نجد أن أبناء قطاع غزة يواجهون ابسط الحقوق وهي العلاج بصعوبة بالغة ، إضافة لتعقيدات السفر والتي يفرضها الاحتلال الإسرائيلي من إجراءات معقدة تستغرق من المريض شهوراً في رحلة استكمال إجراءات السفر .
وجاءت المبادرة الإنسانية الكريمة من الملك عبد الله الثاني بإرسال المستشفى الميداني العسكري الأردني إلى غزة لتخفيف المعاناة عن الشعب الفلسطيني بدون أي ضجيج إعلامي والغاية الوحيدة للأردن هي رفع المعاناة عن الفلسطينيين بإطار السياسة الأردنية الثابتة في دعم الشعب الفلسطيني منذ النكبة في عام 1948 وحتى الآن . وما فعله الأردن من دعم للشعب الفلسطيني لا ينكره إلا جاحد .
الأرقام تتحدث عن حقيقة الدعم الأردني في المجال الطبي لقطاع غزة فيقول الدكتور حسين عضيبات مدير المستشفى الميداني العسكري الأردني واستشاري الأمراض الجلدية في تصريح صحفي أن المستشفى استقبل منذ إقامته بتوجيهات من الملك عبد الله الثاني 271 ألف حالة في مختلف الاختصاصات العيون والأعصاب والجلدية والباطنة والجراحة والنسائية حيث يتم التعامل مع هذه الحالات سواء بالكشف الطبي أو التشخيصي وإجراء الفحوصات المخبرية والأشعة وتقديم العلاج والاستشارة الطبية أو بالتدخل الجراحي في بعض الأحيان .
ولفت إلى أن عدد العمليات الكبرى والصغرى تجاوز 7300 عملية ، كما تجاوز عدد الفحوصات المخبرية والاشاعية 131 ألف فحص .
هذا الانجاز الأردني الكبير يستحق الثناء والتقدير للأردن ملكً وحكومةً وشعباً . ولا نرى تفسيراً لهذا الدعم الأردني سوى انه يأتي في إطار العلاقات التاريخية بين الشعبين الأردني والفلسطيني وسياسة ثابتة للملك عبد الله الثاني سليل الدوحة الهاشمية .
الواقع يتحدث والأرقام تتحدث كما أن قوافل الخير الأردنية التي تصل لقطاع غزة تباعا منذ بدء الحصار الإسرائيلي والتي تنظمها الهيئة الخيرية الأردنية والتي تزود أبناء قطاع غزة باحتياجاتهم الإنسانية من موارد غذائية وتموينية .
هذا الواقع أقوى من بعض الفرقعات الإعلامية التي تحاول النيل من العلاقة الأردنية الفلسطينية ، فالأردن للأردنيين وفلسطين للفلسطينيين ولا تستطيع مزاعم الوطن البديل أو مزاعم تتحدث عن دور أردني النيل من هذه العلاقة ، فالعلاقة بين الشعبين أقوى من الدسائس الإعلامية الإسرائيلية . فالملك عبد الله الثاني أقوى المدافعين عن حقوق الشعب الفلسطيني وحقه في الاستقلال والحرية وإقامة الدولة الفلسطينية ، بل أن الملك عبد الله الثاني وضع على جدول مباحثاته دائما مع قادة العالم إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس كأولى الأولويات وهذا الموقف الأردني كان وما زال كالصخرة صامداً داعماً للموقف السياسي الفلسطيني وداعماً للمفاوض الفلسطيني .
ونلاحظ في الآونة الأخيرة أن الإعلام الإسرائيلي يحاول النيل من العلاقة الأردنية الفلسطينية واهماً بان أخبار مسمومة قد تحدث شرخاً في العلاقة التاريخية بين الشعبين وكعادة إسرائيل التي تخطئ في حساباتها وفي قراءة الموقف الصحيح تبقى العلاقة الأردنية الفلسطينية فوق الدسائس الإسرائيلية وهذه العلاقة راسخة في وجدان كل أردني فلسطيني.
إن فزاعة الوطن البديل التي يتحدث عنها الإعلام الإسرائيلي هي أكذوبة فإسرائيل اعجز من أن تنفذ هذا المخطط . والدليل القاطع على ذلك أن إسرائيل لم تستطع تنفيذ قرار إبعاد الغزيين من الضفة الغربية لقطاع غزة وإسرائيل بجيشها الذي يزعم انه لا يقهر خرج مقهوراً مدحوراً من قطاع غزة ، فكيف بتهجير شعب إلى دولة أخرى مثل الأردن الذي لقن الجيش الإسرائيلي درساً لا ينساه في حرب الكرامة عام 1968 مع المقاومة الفلسطينية .
والطائرة العربية الوحيدة التي قصفت إسرائيل في العمق عام 1967 في حيفا وتل أبيب كانت طائرة مقاتلة أردنية يقودها الشهيد فراس العجلوني ولم تستطع الطائرات الإسرائيلية النيل منه وطاردت طائراته في قاعدة المفرق الجوية وهي ارض المطار وسمي أهم ميادين العاصمة عمان باسم الشهيد فراس العجلوني " دوار فراس " .
ومن هنا نقول أن الفزعة الإسرائيلية مجرد وهم حتى أن الملك عبد الله الثاني قال العام الماضي أن قصة الوطن البديل أكذوبة الغرض منها إحداث البلبلة لدى ضعاف النفوس .
المصدر : الحقيقة الدولية – عمان 6.7.2010
المفضلات