عربي ودولي
واشنطن تعرض على السلطة مفاوضات مباشرة مقابل تمديد تجميد الاستيطان
عواصم - كامل ابراهيم - وكالات - طلبت الإدارة الأميركية من السلطة الفلسطينية الدخول في مفاوضات مباشرة مع إسرائيل في مقابل ضمان استمرار التجميد الجزئي للاستيطان في الضفة الغربية.
وقال مسؤول فلسطيني في رام الله لصحيفة «الحياة» اللندنية في عددها الصادر امس إن الإدارة الأميركية أبلغت الجانب الفلسطيني بأن مهمة مبعوثها الخاص لعملية السلام جورج ميتشل في المفاوضات غير المباشرة اصطدمت بعقبة تحول دون التقدم إلى الأمام، وهي إصرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على عدم بحث تفاصيل ملف الحدود سوى في مفاوضات مباشرة مع الفلسطينيين.
وأوضح المسؤول أن الإدارة الأميركية أبلغت الجانب الفلسطيني أن استمرار المفاوضات غير المباشرة يعني إهدار الوقت في مزيد من الجولات التي سيقوم بها ميتشل من دون تحقيق أي تقدم، وعرضت في المقابل على الفلسطينيين مواصلة التجميد الجزئي للنشاط الاستيطاني في الضفة من دون القدس.
وقد توجه نتنياهو الى واشنطن امس للقاء الرئيس الاميركي باراك اوباما في البيت الابيض اليوم.
وحسب مصادر اسرائيلية فان نتنياهو ينوي «تكريس جل محادثاته مع اوباما للمسالة النووية الايرانية، وللضمانات الاميركية التي ستحافظ على التفاهمات الاستراتيجية مع اسرائيل في هذه المسالة».
وفي محاولة قيل انها تهدف الى تليين موقف الادارة الاميركية تمهيدا لوصول نتنياهو الى واشنطن يستعد مكتب نتنياهو للاعلان عن سلسلة تسهيلات اخرى على الطوق المفروض على قطاع غزة.
وبموجب القائمة الجديدة سيسمح بادخال جميع المواد الغذائية والعتاد ما عدا مواد بناء واسمدة ومعادن مختلفة وسيارات رباعية الدفع.
بدوره صرح تيسير خالد ، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ، عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين أن الفلسطينيين لا يعلقون آمالا كبيرة على اللقاء المرتقب بين أوباما و نتنياهو.
وأضاف في بيان صادر عنه امس أن تقاطع المواقف بين الادارة الأميركية وحكومة اسرائيل بشأن العودة الى المفاوضات المباشرة قبل احراز أي تقدم في ما يسمى بمفاوضات التقريب ، يعني العودة من جديد الى مفاوضات عديمة الجدوى وعبثية جربها الجانب الفلسطيني على امتداد اكثر من خمسة عشر عاما.
من جهتها طلبت فلسطين عقد اجتماع عاجل لوزراء خارجية الدول الاعضاء بلجنة متابعة متابعة مبادرة السلام العربية لاطلاع اللجنة على التطورات المتعلقة بالمفاوضات غير المباشرة بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي والممارسات الاسرائيلية في الاراضي المحتلة.
جاء ذلك على لسان كبير المفاوضين الفلسطينيين الدكتور صائب عريقات خلال اجتماعه في مقر الجامعة العربية امس مع الامين العام للجامعة عمرو موسى.
وقال عريقات للصحفيين عقب اللقاء انه تقدم بطلبه هذا بأسم الرئيس الفلسطيني محمود عباس واصفا الظروف التي تعيشها المفاوضات غير المباشرة بانها لا تسمح ابدا للانطلاق الى مفاوضات مباشرة بسبب استمرار عمليات الاستيطان الاسرائيلي والابعاد والحصار وتهرب اسرائيل من متطلبات السلام واستحقاقاته.
وقال عريقات ان الجانب الفلسطيني لم يتسلم اجابات اسرائيلية على اسئلة حملها للوسيط الاميركي حول قضايا الامن والحدود ومسائل الوضع النهائي التي تشمل سبع قضايا هي الامن والحدود والمستوطنات والمياه والاسرى وتعويض الشعب الفلسطيني عما لحقه ممن اضرار الاحتلال والقدس.
ونفى عريقات وجود اي تقدم في المفاوضات غير المباشرة وقال انه شعر بالدهشة لتصريحات الوسطاء الاميركيين حول حدوث مثل هذا التقدم مؤكدا ان الانتقال الى المفاوضات المباشرة يستلزم وقف الاستيطان الاسرائيلي وتحقيق تقدم في ملفي الامن والحدود وهو الامر الذي لم يتحقق كما ننا لم نتلق من الجانب الاميريكي اية ردود اسرائيلية حول هذه القضايا.
من جهته قال عمرو موسى ان الجامعة تجري اتصالاتها لتحديد موعد لعقد اجتماع لجنة متابعة المبادرة وانه يرى عدم وجود اي تقدم في المفاوضات غير المباشرة الامر الذي يعني انه لا جدوى من الانتقال الى المفاوضات المباشرة في ظل هذه الظروف حيث يستمر الاستيطان الاسرائيلي في القدس والضفة مثلما يستمرالحصار على غزة.
وقال ان لجنة متابعة مبادرة السلام عندما اعطت موافقتها للبدء في المفاوضات غيرالمباشرة اشترطت عدم الدخول في مفاوضات مباشرة الا في حالة وجود تقدم ملموس في المفاوضات غير المباشرة.
واضاف ان وزراء الخارجية العرب سيجرون في ايلول المقبل تقييما للوضع وانه اذا استمر الوضع على ماهو عليه حتى ذلك التاريخ فان المفاوضات المباشرة تصبح عبارة عن ضجيج في حلقة مفرغة.
رد مع اقتباس
المفضلات