شاب يرقد بالعناية المركزة منذ عشر سنوات

عمون - امل غباين - لم يدرك محمد المحاميد الشاب العشريني أن دخوله لأحدى كبريات المستشفيات الحكومية جراء حادث سير مؤسف سيمتد لعقد كامل من الزمن قضاها على ذات السرير في غرفة العناية الحثيثة .
ففي الوقت الذي يقضي الاطفال أوقاتهم باللهو مع اقرانهم أمضى محمد سنوات طويلة من طفولته في غرفة كان ضيوفها لسنوات مئات المرضى الذين كانوا ابطالا لقصص عديدة لا تشابه احداها قصة محمد .
"عمون" التي بادرت بعيادة محمد في مقر اقامته الدائم وحينها عاد بذاكرته الى تاريخ الحادث الذي تعرض له في عام 2000 حيث كان يبلغ من العمر 12 عاما مشيرا انه أصيب جراء ذلك الحادث اصابة حادة في النخاع الشوكي ما تسبب له بشلل نصفي إضافة الى إصابة حاده بالجهاز التنفسي تطلبت إستعانة حتمية بجهاز تنفس خاص ما استدعى مكوثه في العناية المركزة طوال هذه المدة.
ولا ينسى محمد المثقل بالهموم والقصص الحية ما قدمه له جلالة الملك حيث تكفل الديوان الملكي العامر بعلاجه لمدة ثماني سنوات قبل ان يتم علاجه على حساب وزارة الصحة.
ذوو محمد حاولوا مرارا الحصول على جهاز تنفس خاص كلفته لا تزيد عن ستة الاف دينار كي يستطيع متابعة علاجه بمنزله الذي لم تطأه قدماه منذ الحادث المؤسف الا أن محاولاتهم باءت بالفشل بعد أن قامت وزارة الصحة في شهر اذار مارس من العام الحالي باستيراد جهاز تنفس بمبلغ تجاوز ثمنه الاربعة الاف دينار اتضح بعد معاينته انه غير مطابق للمواصفات والشروط وتم حفظه بمستودع المستشفى .
ويندب محمد حظه العاثر فيقول أن السنوات العشر التي قضاها بالمستشفى والحالات المرضية التي يراها كل يوم في العناية المركزة تركت في نفسه أثرا اكبر مما تركه الحادث .
محمد الذي يتابع بالم وحسرة حالته يناشد جميع اصحاب الضمائر الحية مساعدته لشراء جهاز تنفس خاص به كي يتمكن من العودة لمنزله والمكوث بين اهله وأقرانه بعد ان أمضى عشر سنوات داخل غرفة العناية المركزة بسبب عدم تمكن اهله من الحصول على ثمن الجهاز الذي لا يتجاوز ستة الاف دينار .
أحد الاطباء في ذات المستشفى قال ل عمون أن تكلفة مكوث محمد في العناية المركزة خلال العشر سنوات الماضية تجاوزت المليون دينار كان يمكن تلافيها في حال حصوله على جهاز تنفس خاص في بيته من بداية وقوع الحادث الا ان الامال تبخرت تماما في هذا الاتجاه ويبقى محمد ينتظر الفرج من الله .
المفضلات