كافتيريا العبور ملجأ للعالقين على الطريق الى غزة
[IMG]http://************/plugins/content/fboxbot/thumbs/rafa7resturant_260x216_43956241f66e73bf7 b504ce36fa33370.jpg[/IMG]
عرب نيوز - خالف الاسم الذي تحمله كافتيريا (العبور) المقامة على الجانب المصري من معبر رفح الحدودي مع قطاع غزة المثل القائل ان لكل شيء من اسمه نصيب.
فزبائن الكافتيريا هم فقط العالقون على المعبر والذين لم يسمح لهم بالمرور الى قطاع غزة كما حصل مع الوفد النقابي الاردني وكما يحصل يوميا مع الكثير من الاسر الغزية العائدة للقطاع.
ففي حين يمر الغزيون جيئة وذهابا على ايقاع سريع وكأن القادم للقطاع يخاف ان يكون من يقف امامه اخر العابرين يخرج المغادرون بنفس السرعة وكأنهم يخشون من صوت يعيدهم في اخر لحظة الى الوراء، اما الفئة الثالثة فهي التي يطالها المنع وتلجأ الى الكافتيريا في انتظار الفرج.
ويتوزع العالقون على مقاعد الكافتيريا المملوكة لمسعود جبريل(ابواحمد بيرو) وانظارهم تتجه نحو بوابة العبور كما حصل مع 15 نقابيا اردنيا انتظروا منذ صباح السبت السادس والعشرين من حزيران الماضي الى ظهر الثلاثاء التاسع والعشرين من الشهر ذاته بانتظار الاذن بالدخول للتضامن مع سكان القطاع المحاصرين منذ سنوات.
وعلى مدى ساعات النهار تقف الكافتيريا وشجرة (الفيكوس) التي يستظل بها العالقون شاهدا على رحلة العذاب لاسر غزية تقف شاخصة نحو المعبر مع ساعات الصباح الاولى وحتى الاغلاق مساء ليبدأ العالقون وهم في الاصل من سكان القطاع رحلة البحث عن مكان يؤويهم حتى الصباح التالي، خاصة وان مدينة العريش التي يعود اليها من يملك المال من العالقين تبعد عن المعبر حوالي 40 كيلومترا ما يضطر الاقل حظا خصوصا النساء الى المبيت مع اطفالهن في غرفة اقيمت على سطح الكافتيريا وخصصت للصلاة.
ومع مرور الوقت يتآلف العالقون، فتستمع الى قصص لا تنتهي لاسر غزية تحمل وثائق عربية وجوازات سفر فلسطينية ولكن لا يحمل بعض افرادها هوية تثبت الاقامة في غزة وهو ما تقول السلطات المصرية انه سببا للمنع.
فاحيانا تفتح البوابة لرب اسرة يحمل الهوية وتغلق امام ابنائه الصغار الذين ولدوا خارج القطاع، وفي حالات اخرى يحصل العكس عندما تكون الام غير غزية والاطفال يحملون الهوية التي اكتسبوها من تابعية ابيهم.
ونظرا لصعوبة الاوضاع على المعبر المحروم من اي خدمات يصبح الانتظار اقوى من ان يحتمل خصوصا للاطفال ما يضطر ذويهم للعودة بهم الى القاهرة لمراجعة (لجنة التنسيق) في ميدان التحرير في مسعى للحصول على اذن دخول استثنائي او اللجوء الى طرق اخرى للعبور ومنها الانفاق كما حصل مع اب غزي دخل المعبر مع احد ابنائه تاركا الزوجة وباقي الاطفال مجيبا على تعجبي لهذه المفارقة "بانهم سيصلون عبر الانفاق".
وتعد الانفاق حاليا خيارا صعبا وملاذا اخيرا لخطورتها الامنية وتكلفتها العالية والتي يقول الحمالون على المعبر انها قد تصل الى حوالي الفي دولار للشخص الواحد.
وتشكل كافتيريا (العبور) المقامة منذ سنوات والتي تقتصر قائمة خدماتها على الشاي والقهوة والعصائر والكعك المتنفس الوحيد للعالقين الذين حاول بعضهم تخفيف وطأة الانتظار على مقاعدها كما حصل مع الوفد الاردني الذي زود الكافتيريا بمضخة لرفع الماء الى خزان على السطح يستفاد منه للنظافة بعد ان كان الماء ينتشل بدلو مثقوب عند الحاجة اليه.
والكافتيريا التي لا تتجاوز مساحتها عشرين مترا عبارة عن عدة رفوف وزعت عليها علب الكعك والبسكويت فيما يشغل المجلى وادوات تحضير الشاي باقي مساحة المكان الذي يقدم خدماته على طاولات بلاستيكية وكراس تتناثر في المكان وتحت شجرة (الفيكوس-الكاوتشوكا).
ويقول ( ابواحمد بيرو) ان بعض المارين بالمعبر يدركون الاثر الكبير للكافتيريا في حياة العالقين فيعملون على التخفيف عنهم باضافة بعض الاعمال للمبنى.
واضاف "ان محسنا غزيا تبرع ببناء وتجهيز المسجد الذي تبيت فيه اسر تقطعت بها السبل في انتظار الفرج".
وكغيره من المصريين الذين يعيلهم المعبر يعبر ابو احمد عن اهتمامه بالاوضاع الصعبة لسكان القطاع ويقول ان مأساتهم تتكرر كل يوم وان شجرة (الفيكوس) التي تظلل مدخل الكافتيريا ستبقى شاهدا على الكثير من الروايات والدموع ومآسي عائلات غزية تعاني من الاحتلال والحصار.
وتعبيرا عن تضامنه مع الوفد النقابي الاردني اطلق (بيرو) العنان لمحطة اذاعية تبث اغاني شعبية اردنية.
ويقترب خلال النهار من الوفد عدة مرات عارضا فلسفته ومفادها انه يعمل وباجتهاد لكسب قوت (العيال) وتربية ابناء صالحين.
وردا على سؤال عن اشد الحالات ايلاما التي يشهدها المعبر قال ابواحمد لـ (بترا) انها عندما يضطر ذوو متوفى غزي عائدين بجثته الى الديار الانتظار مع الجثة لايام على المعبر ومن ثم يعودون بالميت الى القاهرة لاستكمال اجراءات التنسيق.
وعلى مدى الايام الاربعة التي قضاها الوفد الاردني على المعبر، تشارك اعضاء الوفد مع الغزيين العالقين المأساة والمعاناة حيث كان الوفد يبدأ يومه بالتواصل مع المسؤولين المصريين والاردنيين ومواصلة مظاهر الاحتجاج برفع الاعلام الاردنية واليافطات وشعارات التنديد بالحصار ومن ثم اللجوء الى شجرة (الفيكوس) عندما يشتد الحر والتعب، وينتهي اليوم بالعودة مساء الى مدينة العريش لمواصلة رحلة البحث عن مكان للمبيت على امل ان يحدث مستجد يفتح لهم المعبر في اليوم التالي.
وضم الوفد الذي ترأسه الدكتور احمد العرموطي كلا من امين عام مجمع النقابات المهنية زياد خليفة ونائب نقيب المحامين سمير خرفان ونقيب المهندسين الزراعيين عبدالهادي الفلاحات ونقيب الممرضين خالد ابوعزيزة ونقيب اطباء الاسنان بركات الجعبري ونائب نقيب المهندسين ماجد الطباع ونائب نقيب المقاولين عباد سبيتان ونائب نقيب الاطباء البيطريين وليد العجلوني ونائب رئيس جمعية مدققي الحسابات عمران التلاوي والمهندس مجدي الصمادي والمهندس سمير الخطيب وثلاثة صحافيين.
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عاشقة الفردوس
المفضلات