السؤال هو ما الحكمة من ذكر حرف التاء في الاية الاولى
وحذف الحرف في الاية الثانية
الأصل في اسطاع استطاع، وحذفت التاء للتخفيف، وفتحت همزة الوصل وقطعت. وهو قول الفراء.
وفي اسطاع لغات.. اسطاع يسطيع بفتح الهمزة في الماضي وضم حرف المضارعة، فهو من أطاع يطيع، وأصله يطوع بقلب الفتحة من الواو إلى الطاء في أطوع إعلالا له حملا على الماضي فصار أطاع ثم دخلت السين كالعوض من عين الفعل وهذا مذهب سيبويه.. واللغة الثانية استطاع يستطيع بكسر الهمزة في الماضي ووصلها وفتح حرف المضارعة وهو استفعل نحو استقام واستعان.. نقلا عن إعراب القرآن للدرويش..
قال ابن كثير رحمه الله:
( ذلك تأويل مالم تستطع عليه صبرا) أي هذا تفسير ما ضقت به ذرعا، ولم تصبر حتى أخبرك به ابتداء، ولما أن فسره له وبينه ووضحه وأزال المشكل قال ( تسطع ) وقبل ذلك كان الإشكال قويا ثقيلا، فقال ( سأنبئك بتأويل مالم تستطع عليه صبرا ) فقابل الأثقل بالأثقل والأخف بالأخف، كما قال تعالى: ( فما اسطاعوا أن يظهروه ) وهو الصعود إلى أعلاه ( وما استطاعوا له نقبا ) وهو أشق من ذلك ، فقابل كلا بما يناسبه لفظا ومعنى، والله أعلم... التفسيرج3
أما عدم الحذف في قوله تعالى (قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِع عَّلَيْهِ صَبْراً {78}) وحذف التاء في الآية (ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْراً {82}) لأن المقام في الآية الأولى مقام شرح وإيضاح وتبيين فلم يحذف من الفعل أما في الآية الثانية فهي في مقام مفارقة ولم يتكلم بعدها الخضر بكلمة وفارق موسى عليه السلام فاقتضى الحذف من الفعل
المفضلات