عالم النبات الأردني منصور البنا: تمكنت من اكتشاف نوع جديد من العنب وسجلته عالميا كانجاز أردني وعربي

منصور البنا
الحقيقة الدولية - عمان
أكد مستكشف ومستولد النبات، العالم الأردني ؤأن الاتحاد العالمي للأصناف النباتية في سويسرا يطلق على "مستكشفي النبات" أو "مستولديه" لقب "علماء نبات" مبينا أن الوظيفة الرئيسية لمن يطلق عليهم هذا اللقب هو إنتاج أصناف نباتية جديدة تسجل في الإتحاد العالمي للأصناف النباتية الجديدة ويتم تداولها عالميا.
وقال البنا خلال مشاركته في برنامج "ابن البلد" الذي يبث على أثير إذاعة "الحقيقة الدولية": إن علماء النبات أو مستولدي النبات يعملون على محورين محور علمي ومحور اكتشافي من خلال الطبيعة أو ما يسمى الطفرة والتي نسبتها العالمية نجاح حالة واحدة من كل مليون حالة، وهي حالة تحتاج الكثير من البحث والمتابعة قد تمتد إلى 20 عاما من العمل حتى يتأكد عالم النبات من صواب الطفرة أو عدم صوابها، ثم العمل 6 سنوات في مراكز البحوث لتأكيد صوابية اكتشافه وفقا للأصول العلمية، فأنا عملت ست سنوات لتأكيد ما اكتشفته عام 2000 وهو صنف أعناب جديد متجانس وثابت ومتميز، وهذه المواصفات التي نريدها، حيث أمضيت 20 عاما ابحث لوحدي و6 سنوات في المركز الوطني لبحوث الزراعة حتى اقنع العلماء أن هذا الصنف متميز عن غيره من أصناف العنب، حيث لاحظت عام 1980 أن هذا العنب يعطي قوة وصحة وحيوية والنبتة تعطي كميات كبيرة من العنب تفوق الكميات التي تنتجها نباتات العنب العادية.
وأشار البنا إلى أنه في عام 1992 تقاعد من سلطة المصادر الطبيعة "وبدأت أذهب لجامعة العلوم والتكنولوجيا وأقرأ مراجع الكتب الزراعية وأحضر محاضرات في الجامعة حتى تمكنت من مناقشة المهندسين الزراعيين بطرق علمية حديثة، وبعد أن تمكنت من هذه المعلومات كاملة ذهبت للمركز الوطني للبحوث الزراعية التابع لوزارة الزراعة وقدمت أوراقا لهم باني املك شجرة وهي طفرة ولكن أريد أن اعمل أبحاثا ودراسات من خلالكم حولها حتى يتم تسجيل المعلومات سنويا في المركز، وقد أثبتت الدراسات والنتائج التي حصلنا عليها أن نبتة العنب التي عندي كانت تحمل سنويا ما بين 500 إلى 700 قطف عنب بوزن 560 غراما للقطف الواحد.
وتابع، وفي عام 2002 أجرينا بحثا في منطقة الأغوار حتى نرى مدى قدرة الشجرة على التجانس في مواقع مختلفة وبيئات مختلفة وكانت النتيجة مفاجئة لكل العاملين في البحوث الزراعية والعاملين في المركز الوطني، وخلال 3 سنوات زرعنا مساحة 800 متر مربع حتى نرى الكمية التي تعطيها هذه النباتات وحجم القطوف وعددها. كما زرعنا هذه النبتة في عدة مناطق من الأردن، زرعنا في بيادر وادي السير وشفا بدران والأغوار والسلط وأبو نصير، لمعاينة وتسجيل كميات القطوف التي نحصل عليها ونقارن بين بعضها البعض. وتم تسجيل جميع النتائج في كتب رسمية وتقارير من خلال لجان تابعة لوزارة الزراعة.
وبين أنه كان في وزارة الزراعة مكتب خاص لتصنيف الأصناف الجديدة وتم تصنيف نبتة العنب كمصنف نباتي جديد، وأخذ رقم واحد في التسجيل في 1/1/2005، بعدها تمت مخاطبة الاتحاد العالمي للأصناف الجديدة وكانت نبتة العنب أول مصنف أردني وعربي في الاتحاد العالمي والذي تشارك فيه 64 دولة تملك 54 ألف صنف نباتي في حين أن الوطن العربي لم يملك غير النبتة التي أنتجتها وتم ضم منصور البنا للاتحاد كعالم نبات.
وقال إن موسم العنب لهذا العام جيد بالنسبة للمواسم السابقة ولكن الموضوع يعتمد على من يقلم العنب، وهذا علم بحد ذاته، ولكن للأسف لا يوجد من يتقن هذا الفن، والخبير يعرف نوعية العنب من مسافة 50 مترا، ويقرأ جيناتها ويتعامل معها وتكون هناك لغة مشتركة بينه وبين الشجر.
وأشار إلى أن الجميع يستخدم مقص متسخا في قطف العنب، وهذا أمر غير مقبول أبدا، فعلينا أن نعطي لهذه الشجرة حقها، فالتقليم هو بمثابة إجراء عملية لهذه الشجرة، ومن الضروري جدا أن نعرف قوة النبتة أو دالية العنب وأن لا نجور عليها ولابد أن نعطيها حقها من التقليم ومن خلال تجربتي الممتدة لأكثر من 30 عاما فإن كل شجرة لابد أن تتعامل معها لوحدها وبأدوات نظيفة معقمة، ونجد أناسا يزرعون شجرة ويقولون إنها من 5 سنوات لم تتحرك من محلها فهو لا يفكر في أن التربة فيها غذاء وتكون ناقصة بوتاس أو فسفور، ولابد أن يكون المقدار معروفا وكذلك التقليم يجب أن يكون بحرفية ودراية فقص 2 أو 3 عقد خطأ كبير، فلابد من معرفة الشجرة من حيث القوة والضعف حتى نعرف كيف نقلمها.
وتابع: كثيرا ما أمر على حدائق وكروم العنب وأجد المزارعين يخطئون في تقليم العنب، كما يجهل المزارع آليات التحكم بكمية العنب عن طريق التقليم.
وحول فوائد العنب، يقول البنا: فوائد العنب كثيرة، فهو يعطي نفس المواد المعدنية الموجودة في جسم الإنسان، ولتر من العنب يساوي لترا من حليب الأم، وهذا يفيد الطفل الصغير كذلك لابد أن تأخذ الأم من العنب والزبيب لأن به فائدة كبيرة للمرأة الحامل، والعنب يحتوي على مواد البوتاسيوم والمغنيسيوم والحديد والفسفور والتي تساعد في بناء جسم الإنسان.
المصدر : الحقيقة الدولية - عمان
المفضلات