حماس تنتقد مصر وتحملها مسؤولية فشل المصالحة
غزة –وكالات :اعتبرت حركة حماس أمس تصريحات الناطق باسم الخارجية المصرية حسام زكي ضدها غير مسؤولة وتوضح الفشل المصري في رعاية ملف المصالحة الفلسطينية". وقال فوزي برهوم المتحدث باسم الحركة، في تصريح صحفي، إن مثل هذه التصريحات تؤكد أن دور مصر لم يكن حياديا إنما هو دور تصعيدي على قيادة حماس ويشير إلى أن هناك تراجعا في الدور المصري في رعاية هذا الملف".
وأضاف برهوم أن حماس تعتبر تصريحات زكي "تسيء للسلطات المصرية ولا تسئ إلى حركة حماس. واعتبر أنه من الواضح أن هناك تعثرا في جهود المصالحة الفلسطينية " نتيجة رفض مصر التعامل مع مساعي أمين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى فيما توصلنا إليه معه من مقترحات لتجاوز عقبة التوقيع على الورقة المصرية ". واتهم برهوم القاهرة بالتنسيق مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي يتزعم حركة فتح "لرفض أي تعاطي ايجابي مع أي جهد عربي أو فلسطيني لإنجاح جهود المصالحة". وكان المتحدث باسم الخارجية المصرية حذر في وقت سابق حركة حماس من مغبة استفزاز مصر لان الرد سوف يكون سخيفا.
وقال السفير حسام زكى في تصريحات خاصة لصحيفة "الشرق الأوسط " امس أنصح كوادر الحركة وبعض قياداتها من العقلاء بالكف عن استفزاز مصر، لأن الرد سيكون سخيفا وسوف يضعهم في مزيد من الحرج، كما أنصحهم بأن يتوقفوا عن تحريض مشايخهم داخل القطاع ضد مصر وقياداتها ومسئوليها، لأن تلك الأمور لا تؤخذ باستخفاف". وانتقد زكي بشدة القيادي في حماس محمود الزهار على خلفية تصريحاته التي وجه فيه انتقادات لوزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط. وقال "مع الأسف، إن الزهار يعكس بكلامه عدم فهم آليات العمل المصرية في مجال السياسة الخارجية، وهو يتصور أن الحديث عمن يدير الملف يتم بأسلوب التنظيمات وليس الدول واضاف ان وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط مسئول عن السياسة الخارجية ولا يحتاج شهادة من أحد ليقول لنا من يدير هذا الملف أو ذاك".
وتابع "ان هذه أساليب مكشوفة لدق أسافين ولكنها ساذجة وسبق أن حاولتها حماس أكثر من مرة دون أن تنجح". وقال ان الكلام المكرر عن جهة إدارة الملف ثم أسلوب انتقاد وزير الخارجية المصري أمر غير مقبول، وإذا كان الزهار يتصور أنه بهذا الأسلوب يستطيع أن يسترضي أي جهة مصرية تسمح له باستخدام المعبر فإنه لن ينجح في ذلك، وهو يعلم مقدار العلاقة الوثيقة التي تربط ما بين القائمين بالإشراف على العلاقة مع فلسطين".
واوضح زكي "إن الموضوع الأساسي هو أن وزير الخارجية يضع في تصريحاته الأمور في نصابها، ومؤخرا جاءت تصريحاته في موضوع التوقيع على وثيقة المصالحة الفلسطينية التي أعدتها مصر، واليوم نقول لحماس إن التلاعب بالأفكار والتحايل على الدور المصري وعلى تلك الوثيقة أمر لن تسمح به القاهرة". وقال زكي أعتقد أنه فهم الرسالة وتصريحات الزهار الأخيرة، تعكس إحباطه من عدم تجاوب القاهرة مع صيغ التحايل المقترحة. وردا على سؤال عما إذا كان الموقف بشأن المصالحة طرح وثيقة جديدة بجانب الوثيقة المصرية، قال زكى : ان ما وصلنا هو أن المطروح إقامة مسار حواري جديد بين فتح وحماس ينتج عنه وثيقة جديدة مع إمكانية التوقيع على الوثيقة الحالية، وهذا الأمر يعني عمليا أن الحوار يمكن أن يستمر لفترة مفتوحة من الزمن على نقاط لا يمكن حسمها بشكل سريع أو في أفق قريب، وهو ما يوفر لحماس مخرجا ممتازا يسمح بأن تتخلص من أعباء اللوم الفلسطيني والعربي لها باعتبارها الجانب المعطل للمصالحة، كما يسمح بأن تستمر بالقبض على زمام قطاع غزة حتى ينتهي الحوار الجديد، وهي فترة مفتوحة من الزمن وتبقى المصالحة في مكانها وفي حلقة مفرغة، وهو الأمر الذي يضاعف من الأضرار على الوضع الفلسطيني السيئ أصلا". وأشار إلى أن مقترح حماس هو الاستبدال بالدور المصري دورا عربيا، من منطلق الزعم بتراجع الدور المصري، وكذلك إعطاء المباركة لجهود يفترض أن تبذل وقال: "مع الأسف، مثل هذه الأفكار يقصد بها إلهاء الرأي العام عن حقيقة الموقف التي تتمثل في استمرار رفض حماس الانخراط الجدي في عملية المصالحة والتوقيع على الوثيقة والبدء في السماح للسلطة الوطنية الشرعية بالعودة إلى قطاع غزة، وهذه المساعي تهدف إلى محاولة تحميل مصر مسئولية تعطيل جهد المصالحة وهي محاولات مكشوفة ومرفوضة". وفي معرض رده على سؤال من يعطل المصالحة، قال زكي: إن موقف مصر هو أن تصريحات الزهار، ولو أنه لا يملك من أمر قيادة حماس شيئا، هو مثله مثل آخرين داخل القطاع ليس لهم تأثير على قيادة الخارج التي تتحكم في كل شيء، وهم يسعون قدر إمكانهم للظهور بأن حركة حماس موحدة والحقيقة غير ذلك، ونحن نعلمها تماما، وللأسف فإن الأجندة لها ارتباطاتها غير الفلسطينية وهو ما يعيق تحقيق المصالحة، وبالتالي يعيق استرجاع الفلسطينيين الحد الأدنى من وحدة الصف في هذه الأوقات العصيبة". وأجلت مصر الحوار الفلسطيني الذي رعته على مدار عامين في أكتوبر الماضي عقب رفض حركة حماس التوقيع على الورقة المصرية للمصالحة بدعوى وجود "تحفظات" لديها على عدد من بنودها فيما وقعتها حركة فتح.
المصدر
http://www.raya.com/site/topics/arti...2&parent_id=21
المفضلات