سيناريو جديد لتقاسم السلطة في العراق
بغداد - وكالات: ذكرت القيادية في ائتلاف "القائمة العراقية"، عالية نصيف، أن لقاءً قريباً سيعقد بين زعيم ائتلافها، رئيس الوزراء الأسبق إياد علاوي، وبين رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي، الذي يتزعم "ائتلاف دولة القانون"، للبحث في ما توصلت إليه لجنة التفاوض بين الائتلافين. وسيكون هذا اللقاء، في حال حصوله، الثاني بين الرجلين في غضون اسبوعين.
وقالت ناصيف: إن الايام القليلة المقبلة ستشهد اللقاء الثاني بين الرجلين للتباحث في ما توصلت إليه اللجنة التفاوضية بين الائتلافين، لافتة الى ان المالكي هو من سيزور علاوي في مقره، غرب بغداد. وكان علاوي زار المالكي في مبنى مجلس الوزراء في "المنطقة الخضراء" في 12 من يونيو الحالي، ولم يدم اللقاء الذي وصف بأنه محاولة لإذابة الجليد بين الطرفين والبحث عن مخرج لمسالة تشكيل الحكومة سوى نصف ساعة. ومن جانبها أوضحت عالية نصيف أن الأيام القليلة المقبلة ستشهد عقد اللقاء الثاني بين الرجلين للتباحث فيما توصلت اليه اللجنة التفاوضية بين الائتلافين حيث سيقوم المالكي بزيارة علاوي. وقالت ان هناك بعض الامور التي توصلت اليها اللجنة التفاوضية تتطلب قرارا من رئيسي الائتلافين، مشيرة الى انه سيتم خلال اللقاء بحث هذه الامور. وكشفت مصادر عراقية مطلعة عن سيناريو جديد يقضي بتقاسم السلطة التنفيذية "رئاستي الجمهورية والوزراء" بين قائمتي "دولة القانون" بزعامة المالكي، و"القائمة العراقية" بزعامة علاوي، وإقناع الأكراد بقبول منصب رئاسة البرلمان، وذلك في محاولة جديدة لإخراج العراق من الأزمة السياسية التي دخلها بعد انتخابات مارس الماضي وفشل الفرقاء بعدها في التوصل إلى اتفاق لتشكيل الحكومة الجديدةورغم امتناع مقربين من علاوي والمالكي عن توضيح برنامج اللقاء المرتقب بين الرجلين والمتوقع أن يكون اليوم الأحد، إلا أنهم أكدوا ان الأسبوع المقبل سيشهد انقلاباً في مسار تشكيل الحكومة وأن اتفاقاً قد يتم توقيعه بين الطرفين اللذين توافقا مبدئياً على تقاسم السلطة التنفيذية، ومازالا مختلفين في آليات وشروط هذا التقسيم. وينص الاتفاق، وفقا للأوساط "العراقية"، على أن يكون منصب رئيس الوزراء لعلاوي، ومنصب رئاسة الجمهورية للمالكي. ويتولى فؤاد معصوم عن "التحالف الكردستاني" منصب رئاسة البرلمان، بينما يقول "ائتلاف دولة القانون" إن لديه سيناريو آخر، يتولى بموجبه المالكي رئاسة الحكومة وعلاوي رئاسة الجمهورية. وأفادت المصادر بأن الصفقة ستكون محور لقاء المالكي وعلاوي وتحظى بدعم امريكي.
وأوضحت أن "سلطة تنفيذية يتقاسمها علاوي والمالكي تسهل مهمة الحرب على الإرهاب، وتحد من النفوذ الإيراني المتزايد". وأشارت إلى أن نائب الرئيس الأمريكي المسؤول عن ملف العراق جوزيف بايدن سيزور العراق خلال الأيام المقبلة لتاكيد الدعم الأميركي للاتفاق. وقال القيادي في ائتلاف "العراقية"، الشيخ جمال البطيخ: إن "المالكي سيزور علاوي خلال اليومين المقبلين"، معرباً عن أمله بـ"إمكان تحريك الأزمة السياسية في البلاد، والشروع في محادثات جدية لتشكيل الحكومة". في سياق متصل، كشف مصدر مطلع على سير المفاوضات داخل "التحالف الوطني" بزعامة عمار الحكيم، عن أن شخصيات بارزة داخل حزب الدعوة أبلغت المالكي الذي يتزعم الحزب، بضرورة الانسحاب من الترشيح لمنصب رئاسة الحكومة المقبلة، بسبب إصرار أطراف التحالف الوطني "الذي يضم ائتلافي دولة القانون والوطني العراقي"، على عدم إعطاء أصواتهم له. وأكد المصدر أن "هناك أخبارًا ومعلومات أكيدة من داخل حزب الدعوة تؤكد أن كلاًّ من حسن شبر المستشار القانوني لرئيس الوزراء وأحد أبرز مؤسسي حزب الدعوة الإسلامية، والشيخ عبدالحليم الزهيري المستشار الديني لرئيس الوزراء الذي قاد المفاوضات مع الائتلاف الوطني قد أبلغا المالكي بأن الأطراف الأخرى سواء داخل التحالف الوطني أو خارجه، لن تعطي أصواتها له، وعليه فمن الضروري التنحي عن الترشيح لمنصب رئاسة الوزراء لولاية ثانية". وأشار المصدر إلى أن "تلك الشخصيات أبلغت رئيس الوزراء أيضا بضرورة أن يتم طرح مرشح تسوية خلال الفترة المقبلة". وحول مدى تقبل المالكي لهذه الفكرة، قال المصدر: "إن المالكي وصل إلى قناعة بأن أطراف الائتلاف الوطني تتحفظ على ترشيحه لرئاسة الحكومة المقبلة، الأمر الذي حدا به مؤخرًا إلى طرح أسماء من داخل حزب الدعوة يكونون بدلاء عنه".
من جانبه، نفى عزة الشابندر، عضو ائتلاف دولة القانون، أن يكون حزب الدعوة الإسلامية قد طلب من المالكي سحب ترشيحه لمنصب رئاسة الحكومة المقبلة، مؤكدًّا: "على حد علمي فإنه لا يوجد مثل هذا الطلب قد وجّه إلى رئيس الوزراء"، مبيّناً "بحسب تقديري أن الائتلاف الوطني يتعذر عليه الآن التقدم بمرشح واحد لمنصب رئاسة الحكومة المقبلة إلى البرلمان وكذلك يتعذر عليه قبول المالكي لأسباب غير واقعية، إنما تنطلق من عقد ومصالح شخصية. وعليه فإن هذا التحالف لن يؤسف عليه إذا انفرط عقده".
المصدر
http://www.raya.com/site/topics/arti...2&parent_id=21
المفضلات